الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الخطوة الأولى والحل الأخير.. هل يحمي إعلان القاهرة ليبيا من سيناريوهات سوريا والسودان؟

علما مصر وليبيا
علما مصر وليبيا

مع وصول الصراع في ليبيا إلى طريق مسدود، بات من المحتم الاتجاه نحو حل سياسي تفاوضي يحفظ وحدة أراضي البلاد ويحول دون تقسيمها ويضع حدًا للتدخلات الأجنبية في شئونها، وهي الأسس التي قام عليها إعلان القاهرة كمبادرة وخطوة أولى نحو نهاية الاحتكام إلى السلاح وعودة الفرقاء الليبيين إلى طاولة التفاوض.

وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، كانت سنوات ما بعد مقتل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في 2011 وبالًا على البلد الغني بالنفط، الذي تحول قطاع كبير منه، ولا سيما في الجزء الغربي من البلاد، إلى مرتع للميليشيات والجماعات التكفيرية وعصابات تهريب البشر.


وأضافت الصحيفة أن تركيا أقامت علاقة من طبيعة "عثمانية" مع حكومة الوفاق في طرابلس برئاسة فائز السراج، تقوم على تبعية حكومة السراج لأنقرة، وتمنح الأخيرة غطاء شرعيًا زائفًا للتدخل في الشأن الليبي.

ونقلت الصحيفة عن مدير مبادرة شمال أفريقيا بمركز "المجلس الاطلسي" للدراسات كريم ميزران تحذيره من أنه بدون إرادة دولية واضحة وقوية لتحقيق السلام في ليبيا فسيصبح التقسيم أمرًا واقعًا لا سبيل لتفاديه.

وقال الباحث بمعهد "كاتو" الأمريكي للدراسات تيد جالن كاربنتر إن هناك احتمالًا لتكرار سيناريو تقسيم السودان في ليبيا، لا سيما وأن الأخيرة بلد غني بالنفط يجتذب المطامع الإقليمية والدولية في الهيمنة على موارده البترولية الهائلة.

من جانبه، حذر الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، في حوار مع قناة "سكاي نيوز عربية"، من أن شبح سيناريو الحرب في سوريا يخيم على ليبيا.

وأشار زكي إلى أن الأزمة الليبية يجب أن يكون لها حل ليبي ليبي أيضا بمساعدة كل داعمي ليبيا واستقرارها وخاصة الدول العربية والقوى الدولية التي تهدف لاستقرار ليبيا.

كما لفت إلى أن هناك قوى تبحث عن مصالحها في الأزمة الليبية وليس مرحبا بها في هذا الإطار، موضحا أن منظمات دولية رحبت بالحل السياسي وسعت إليه منها الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

وحذر حسام زكي، من أن شبح الحرب في سوريا يخيم على ليبيا، لأن هناك تركيا تنشط ميدانيا على الأراضي الليبية أكثر من الأطراف الدولية الأخرى وتسعى أنقرة لترجمة التقدم الميداني لواقع سياسي، وهو أمر خطير جدا، وفق وصفه.

أعرب نائب رئيس المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا، الشيخ السنوسي الحليق، عن تأييد المجلس للمبادرة التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي من القاهرة لحل الأزمة في ليبيا.

ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن الحليق قوله إن القبائل الليبية كافة في المجلس تؤيد المبادرة التي أطلقها السيسي، وتعتبرها المبادرة الأفضل في سبيل حل الأزمة الليبية.

ولفت الحليق إلى أن القبائل الليبية سوف تنخرط مع بعض الأجسام المدنية والبرلمان في جلسات ومباحثات لاختيار المجلس الرئاسي الجديد من رئيس ونائبين، خلال الأيام المقبلة، بهدف إنهاء حالة الاقتتال الدائرة، والبدء نحو الخطوات الأخرى التي تضمنتها المبادرة.

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد أعلن يوم السبت الماضي، عقب لقاء مع رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح وقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، في القاهرة، عن "التوصل إلى مبادرة لحل الأزمة الليبية".

وتضمنت المبادرة التأكيد على وحدة وسلامة الأراضي الليبية واستقلالها واحترام كافة الجهود والمبادرات الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والتزام كافة الأطراف بوقف إطلاق النار يوم 8 يونيو 2020.

كما تضمنت المبادرة مطالبة  كافة الجهات الأجنبية بإخراج المرتزقة الأجانب من جميع الأراضي الليبية وتفكيك الميليشيات وتسليم أسلحتها حتى يتمكن الجيش الليبي من الاضطلاع بمهامه العسكرية والأمنية في البلاد.