الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علامات الرياء.. احذر منها

علامات الرياء.. احذر
علامات الرياء.. احذر منها

الرياء.. هو التباهي دون إخلاص الشيء لوجه الله تعالى ، ومن علامات الرياء الكسل وتقليل العمل في السر وعلى عكسه النشاط وزيادة العمل في العلن، فالعمل عند المرائي مرتبط بالمدح بحيث يقل العمل إذا لم يكن بتوابعه مَحمدة.

والرياء إظهار العبادات بقصد رؤية الناس لهم فيُحمد صاحبها، فحبُّ المَحمدة هو جوهر الرياء، وهو أن يُبرز الإنسان عمله الصالح للناس بُغية المدح وتعظيم النفس، وحكمه التحريم فقد قال رسول الله: (أوَّلُ النَّاسِ يُقضَى لَهُم يومَ القيامةِ ثلاثةٌ: رجلٌ استُشْهِدَ فأتيَ بِهِ فعرَّفَهُ نعمَهُ فعرفَها، قالَ: فما عمِلتَ فيها؟ قالَ: قاتلتُ فيكَ حتَّى استُشهِدتُ، قالَ: كذَبتَ، ولَكِنَّكَ قاتلتَ ليقالَ فلانٌ جريءٌ، فقد قيلَ، ثمَّ أمرَ بِهِ، فسُحِبَ على وجهِهِ حتَّى أُلْقيَ في النَّارِ، ورجلٌ تعلَّمَ العِلمَ وعلَّمَهُ، وقرأَ القرآنَ فأتيَ بِهِ فعرَّفَهُ نعمَهُ فعرفَها، قالَ: فما عمِلتَ فيها؟ قالَ: تعلَّمتُ العلمَ وعلَّمتُهُ، وقرأتُ فيكَ القرآنَ، قالَ: كذبتَ، ولَكِنَّكَ تعلَّمتَ العلمَ ليقالَ عالمٌ، وقرأتَ القرآنَ ليقالَ قارئٌ، فقد قيلَ، ثمَّ أمرَ بِهِ، فسُحِبَ على وجهِهِ حتَّى أُلْقيَ في النَّارِ، ورجلٌ وسَّعَ اللَّهُ علَيهِ وأعطاهُ من أصنافِ المالِ كلِّهِ، فأتيَ بِهِ فعرَّفَهُ نعمَهُ، فعرفَها، فقالَ: ما عمِلتَ فيها؟ قالَ: ما ترَكْتُ من سبيلٍ تحبُّ قالَ أبو عبدِ الرَّحمنِ: ولم أفهَم تحبُّ كما أردتُ أن ينفقَ فيها إلَّا أنفقتُ فيها لَكَ، قالَ: كذَبتَ ولَكِن ليقالَ إنَّهُ جوادٌ، فقد قيلَ، ثمَّ أمرَ بِهِ، فسُحِبَ علَى وجهِهِ، فأُلْقيَ في النَّارِ.

حكْم الرّيا

حكْم الرّيا.. بيّنت الشريعة الإسلاميّة أن الرياء محرم، وأن العمل المصاحب للرياء مردود وغير مقبول، والرّياء كذلك نوع من أنواع الشّرك بالله تعالى، ومن أدلّة تحريم الرّياء قال الله تعالى: (قُل إِنَّما أَنا بَشَرٌ مِثلُكُم يوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُم إِلهٌ واحِدٌ فَمَن كانَ يَرجو لِقاءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صالِحًا وَلا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا).قال الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث القدسيّ فيما يرويه عن الله عزّ وجلّ: (أنا أغنَى الشركاءِ عن الشركِ، مَن عمِل عملًا أشرك فيه معِي غيرِي، تركتُه وشركَه).

