الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المستشار ياسر عطية يكتب: «زايد الخير» عطاء موصول

صدى البلد

كان  العرب يتباهون بالكَرَم والجُود والسَّخاء، ورفعوا مِن مكانة الكَرَم، وكانوا يصفون بالكَرَم عظماء القوم، واشتهر بعض العرب بهذه الصِّفة الحميدة حتى صار مضربًا للمثل، أكرم الخلق محمد صل الله عليه وسلم  ومِن أولئك الذين اشتهروا بفيض كرمهم وسخاء نفوسهم، حمل لواء الكرم في العصر  الجاهلي  حاتم الطائي  وفي العصر العباسي كان الفضل بن يحيى بن خالد البرمكي وزير هارون الرشيد وحامل خاتم السلطة و أحد قادة ووزراء الدولة العباسية، مضرب  المثل  في الكرم  وله قصة مشهورة  مع أعرابي قابله عند ما خرج للصيد والقنص وأجزل له العطاء فأخذ الأعرابي المال وانصرف، وهو يبكي فقال له الفضل مما بكاؤك. أإستقلالًا للمال الذي أعطيناك، قال: لا ولكني أبكي على مثلك يأكله التراب وتواريه الأرض.

وذكر فيه  قول الشاعر:
لعمرك ما الرزية فقد مال ... ولا فرس يموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد حر ... يموت لموته خلق كثير

ويعد من أجدر من حمل  لواء الكرم والجود والسماحة والعطاء  في عصرنا  الحالي  ومضرب المثل هو الشيخ  زايد بن سلطان طيب الله ثراه  فقد كان مثلًا يحتذى به في الجود والعطاء والكرم وخلفه من بعده أبناؤه أطال الله في عمرهم    قبل أن يمتد عطاء الشيخ زايد، رحمه الله، إلى الخارج، كان لأبناء الإمارات نصيب وافر منه، فعند توليه حكم أبوظبي تسلم الشيخ زايد أول تقرير شامل عن الأوضاع المالية لأبوظبي، وقام بمنحهم مبالغ سنوية  تكفي لحياة كريمة .

ويذكر  للشيخ زايد، في منتصف السبعينات من القرن الماضي، كان يضع مليارات الدولارات بتصرف المنظمات الخيرية العالمية المعنية بالمساعدات الإنسانية، الأمر الذي وضع دولة الإمارات العربية المتحدة في طليعة الدول المساهمة في ميزانيات هذه المنظمات الدولية.
وكانت الإمارات عضوًا بارزًا  في «صندوق أبوظبي للتنمية الاقتصادية العربية»، الذي أنشئ لتمويل مشروعات التنمية في البلدان العربية عام 1973، برأسمال 1.5 مليار دولار، وكان المؤسسة الإماراتية الرئيسة المعلن عنها لتقديم المساعدات، وتوسع عمل الصندوق بعد تأسيسه، فتبنى مشروعات في إفريقيا وآسيا، وقد رفع الشيخ زايد رأسمال الصندوق ليصل 4.4 مليارات دولار، وبذلك تمكن الصندوق من رفع وتيرة نشاطه، فقدم الهبات والقروض الميسرة التي توزعت على أكثر من 50 مشروعًا بين عامي 1974 و1975، على مستوى الوطن العربي وقارتي آسيا وأفريقيا 
 ثم تأسست هيئة الهلال الأحمر الاماراتي في 31 يناير من العام 1983، كهيئة إنسانية تطوعية تساند السلطات الرسمية في الحرب والسلم، بينما حصلت على الاعتراف الدولي كأحد أعضاء الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر في 27 أغسطس من العام 1986، وفي العام 2001، تم اختيار الهلال الأحمر الإماراتي كثاني أفضل هيئة إنسانية على مستوى قارة آسيا.

لعبت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي دورًا فاعلًا في إغاثة العديد من الدول المنكوبة جرّاء الحوادث والكوارث الطبيعية،  وبحيادٍ تام،لعبت دور فعال في  إغاثة ضحايا الحروب في شتى أنحاء العالم، وشملت  توزيع المواد الغذائية والأغطية وكسوة الملابس للأطفال والكبار، ولحملات الهلال دور في مساعد المحتاجين في أوقات السلم، إذ تترجم في العديد من الفعاليات الخيرية والأنشطة الإغاثية،  فقد كان طيب الله ثراه موصول العطاء لكل محتاج وله بصماته حول العالم وبقى اعطاؤه دافقًا لا ينضب حتى وفاته بفضل  جهود إبنائه حفظهم الله ومن خلال المؤسسات التي قام غفر  الله له بإنشائها حال  حياته لم يفرق بين وافد ومواطن  حفظ الله  راية الإمارات خفاقة الخير في إنحاء العالم وغفر الله للوالد المؤسس.