الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رفضوا ارتداءها قبل 100 عام بحجة تقييد الحرية.. الكمامة بين الإنفلونزا الإسبانية وكورونا.. صور

حلاق يرتدي قناع وجه
حلاق يرتدي قناع وجه خلال تفشي الإنفلونزا الإسبانية

ما أشبه اليوم بالبارحة، لم يختلف الوضع أو طرق الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) والإنفلونزا الإسبانية التي تفشت بنفس الشكل ولكن أكثر شراسة قبل مائة عاما، نفس الوسائل المتبعة للوقاية والتي أبرزها أقنعة الوجه (الكمامات) ولم يختلف الجدل حولها في الماضي والآن.


الكمامة والإنفلونزا الإسبانية
يرصد "صدى البلد" تاريخ ارتداء أقنعة الوجه "الكمامات" خلال تفشي مرض الإنفلونزا الإسبانية، وكانت جائحة الإنفلونزا في عامي 1918 و 1919 أكثر الأمراض تفشيا، حيث أدت إلى وفاة 50 مليون شخص حول العالم، ونفذت عدة دول بعض المبادرات لمحاولة وقف انتشار العدوى، كان أبرزها غلق المدارس، وأماكن التسلية العامة، وتنفيذ قوانين عدم البصق، وتشجيع الناس على الناس على استخدام المناديل الورقية أو القماشية باستمرار وارتداء الناس لأقنعة الوجه في الأماكن.



لم تكن الكمامات معروفة في ذلك الوقت أو منتشرة كالوقت الحالي خلال تفشي فيروس كورونا المستجد، ولكن لجأت عدة منظمات أبرزها الهلال الاحمر لتصنيع أقنعة وجه من قماش غير قطني وسهولة توزيعه على الناس في الأماكن العامة لضمان ارتداءه من قبل الجميع، وعلى الرغم من امتثال الجميع للقوانين إلا ان كان هناك خطرا آر يهدد العالم وهو الحرب العالمية الأولى، وكأن البشر وضعوا بين شقي الرحي إما الموت من الإنفلونزا الإسبانية او الموت جراء الحرب.


إحساس زائف بالأمان
ولكن مع كل قرار كان يتم اتخاذه للحد من انتشار العدوى، لم يسلم من اعتراض فئة ادعت أن الأقنعة غير مريحة أو غير فعالة، ومنهم مسئولين ذوي مناصب عليا في أكثر من دولة وبالفعل تم القبض على هؤلاء المسؤولين في الأماكن العامة أنهم كانوا في الشارع بدون قناع للوجه.


وبالنسبة إلى الذين لم يرتدوا الكمامات، تشير التقارير إلى أنهم  تعرضوا إلى مضاعفات أدت إلى الوفاة، حيث اعترض البعض على فكرة ارتداء الكمامة كنوع من أنواع إثارة الجدل والبلبلة في المجتمع، وبعض الشركات قلقت من أن الزبائن سيقلون من التسوق إذا اضطروا إلى ارتداء قناع عندما يذهبوا إلى الخارج، وادعى بعض الناس أن قوانين ارتداء الكمامات تشكل تعديا على الحريات المدنية، وقالوا نفس الجملة التي تتردد اليوم وهي أن قناع الوجه يعطي إحساسا زائفا بالأمان.



كانت الأقنعة مصنوعة من الشاش أو حتى مواد مسامية، وفي أواخر عام 1918 تم التوصل إلى قناع متقدم يشبه N95s التي يستخدمها أخصائيو الرعاية الصحية اليوم، كما تم صنع أقنعة للاستخدام الواحد وأخرى قماشية لتعدد الاستخدام، ونشرت الصحف تعليمات لأولئك الذين قد يرغبون في صنع قناع لأنفسهم أو التبرع للدولة للمساعدة في ابتكار وتصميم أقنعة الوجه الفعالة.


الإنفلونزا جعلت الحجاب موضة
في أكتوبر 1918، كان العنوان الرئيسي لصحيفة سياتل ديلي، "الإنفلونزا تجعل الحجاب موضة"، وعلى الرغم من شكوك جدوى هذه الأقنعة إلا أن القناع الشاش متعدد الطبقات كان يساعد على الوقاية أو نشر العدوى، ولكن البعض قلل جدوى هذه الاقنعة من خلال وجود ثقب في منتصف الكمامة ليساعدهم على التدخين، وهذا بدوره قلل من فعاليته اإلى حد كبير.


إجراءات ضد غير مرتدي أقنعة الوجه
اتخذت بعض الدول ومنها الولايات المتحدة، إجراءات رادعة ضد من لا يرتدي اكمامة في الأماكن العامة، منها إصدار قوانين بالعقوبة والسجن في عام 1918، ومن بين العقوبات الشائعة التشهير بالشخص الذي لا يرتدي قناع وجه ونشر اسمه في الصحف بأنه يحاول قتل من حوله، وفي حادث مروع في سان فرانسيسكو ، أطلق ضابط  النار على رجل رفض ارتداء قناع وكذلك اثنين من المارة.