"رياضي القرن" استحق أسطورة الملاكمة محمد علي كلاي الذييصادف اليوم ذكرى اعتزاله هذا اللقب عن جدارة متفوقا على العديد من الرياضيين في عصره ومنهم أسطورة كرة القدم دييغو مارادونا، وذلك بعد الإنجازات الاستثنائية التي حققها طوال 20 عاما من مشواره الرياضي، الذي استطاع فيه الفوز في 56 مباراة منها 37 بالضربة القاضية مقابل 5 هزائم فقط كما توج باللقب العالمي للملاكمة 3 مرات مختلفة هذا بخلاف الارقام القياسية التي حطمها بفوزه الغير متوقع على كبار اللعبة.
بعد بلوغه سن الـ 39 عاما وبالتحديد في 26 يونيو 1981، قرر كلاي اعتزال الملاكمة بعد مسيرة حافلة حقق خلالها العديد من الألقاب والبطولات والوصول إلى قمة مجده الرياضي، حيث كان صاحب أسرع وأقوى لكمة في العالم تعادل قوتها ألف باوند، كما كان يصف نفسه بأنه "يطير كالفراشة ويلسع كالنحلة".
ولد محمد علي كلاي في 17 يناير 1942 في مدينة لويفيل بولاية كنتاكي، لعائلة أمريكية سوداء من الطبقة المتوسطة، حيث ربته أمه هو وأخاه على المذهب المعمداني بخلاف الطائفة المسيحية التي كان ينتمي لها والده، وعلى الرغم من امتلاكه الموهبة والمهارة إلا أنه بداية دخوله عالم الملاكمة كان بمحض الصدفة في الثانية عشر من عمره.
محطات كثيرة خاضها محمد علي خلال مشواره، لعل أبرزها اعتناقه الإسلام عام 1964 وكان يبلغ حينها 22 عاما، جاء ذلك بالتزامن مع تحقيقه رقما قياسيا كأصغر ملاكم يحقق لقب بطولة العالم لملاكمة المحترفين للوزن الثقيل للمرة الأولى بعد فوزه على بطل العالم في الملاكمة آنذاك سوني ليستون، المفاجأة التي كانت غير متوقعة خاصة في ظل صغر سن كلاي آنذاك.
أفضل أداء
اعتبر البعض أفضل آداء لكلاي كان خلال لقائه كليفلاند ويليامز في صالة هيوستون عام 1966، حيث حققت هذه المباراة رقما قياسيا في عدد الحضور داخل الصالة المغطاة والذي تخطى الـ 35 ألف متفرج، حيث انتهت المباراة الحاشدة بفوز محمد علي بالضربة القاضية في الجولة الثالثة على الرغم من صعوبة الخصم الذي كان أفضل ملاكمي الوزن الثقيل، إلا أنه تعرض لحادث إطلاق نار قبل المبارة أفقدته كليته وجزء من أمعائه الدقيقة.
أبشع المعارك
يعتبر نزال إيرني تيريل، الذي خاضه كلاي في هيوستن أيضا عام 1867 ثاني أصعب نزال للملاكم الأسمر بعد نزال ليستون، كما وصف النقاد هذه المباراة بواحدة من أبشع معارك الملاكمة، نظرا لكمية الدماء التي سالت خلالها، فضلا عن الحماس الزائد الذي لعب به كلاي ضد تيريل الذي لم يهزم على مدار خمس سنوات، والذي جاء -الحماس- نتيجة المشادة الكلامية التي وقعت بينهما، حيث استفز تيريل كلاي عندما ناداه باسمه القديم "كاسياس كلاي"، الأمر الذي رد عليه محمد علي في الملعب صائحا بعد فوزه "ما هو اسمي... ما هو اسمي؟"، ليجبر بعدها الجميع على احترام اسمه ودينه.
ملاكمة القرن
سمي نزال الملاكم محمد كلاي مع نظيره جو فريزر في حلبة مديسون بـ"ملاكمة القرن" نظرا لأن اللاعبان لم يهزما من قبل والخاسر في هذه المباراة سيسجل هزيمته الأولى، والتي كانت من نصيب كلاي بعد تلقيه لكمة قوية على يد فريزر أفقدته الوعي والمباراة، لكن كلاي لم ينس هذه الهزيمة وأخذ بثأره بعد ذلك بفوزه على فريزر في مباراة لاحقة، ليحقق لقب البطولة.
مواجهة الغابة
صُنفت هذه المباراة بأنها سابع أعظم لحظة تاريخية في التاريخ، كما أنها كانت من أقوى المباريات التي لُعبت في تاريخ الملاكمة، حيث أُجري النزال داخل غابة في زائير عام 1974 بين محمد علي كلاي والضخم جورج فورمان، الذي لم يكن خصما سهلا، حيث سحق جو فريزر -الذي سبق وهزم كلاي- بنتيجة ساحقة، لذلك لم يكن يتوقع أحد فوز كلاي في هذه المواجهة، إلا أنه خالف هذه التوقعات وحقق المعجزة بفوز على فريمان داخل الغابة والحصول على اللقب