في أوائل شهر مايو من العام الجاري، تم العرض الأول للفيلم الوثائقي شوغالي، حيث أن الواقعية التي تم بها نقل الأحداث جعلت الجمهور يعترف بأن الفيلم مثير ومشوق.
ويستند فيلم "شوغالي" إلى أحداث حقيقية ، مما يجعل الناس يشاهدونه و يعيشون اللحظات مع الأبطال ومام مر به علماء الاجتماع الروس من عذاب بعد وصولهم إلى ليبيا.
وتعيد قصة الفيلم المشاهد إلى بداية عام 2019 ، حيث وصل ، بناء على دعوة رسمية من حكومة الوفاق، مجموعة من علماء الاجتماع الروس بقيادة مكسيم شوغالي ومترجمه سامر سعيفان إلى ليبيا.
و كانت المهمة الرئيسية للعلماء هي دراسة الوضع السياسي والاجتماعي في ليبيا.
وخلال رحلته، تمكن مكسيم شوغالي وسامر من إجراء الكثير من المقابلات الصريحة ، فضلًا عن الحصول على معلومات مهمة حول من يتولى السلطة حاليًا في طرابلس.
ولكن المعلومات التي كشف عنها سكان ليبيا وطرابلس لعلماء الاجتماع كانت بمقدورها الحاق ضرر كبير بسمعة حكومة الوفاق، لذلك قرروا اختطاف العلماء الروس على الفور، حيث أرسلت حكومة السراج مجموعة من القوات لاختطافهم من مكان سكنهم.
وقاد العملية إرهابيون مرتبطون بجماعة الإخوان المسلمين بالتعاون مع المخابرات الأمريكية، حيث تم اختطاف الثنائي من مكان سكنهم وبعد ذلك تم إيداعهم في سجن معيتيقة الخاص الذي تديره مجموعة "الردع" والتي يترأسها الإرهابيوالعضو في تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي عبد الرؤوف كارة.
و اتهمت السلطات الليبية مكسيم شوغالي بمحاولة التدخل في الانتخابات المقبلة، وادعت أنهما جاسوسان.
وبعدعرض الفيلم أثيرت ضجة كبيرة في ليبيا، حيث أُعجب الليبيون بفكرة الفيلم لأنها فضحت حكومة العصابات والميليشيات التي تسيطر على البلاد.
من جهة أخرى، الفيلم أرعب عددا من أعضاء حكومة الوفاق وأثار هيستيريا كبيرة في صفوفهم.
ويذكر أن كل من مكسيم شوغالي وسامر سعيفانيقبعان في سجن ليبي منذ أكثر من عام ، حيث يتم تعذيبهم وإهانتهم بشكل دائم.
فيما يعتبر هذا الأمر ليس بالخفي على حكومة يرأسها إرهابيون، أعضاء سابقون في جماعة الإخوان ومجرمون سابقون.
وفقا للمعلومات المنشورة في وسائل الإعلام الروسية، من المعروف أن علماء الاجتماع الروس حاولوا الفرار ، لكن المحاولة فشلت.
فيما يقول مخرج فيلم "شوغالي" إن فكرة الفيلم مخصصة ليس فقط للوضع السياسي الصعب في ليبيا ، ولكن أيضًا لمصير روسيين يجبران على المصارعة للبقاء على قيد الحياة كل يوم ، محتجزين من طرف إرهابيين.
وبشكل عام، فشلت محاولات المفاوضات الدبلوماسية بشأن تحديد مصير علماء الاجتماع، لتتحول القضية من قصة صغيرة إلى قضية دولية يمكن أن تسفر عن أزمة بين روسيا وحكومة الوفاق، علما أن روسيا لن تتخلى بسهولة عن مواطنيها.