الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خالد الشناوي يكتب: التصوف ومعركة التجريف

صدى البلد

صرنا نسمع بين الفينة والأخرى من كثير ممن يتناولون التحدث عن التصوف بصفة عامة وعن عقائد السادة  الصوفية بصفة خاصة 

وصارت العبارتان تنتقشان في الوعي المجتمعي وتتسربان إلى معجم المصطلحات المستعملة من قِبل الدارسين والإعلاميين دون تمحيص!

وإزاء تلك الهجمات الممنهجة للنيل من التصوف ورجالاته"اعلاميا" تفريغا للساحة أمام الأفكار المتطرفة!

كان لابد من التصدي لهذا الأمر هنا"أكاديميا"تصحيحا للمفاهيم المغلوطة والمشوهة لكثير من الثوابت الواضحة وضوح الشمس في ضحاها.

ونقرر أن التصوف عبر تاريخه المستنير كان ضحية بين صنفين من الناس لا ثالث لهما .....

مدع لا يفهم ولا يقدر منهجه القويم وهذا منتفع ومتاجر بانتسابه فلا يلبث ويلفظه التصوف كما تلفظ مياه البحار ما بطن بداخلها من جيف وخبائث.

ومتربص بالطريق وأهله ليس في نقده أدنى موضوعية أو حيادية بحثية
 بل تراه يرفع سيف العداء بغضا  ونكاية جراء أفكار مغلوطة ومفاهيم متشددة ورثها من كتب صفراء وعقول خاوية خالفت الجمهور مخالفة مفلسة من الحجة والبرهان!
  والحقيقة أن التصوف من حيث الأصل، ليس فكرا؛ وإلا كان أيديولوجيا وفلسفة. 
ذلك أن الفكر عمل عقلي بشري، لا يختلف عن غيره من الأعمال البدنية والعقلية الأخرى. 
وهو من هذه الجهة عمل قاصر، ويحتمل الصواب والخطأ!
 ولعل من يريدون نسبة التصوف إلى الفكر، يقصدون إلى هذه النتيجة الملفقة؛ 
ألا وهي جعل التصوف مذهبا مصطنعا من جهة   
وجعله محتمل الخطأ حتى يسهل الطعن في بعض أسسه أو علومه، من جهة أخرى. 
كل هذا، ليتم قطع جل المسلمين عنه، من دون أن يتفطنوا إلى أنهم قد انقطعوا عن أصل أصيل من الدين.
والذي هو التزكية المأمور بها شرعا، في المقام الأول(مقام الإحسان وهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك...........) 
كما في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم .
ولقد زعم قوم أن التصوف مستحدث في الدين، ومن ثَم حكموا بوجوب القطيعة معه!
ورد عليهم قوم أن مصطلح التصوف كباقي مصطلحات العلوم الشرعية الأخرى، من فقه، وأصول فقه، وأصول دين، وعلم حديث، وتفسير، وغير ذلك... مستحدث الاسم لا المسمى. 
والحق أن التصوف بمعناه العام، هو التحقق بالدين كله؛ تمييزا لأهله عن التديّن النظري الوهمي، الذي شاع في أزمنة الفتنة (منذ القرون الأولى). 
فإن كانت القطيعة واجبة، فلتكن مع هذا التدين الصوري، الذي يمكن لصاحبه أن يكون دكتورا في العلوم الشرعية، وصفرا من الإيمان في نفسه. 
وواقعنا اليوم، يزخر بكثير من النماذج التي يُمكن أن تكون دليلا على ما نقول.
 نعم... إن التصوف قد ادعاه قوم سفهاء، ليس لهم من العقل ما يجعل المرء يطمئن إلى نهجهم، فأحرى أن يكونوا من المتحققين بالدين! 
وهذا يجعل التصوف بين سهميْ خصومه ومدعيه معا كما أسلفنا في مستهل مقالنا!
 لكن العاقل، لا ينبغي أن يبني أحكامه تبعا لانطباعاته عن كلام هؤلاء أو أولئك؛ 
بل عليه تمحيص الأمور بنفسه، على نور من العلم الصحيح.
 وعلى من يريد أن يقصي التصوف من ساحة التداول، أن يجد بديلا إن استطاع، يحقق به التزكية الواجبة للنفوس.
 علما أن هذه التزكية، هي لب الدين كله، وعليها يكون مداره.
 فإن لم يستطع، فعليه أن يعيد النظر في منظومته المعرفية كلها، ويعيد بناءها من جديد!
 يقرر الدكتور محمد السعدني في معرض مقاله"الفكر والسياسة"
المنشور ببوابة أخبار اليوم :لابد من موجة تنوير جديدة ركائزها صناعة الوعى المعرفى ويقظة العقل والاحتكام لمنهج العلم وإسناد الأمر إلى المؤهلين من كل التوجهات من حملة الأفكار والمبدعين من العلماء والمفكرين والكيانات المؤسسية القادرة على التحرر والتجديد الفكري والمعرفي.
وفى تقديرى، فإن عصر العولمة والسماوات المفتوحة وثورة الاتصالات والمعلوماتية وتنامى تأثير مواقع التواصل الاجتماعى، خلقت إعلامًا عابرًا للزمان والمكان، وأسست لعصر الصورة الموحية والمعلومة المضللة والفكر المعلب، ما أثر بشكل قاهر على وعينا المعرفى فى مستوييه الأساسيين: الوعى الفردى والوعى الجمعى، فنشأت لدينا «نخبة مزيفة» تصدرت الصفوف والمنافذ الإعلامية والمؤسسات التربوية والثقافية، وشاغلتنا بفتاوى الحيض والنفاس ورضاع الكبير ومضاجعة الوداع والفرق الضالة  واعتبرت كل جديد فى عوالم الحداثة والتكنولوجيا، من قبيل البدع!