الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من السودان إلى الصومال وإريتريا.. إثيوبيا تعيش على أطماع توسعية

صدى البلد

تكشف المواقف الإثيوبية بشأن سد النهضة رغبتها الدفينة والمبيتة في ممارسة الابتزاز لدولتي المصب، ومواصلة سياستها القديمة بشأن السيطرة على حقوق الغير، وخير مثال على ذلك التاريخ الاستعماري لإثيوبيا مع جيرانها مثل السودان والصومال.

ففي منطقة الفشقة السودانية التابعة لولاية القضارف باتت هناك إدعاءات إثيوبية كادت المخيلة الإثيوبية تصلها إلى ادعاءات بحقوق تاريخية في بعض تلك الأراضي التي تقع ضمن الحدود السودان وفقًا لاتفاقية 15مايو 1902. بحسب ما ذكرت صحيفة "سودان تربيون".

وتشير الصحيفة إلى أن إثيوبيا أو كما كان يطلق عليها الحبشة، نافست في نهاية القرن التاسع، القوى الاستعمارية الأوربية في التوسع بمنطقة القرن الإفريقي، وضمت إليها عن طريق القوة والمناورات والتعاون مع القوى الاستعمارية أراضي بلغت ضعف  مساحة الحبشة التاريخية مرتين.

وتوضح "سودان تربيون" أن الامبراطور الاثيوبي، منليك الثاني، استغل ضعف الدولة السودانية في ذلك الوقت، وقام باحتلال اقليم بني شنقول الذي يقع فيه سد النهضة والمتمة التي تقع بالقرب من القلابات.

ومن السودان إلى أوجادين، التي تحتلها إثيوبيا أيضا من الصومال، ففي العام 1954 تسلمت إثيوبيا إقليم أوجادين من الاحتلال البريطاني، وهي أرض تابعة للصومال التي تشترك مع إثيوبيا في حدود تبلغ 2800 كيلومتر، لتضاف مرحلة جديدة من مراحل التوسع الحبشي على حساب الأراضي العربية والجيران الأفارقة.

 في عام 1977 نشبت مواجهة عسكرية بين الصومال وإثيوبيان وتمكنت القوات الصومالية من استعادة جزء من الاقليم المحتل، لكنها أجبرت فيما بعد على الانسحاب بسبب ما يصفه الخبراء الصوماليون بتواطؤ دولي مع إثيوبيا، ويرون أن إثيوبيا تعمل عن قصد لإضعاف الصومال، نظرا لأن الصومال القوي يعني دعما للحركات والعرقيات المختلفة داخل اثيوبيا والتي تعاني التفرقة على أساس عرقي.

ومن ناحية أخرى، عندما وصل آبي أحمد إلى السلطة في إثيوبيا، كان لديه إرث كبير من الصراع الإثيوبي - الأريتري، حيث احتلت إثيوبيا مساحات كبيرة من جارتها، فسعى آبي أحمد إلى توقيع اتقاق سلام معها، وتم هذا الأمر في 2018،  وهو الأمر الذي فتح باب التعاون بين الجانبين أملا حصول إثيوبيا على موطئ قدم لها على البحر، وإحياء فكرة تكوين قوات بحرية اثيوبية.

وعلى طريقة سد النهضة، عادت العلاقات بين اريتريا وإثيوبيا وتبادل المسؤولون الزيارات بين الجانبين، لكن أديس أبابا لم  تسلم الجانب الاريتري  المناطق المتنازع عليها حتى اليوم، دون توضيح مبررات لهذا الأمر، وهو ما يضع العديد من التساؤلات حول الهدف من وراء ذلك وهل له علاقه بسد النهضة أم لا.