الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أبطال ضحوا بحياتهم من أجل الوطن.. حكاية الشهيد إسلام مشهور والملازم عمر القاضي وأحمد شوشة.. و11 يوما قضاها البطل محمد الحايس وسط الإرهابيين

ابطال الجيش والشرطة
ابطال الجيش والشرطة

- النقيب محمد الحايس يروى تفاصيل 11 يوما عاشها مع التكفيريين فى الصحراء

- الحايس: مصر مقبرة للغزاة  والدولة لن تترك حق زملائنا 

- آخر رسالة الشهيد عمر القاضي: "قولوا لأمي ابنك مات راجل"

أبطال ضحوا بحياتهم من أجل الوطن، وروا بدمائهم أراضي مصر الطاهرة سواء كانت على الحدود أو داخل محافظات القاهرة، هم رجال ضربوا أروع الأمثلة في الفداء، وقفوا جميعًا كالصقور يحاربون الإرهاب، الأبطال الـ 5، لن ينسى التاريخ عبر أزمنته مواقفهم البطولية، وهم الشهيد البطل اسلام مشهور، و الملازم عمر القاضي ، و الشهيد امتياز إسحق و الشهيد أحمد شوشة ، والبطل المصاب النقيب محم الحايس، تلك الابطال الذين قالوا للارهاب:"لن يدخلها خسيس ولا جبان"، نرصد حكايات تلك الابطال الذي رويا دمائهم أرض الوطن .

 

البطل المصاب محمد الحايس

البطل محمد الحايس تحدى الإرهابيين حتى بعد استشهاد زملائه ونفاد ذخيرته وخطفه من قبل العناصر الإرهابية ومحاولة العبور به الحدرد الليبية، لم يستسلم وكان على يقين بعدم التفريط فى حقه وحق زملائه والأخذ بالثأر من الإرهابيين.

 

"يتحدث  البطل محمد الحايس لـ "صدى البلد" عن ذكريات مواجهة العناصر التكفيرية، قال الحايس: "مكثت ما يقرب من ١١ يوما مع التكفيريين، فهم لا يفقهون معنى الدين ولا يفقهون أي شيء عن الإنسانية فهم دعاة جهل وتكفير".

 

اقرأ أيضًاحكاية شهداء الواحات الـ16.. ضربة جوية استردت الحايس وقتلت زعيم التنظيم

وأضاف الحايس: "فى إحدى الليالى أثناء أسرى كنت واقفا بجوار أحد العناصر التكفيرية والذى كان يرتدى حزاما ناسفا، والذى كان ينظر إلى بحقد وكأنه ملك الدنيا كلها بأسري".

 

وتابع: "تعرضت لضغوط كبيرة من قبل التكفيريين أثناء أسرى، حيث كانوا يأكلون أمامى وأنا بدون طعام أو ماء، فى محاولة يائسة منهم للضغط علي، ولكن كنت على يقين بالله أن الأجهزة الأمنية لن تترك حقى وحق زملائى".


واستكمل حديثه: "في إحدى الليالي حضر أحد التكفيريين وأخبرني أنه سوف يتم قتلي، ورغم تلك التهديدات المتلاحقة لم ينقص ذلك من عزيمتي وإيماني بالله"، وقال: "التكفيريين كانوا بيستغربوا من إني كنت بنام وبصحى دون خوف ولا قلق كأن شيئا لم يحدث".

اقرأ أيضًا| طفى النار اللى فى قلوبنا..أول تعليق من النقيب محمد الحايس بعد حكم إعدام منفذ حادث الواحات..فيديو


وأوضح بطل عملية الواحات الإرهابية أنه أصيب خلال تلك المداهمة بشظايا في الركبة وجروح في اليد اليسرى نتيجة القصف.

 

وعبر الحايس عن سعادته بمسلسل "الاختيار" لأنه جسد حقيقة أبطال القوات المسلحة في الدفاع عن أرض مصر، والروح المعنوية التي تظهر بسالة رجال الصاعقة المصرية.

 

وقال بطل عملية الواحات الإرهابية: "مصر مقبرة للغزاة، ونحن لا نترك حق زملائنا مهما حدث"، مؤكدا: "مصر لم ولن يدخلها غريب وسوف نقف لهم بالمرصاد، ولن يدخلوا مصر إلا على جثثنا وسوف نموت على ترابها لأننا على حق".


وأضاف: "بحمد ربنا على عودتي مرة أخرى للحياة، ولكني كنت أتمنى الشهادة في سبيل الله وأموت وانا بدافع عن تراب مصر ولو تعود الأيام لفضلت الاستشهاد بجوار زملائي".

 

ووجه بطل عملية الواحات رسالة إلى أسر الشهداء قائلا: "البقاء لله وكلنا ولادكوا ونحتسب زملائنا شهداء عند الله فهم فرحين بما أتاهم الله من فضله، مصر دي ولادة للأبطال"، وأضاف: "لو الحايس استشهد أثناء تلك المداهمة سوف يأتي من بعده ألف حايس لأخذ ثأره".