ومن يجعل عمله لله وللرياء فقد أشرك مع الله في عمله، ومن أراد مِن عمله مدح الناس فقط رأى فيه بعض العلماء أنه دخل في النفاق والشرك ويخرج من الملّة، ومن أجل تجنّب الوقوع في ذلك هناك عدة أمور تساعد في الابتعاد عن الرياء أبرزها

أنواع الرياء

يحاول العبد أن يحسن من نفسه أمام الناس، رغبةً في الحصول على الثّناء والإعجاب والحمد، ويسلك العبد عدّة طرق لتحقيق ذلك، منها الرّياء بالبدن؛ ويكون بإظهار التعب والإرهاق والمرض حتى يظن الناس بأن ذلك من كثرة العبادات والطّاعات، ويكون أيضًا بإظهار الحزن على الإسلام والمسلمين، وإظهار الخوف من الحياة الآخرة، الرّياء بالملابس والهيئة العامة بعدم الاهتمام بالشكل الخارجي كعدم الاهتمام بالملابس، وبالمشي في الطريق مع خفض الرأس، وعدم إزالة أثر السجود عن الوجه.

 الرّياء منه  بالأقوال ومنه الرياء في النصح والوعظ والإرشاد، وتعمّد ذكر الله -تعالى- أمام الناس، وإظهار الحزن والأسف عل ارتكاب النّاس للمعاصي والذّنوب والمنكرات، وإظهار العلم أمام النّاس.

 الرّياء بالأعمال يكون من خلال القيام بالعبادات بنية مراءاة النّاس، ومنه: الإطالة في السجود والركوع، والجهاد في سبيل الله -تعالى- رياءً ، والرياء بالأصحاب والزوار وهو تعمّد زيارة العلماء والدّعاة والشيوخ ليُقال عنه إنه أخذ العلم عن كثير من الشّيوخ والعلماء ويتفاخر بهم.

علاج الرياء

 حذّر الإسلام من الرياء ووصفه بأنه شرك بالله تعالى، والواجب على المسلم أن يبتعد عنه ويجتنبه في جميع الأعمال والعبادات والطّاعات التي يقوم بها، ومن كان عنده شيء من الرياء عليه أن يعالج نفسه بعدة طرق منها استشعار مراقبة الله -تعالى- لجميع ما يصدر من العبد من الأقوال والأفعال، مما يؤدي إلى زرع تعظيم الله -تعالى- والخوف منه في القلب، واستشعار مراقبة الله -تعالى- يُطلق عليه الإحسان وهو القيام بالعبادات مع استشعار مراقبة الله -تعالى- ورؤيته للعبد، ومن يستشعر مراقبة الله -تعالى- له لا يكترث برؤية أي أحد لأعماله.

 الاستعانة بالله -تعالى- على التخلّص من الرياء، ومن صور الاستعانة بالله تعالى: الدعاء وطلب التخلّص من الرّياء من الله تعالى والتعرّف على الآثار السلبية للرياء من حيث إنّه يحبط الأعمال والعبادات، ويُوجب سخط وغضب الله تعالى.  

كيفية التخلص من الرياء

 الاستعانة، واللجوء إلى الله تعالى ودعاؤه للتخلص من هذه الصفة الذميمة، امتثالًا لقوله تعالى: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ معرفة آثار الرياء، وجزائه الأخروي، حيث يؤدي الجهل بعواقب هذه الصفة إلى تمادي المرء في القيام بها، فمعرفته بأنّها محبطة للأعمال، وموجبة لسخط الله تجعله يبتعد عنها.

معرفة عقوبة الرياء الدنيوية، وهي فضيحة الله تعالى له، وإظهار مقصده السيء للناس، وهو أحد تفاسير قوله صلى الله عليه وسلّم: (مَن سمَّع سمَّع اللهُ به. ومَن راءَى راءَى اللهُ به) فعدم وجود الإخلاص في العمل، وقصد الناس به سبب في تشهير الله به، وإظهار باطنه.

الابتعاد عن مواطن إظهار العبادة، وهو أسلَمُ لعمل المرء من الرياء، ومن العبادات التي يُسَنُّ إخفاؤها هي قيام الليل، والصدقة، ونحوها، ولا يدخل فيها ما لا يشرع، أو يمكن إخفاؤه، كصلاة الجماعة ونحوها.

 اقرأ أيضا: