الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. أمل مصطفى تكتب: للحب قصة أخيرة

صدى البلد

أنواع الحب كثيرة، ولا يُقصد بالحب ما قد يتبادر إلى الأذهان من حب رومانسي فقط، فالحب هو أعلى شعور يمكن أن يعطيه أو يأخذه الناس، ممارسة الحب هي الغاية الأساسية في العلاقات البشرية الاجتماعية. فلا يوجد مجتمع سليم دون محبة، ولا يوجد أسرة مستقرة دون محبة، ولا يوجد وطن متكامل دون شعب واعي لكلمة محبة. فالحب ليس مجرد عاطفة تمر علينا مرور الكرام أو مشهد في فيلم ومسلسل، أو نهاية سعيدة لرواية ما.

بل الحب هو حالة متكاملة من الرغبة في الحياة، الرغبة في توقف الزمن عند هذه اللحظة، التي فيها يكون الجميع شبعان. وأقصد هنا بالشبع، الشبع العاطفي الذي هو يمثل الكمال بالنسبة للإنسان. فالحب هو الكمال الذي يعتقد فيه الإنسان، هو الخلود، هو هذه اللحظات الرائعة التي تجبرك أن تعيش وتكمل حياتك رغم الألم والتعب

الإنسان غالبا ما بيعرفش يميز هو واقع في أي نوع من أنواع الحب …. لأن الحب مش نوع ولا اتنين …. الحب تفرعاته و أسبابه كثيرة ….
ممكن تحب إنسان بحكم وجوده اليومي في حياتك و توغله في تفاصيل حياتك و مع الوقت بيتحس أنك بتحب الإنسان ده وإن الاستغناء عن الشخص ده من المستحيلات لأن التعود من أصعب الحاجات اللي ممكن تستغني عنها في حياتك بالذات في الوقت الحالي مع انتشار أمراض الكذب و قلة الثقة والخوف من الآخرين…بتكون ماشي بأسلوب (اللي نعرفه أحسن من اللي ما تعرفوش) .. و ده أغلب الظن ما بيكنش حب حقيقي …

في حب من نوع تاني … ممكن تحب إنسان لمجرد أنه بيجعلك في حالة دايمة من الشد و الجذب … حالة من المراوغة …. حالة من العذاب اللي ما بينتهيش … حد بيدوقك حلاوة رضاه و بيسمك ببشاعة جحوده …. بيحسسك في لحظة أنك ملك الدنيا دي كلها وأن العالم واقف على سعادتك … و في لحظة التانية .. بيحسسك أنك سد خانة و أنك عادي زي أي حد …. الحالة دي بتخلق جواك حالة من الإصرار أنك تكمل … بس عشان تدوق حلاوة رضاه … و العلاقة كلها بتبقى قايمة على العناد … مش على العاطفة ….

في حالة حب بتتنشأ من الغموض …. طرف بيبقى كل مناه يفك شفرة الإنسان اللي أدامه.. و بيحاول و يحاول .. و كل ما يعرف يوصل لحاجة … بيبقى عنده لذة أنه يفك اللي بعدها … و مع الوقت بتنشأ حالة من النشوة و اللذة في القرب من الكائن الغامض ده …. بنسميها حب … بس دي غالبا بتبقى نوع غريب من العلاقات بيبقى هدفه الخروج عن المألوف و كسر الروتين اليومي … لأن الشخص الغامض على قد ما بيكون متعب .. على قد ما القرب منه فيه لذة و متعة كبيرة لبعض الناس .….

في حب النقيض … أنك تميل لشخص مخالف ليك في كل حاجة … أفكارك .. أحلامك … وجهات نظرك … تربيتك … كل حاجة … و بتخلق بنفسك رغبة جواك و تحدي أنك تحاول تغيره لصورة منك مع الوقت … ده حب تعيس … نهايته معروفة ….

في حب سادي ..  … حب سادي في المشاعر … في ناس ما بتحبش الشخص اللي بيعاملها كويس و بانسانية … لا في ناس بتحب تتعامل بشكل سيء و مهين على طول … و بتعيش نفسها حالة وهمية من التعاسة و بتقنع نفسها أنها بتستحمل كل ده عشان هية بتحب الطرف الآخر مش أكتر …ناس بتتلذذ بعيش دور الضحية … ده حب مريض والناس اللي من النوع ده محتاجة جدا لعلاج نفسي عشان تقدر تدخل في علاقة سوية ….

في حب بيخدم الصورة الإجتماعية … بتقابل حد .. شكله كويس … بيتكلم كويس … بيلبس كويس … حد يكون واجهة اجتماعية … فبتبدأ تحب الصورة دي …. بتحب الشكل العام فى الصور و أدام الناس و أن الناس كلها بتحسد وتتمنى الصورة دى… حتى لو على حساب سعادتهم الشخصية   

  في حالة حب بتتولد لما بنقابل حد … و بتعجبنا دماغه … بيضحكنا … حد بنعرف نفتح معاه أي موضوع و بنتكلم أدامه فيه براحة نفسية …. حد وجوده مبهج لروحنا …. حد بنتعامل معاه على طبيعتنا لأقصى درجة من غير ما نخاف أنه يطلق علنا أي أحكام خارجية …حد بيحترمنا و بيحترم عقولنا … حد بيسمعلنا و بياخد برأينا…. ده مع الوقت بنحس أننا وقعنا في حبه .. و ده غالبا … بيكون الحب الحقيقي …
ما فيش حاجة اسمها حب من اول نظرة  
ما فيش حاجة اسمها … بحبه … بس مش عارفة ليه … بحبه و خلاص 
    اللي بيعشق فينا … أرواحنا … الشخص اللي يأسر روحك و يمتعها و يفرحها … هوة ده حبيبك و نصك التانى