 

وأوضح النقيب محمد الحايس أنه عمل في قسم الهرم، ثم انتقل بعد ذلك إلى قسم الجيزة وقسم ثانٍ أكتوبر، وفي النهاية عاد إلى مديرية أمن الجيزة.

 

وأنهى البطل محمد الحايس حديثه قائلا: "كل خاين هيفكر إنه يخون بلده هيكون جزاؤه الموت لأننا مش بنسيب حقنا يضيع"، مؤكدا أن "البطل أحمد منسي اختار الجنة والخاين هشام عشماوي اختار طريق التكفيريين وكان مصيره الإعدام".

 

وقدم النقيب محمد الحايس الشكر للدولة ووزير الداخلية بشكل خاص على جهدهم فيما بذلوه من أجل عودته بعد أسره على أيدي عناصر التنظيم الإرهابي.

 

الشهيد الملازم عمر القاضي

و في صباح يوم 5 يونيو عام 2019، دقت عقارب الساعة الخامسة صباحا، وارتفعت تكبيرات العيد داخل المساجد في أنحاء الجمهورية، في ذات الوقت كان الشهيد الملازم عمر القاضي يقف بطلا برفقة أفراد كمينه "بطل 14" في سيناء، متبادلين تهانى العيد، وممسكين أسلحتهم للتصدى لمحاولات الإرهاب في العيد.

 

عيون الإرهاب الغاشم كانت تترصد لهم انتظارا للحظة الانقضاض، أيدى الغدر لم تضع في حسبانها ما كان يعلو السماء "الله أكبر الله أكبر الله أكبر.. لا اله الا الله"، وبادروا كمين البطل الشهيد بوابل من الاعيرة النارية ليكون عيد الفطر عيدا للشهيد القاضي ورفقائه يظل شاهدا على بطولاتهم.


" قولوا لأمى ابنك مات راجل" كلمات أوجعت قلب كل من سمعها وقرأها، هذه الكلمات اخر ما قاله الشهيد البطل عمر القاضى اثناء تصديه للجماعات التكفيرية فى كمين البطل 14، حيث وقف ببسالة الشجعان يحارب غدر من لا دين لهم وكانت تلك هى اخر كلماته التى قالها لزملائه قبل ان يستشهد هو وأمين شرطة و6 مجندين.

 

الملازم الشهيد عمر القاضي، ابن الـ 24 عاما، وقف أمام الارهابيين بدون أى خوف، ماسكا سلاحه في يده وعلى لسانه كلمات الشهادة التى تمناها حين دون على حسابه بموقع الفيسبوك "لكل اجل كتاب، عيدوا انتم وانا هستناكم هنا".

 

شهداء الكمين ماتوا محافظين على تراب هذا الوطن، بعد أن أنهوا صيامهم، واغتالتهم يد الارهاب الغاشم في يوم العيد، عاشوا أسودا والارهابيون ماتوا فئرانا مختبئة منهم.

 

كان الشهيد البطل على يقين ربه، فكان على العهد الى ان أتى يوم ينعيه الجميع، فطالما نعى أصدقاءه الشهداء وقدم واجب العزاء في عرسهم الى الجنة، ودون على صفحته قبل وفاته "ربما الموت يقترب مني وأنا لا اشعر به لطفك يا الله في سكرة موتي ان تكون خاتمتي حسنة ثم الجنة".

 

ودوّن أحد أصدقاء الشهيد على الفيسبوك حين استشهد: أنا أول مرة فى حياتي احس اني مقهور يا قاضي انا مصدوم يا صاحبي بس في نفس الوقت مرتاح علشان انا عارف انك راجل وميت قدامي ماسك سلاحك وواقف راجل وسط عساكرك ومارضتش تسيبهم انت رايح الجنة من اوسع ابوابها وجعت قلبي عليك يا حبيبي انا فرحان عشان كنت معاك قبلها وكنت بتقولي صورني يا صاحبي ويلا نتصور يمكن تكون اخر صورة قلبك كان حاسس يا شهيد نام وارتاح يا قاضي احنا خدنالك حقك والله يا قاضي لو كان فى ايدي حاجة تانية اعملها اكتر من اللي عملته كنت عملت، انا خلصت ذخيرتي عليهم والحمد لله جبناهم.. نام يا صاحبي وارتاح.


الشهيد امتياز إسحاق

وقالت سحر السيد زوجة الشهيد امتياز إسحاق " من إدارة العمليات بوزارة الداخلية، الذي استشهد في معركة الواحات انه لحظة استشهاد زوجي كانت أصعب ما مررت به في حياتي ، وكان زوجي دائما يتمني الشهادة ، وكان يردد دائما أتمني أموت شهيد ..عشان كده ربنا ادهاله".

وتضيف "الحمد الله  الشهادة تكريم من الله سبحانه وتعالي وتكريم في الأرض، واحنا الحمد لله فخورين بيه".

 

وأضافت ان شهداء الواحات ظلوا يتعاملون مع الارهابيين لمدة 3ساعات متواصلة، وان كل جندي وضابط من أكبرهم لأصغرهم كانوا أبطالا، وفضلوا الاستشهاد بدلا من الاستسلام .

 

وأكدت  أن قصة استشهاد زوجها ،جاءت في البداية بعد إصابته  برصاصة في قدمه، ثم اصابة بطلقة في كتفه ، وأخيرا قلبه ،وبعدها تعامل معه الارهابيون وقاموا بتفريغ الرصاص في كل أنحاء جسده .

 

وقالت "ما أسعدني  ان زوجي وزملاءه لم يستسلموا، بل كانوا رجالا حتي آخر نفس لهم في الحياة ".

وأكملت: "زوجي كان من الناحية الانسانية طيبا ويملك قلبا مثل الأطفال ، ورغم ذلك هو جاد في عمله ومخلص جدا في حبه لمصر..ويحبه كل العاملين معه من اصغر جندي لأعلي رتبة في الشرطة.

 

وأكدت انها غرست حب الوطن في ابنائها ،لذلك أدخلت ابنها كلية الشرطة ،لانها ادركت من تجربة زوجها انها تغرس في الابناء الرجوله والتضحية وحب الوطن .

أضافت زوجة الشهيد ، أن إعدام هشام عشماوي يمثل نهاية للإرهاب فى مصر، لأنه كان يمثل خطورة كبيرة وكان مصدر دعم لهؤلاء الإرهابيين، وأنه من أكبر قيادة إلى أصغر مُتخرج من كلية الشرطة يضحون بأنفسهم من أجل مصر.

 

وأوضحت ان زوجها كان حزينا علي استشهاد أحمد منسي وزملائه، وانه دائما ما تمني الشهادة مثلهم.

 

كما روى  والد الشهيد أحمد شوشة  لـ "صدى البلد" قصة حياة نجله  داخل الشرطة وخارجها وقصة استشهاده وبطولاته التي اعترف بها الإرهابيون أنفسهم في ملحمة الواحات البحرية.

 

يقول: "كان حلم الشهيد أحمد دخول كلية الشرطة، وكان الهدف من ذلك هو خدمة مصر، والحمد الله دخل  كلية الشرطة وقت الثورة وكانت البلاد في حالة فوضى، حيث تخرج عام 2016".

 

وأضاف: "طلبت منه بعد التخرج أن يكون عمله بجوارنا في محافظة السويس، داخل أحد أقسام الشرطة، لكنه رفض وتمسك بدخول الأمن المركزي، وبعدها دخل قطاع سلامة، وهو أحد القطاعات التي ينضم لها خيرة ظباط الشرطة، وحصل على فرقة المهام، وهي إحدى الفرق التي تساوي الصاعقة في الجيش".

 

وتابع: "خلال تواجده في فرقة المهام، حصل على المراكز الأولى في الرماية، ونظرا لشجاعته رغم صغر سنه، كان يتم وضع اسمه من أوائل الظباط المشاركين في عمليات المهام الخاصة والمداهمات".

 

الشهيد أحمد شوشة

ويقول  والد الشهيد أحمد شوشة عن يوم استشهاده قائلا: "اتصلت به في الساعة السابعة لمعرفة هل تحرك للعودة إلى السويس، حيث كان يوم إجازته كما أخبرنا، وكانت والدته قد أعدت الطعام الذي يحبه، لكنه أخبرني أنه انتهى من إحدى العمليات، وسيتوجه إلى مأمورية أخرى، وهي الواحات البحرية، وبعدها سيعود للسويس".

 

ويشير والد الشهيد إلى أن أحمد كتب على صفحته على "فيس بوك" قبل ساعات من استشهاده: "الواحات أحلى حاجة في الدنيا، واللي جاي أحلى".

 

وأضاف: "بعد مداهمة وكر الإرهابيين وتبادل إطلاق النار، استشهد زملاء أحمد من الظباط، وظل هو والنقيب عمرو صلاح يقاتلان الإرهابيين حتى نفدت ذخيرتهما، واستشهد النقيب عمرو صلاح وظل أحمد يقاتل الإرهابيين بسلاحه وأسلحة زملائه الشهداء، ووقف كالصقر أمامهم بعد أن نفدت ذخيرته".

وأوضح والد الشهيد أحمد شوشة أنه رغم صغر سن نجله الشهيد، إلا أنه كان يتصدق بنصف راتبه للفقراء واليتامى، وهذا الأمر اكتشفته بعد وفاته.

 

وأكد والد الشهيد أن القصاص من كل الإرهابيين والقضاء عليهم هو الذي سيطفئ نار أهالي الشهداء، وسيكون القصاص العادل من الإرهابيين.

 

وشيع الآلاف من أهالى السويس، جنازة البطل الشهيد من مسجد سيدى عبد الله الغريب، بعد استشهاده برفقة 15 من زملائه فى حادث الواحات البحرية الإرهابى، خلال مداهمة إحدى البؤر الإرهابية.