قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

معتز الخصوصي يكتب: يوسف الشريف مش مذنب !!!

معتز الخصوصى الكاتب الصحفى بموقع صدى البلد
معتز الخصوصى الكاتب الصحفى بموقع صدى البلد

الفنان يوسف الشريف أصبح حديث الساحة الفنية خلال الساعات القليلة الماضية بعد تصريحاته الأخيرة للإعلامى رامي ضوان على قناة dmc الفضائية بشأن انتقائه للأعمال الفنية التى يقدمها لجمهوره وأنه يضع ضوابط في عمله منذ 10 سنوات أو أكثر، ويقوم بكتابتها في عقود أعماله، بأنه يرفض المشاهد الساخنة، والقُبلات، وغيرها، وأنه له مطلق الحرية في ذلك طالما أنه لا يضر غيره، حيث جاء ذلك ردا على استفسار الإعلامى رامى رضوان عن سبب عدم تصوير مشهد قيام سهر الصايغ بحمل الروبورت زين، في مسلسل «النهاية» الذي تم عرضه في الموسم الرمضاني الماضي.


ولم يكن الفنان يوسف الشريف يعلم أن التصريحات التى أدلى بها ستكون بمثابة وابل من الرصاص فى صدور من يدعون أنهم أهل الفن ودعاة الحريات ، لكى يشنوا هجوما شديدا على الفنان يوسف الشريف لمجرد اختلافهم معه فى الرأى ، فلم أجد أى مبرر للهجوم الشديد على الفنان يوسف الشريف على الرغم من أنه لم يذكرهم بأى سوء خلال حديثه ، ولكنه أعلن موقفه بشكل صريح وهو الذى يجب أن نحييه عليه.


والسؤال الذى يطرح نفسه: لماذا كل هذا الهجوم الشديد على الفنان يوسف الشريف وكأنه أذنب فى حق الفنانين ، فلم أرَ أى إساءة من جانبه ضد أى فنان ، هل أصبحنا فى مجتمع متناقض يؤمن بالحريات بمعايير محددة تخدم أهواءه الشخصية ولا يقبلها إذا كانت هذه الحريات لا تتفق مع أفكاره ومعتقداته ، وإلى متى سنستمر فى الكيل بمكيالين لمجرد أن أفكارا معينة لشخص لا تتفق مع أهواء شخص آخر ، أين إذن حرية التعبير عن الرأى والتى من المفترض أن تكون المبدأ الأساسى فى الوسط الفنى؟.


وهل ما صرح به الفنان يوسف الشريف أضر بالفنانين في شيء؟ لماذا كل هذا الهجوم غير المبرر يا أهل الفن؟..يوسف الشريف ليس مذنبا هل أذنب لأنه فنان يحترم فنه وجمهوره الذى يخاطبه ويحترم عقول المشاهدين فى كل بيت مصرى ، ولأنه قرر ألا يصدر لجمهوره مشاهد خادشة للحياء تتنافى مع عادات وتقاليد مجتمعنا المصرى وديننا الإسلامى؟.


وإذا عدنا بالزمن 5 سنوات سنجد أن المخرجة السينمائية إيناس الدغيدى صرحت بتصريحات صادمة فى أكثر من لقاء تليفزيونى بشأن مطالبتها بترخيص بيوت الدعارة فى مصر باعتبارها الحل لإنهاء قضايا التحرش، وأنها حماية للمجتمع والشباب من القتل والأمراض والإجرام والمخدرات، بدلًا من أن يحدث هذا في الخفاء.


واستمرت إيناس الدغيدى فى تصريحاتها الجريئة بأن الجنس قبل الزواج حلال ، إذا ارتضى الطرفان ذلك، وإنه يحق لكل شخص أن يمارس الجنس حسب فكره وعقيدته وتقاليده، والورقة مجرد إثبات للحقوق و65% من هذا الجيل متقبل تلك الأفكار.


ولم تتوقف المخرجة السينمائية إيناس الدغيدى عن تصريحاتها ولكنها أعلنت عن استعدادها لإخراج أفلام جنسية عالمية، وأنها ستختار الفنانة هند صبري لتكون بطلة، وأن الفنانات المصريات لديهن «كلاكيع» وخوف من المجتمع ومن رد فعل الناس ضد المشاهد الجريئة.


ألم تكن كل هذه التصريحات الجريئة من المخرجة السينمائية المشهورة تمثل صدمة كبيرة لجميع المشاهدين لتنافيها مع عادات وتقاليد مجتمعنا وديننا الإسلامى ، لماذا لم تكن هناك ضجة كبيرة فى ذلك الوقت من الفنانين على هذه التصريحات ولماذا لم يخرج الفنانون على مواقع التواصل الاجتماعى ليصبوا غضبهم وهجومهم عليها كما حدث مع الفنان يوسف الشريف؟، هذا ما كنا نتحدث عنه أننا أصبحنا أمام مجتمع متناقض يكيل بمكيالين يصنف الحريات على حسب معتقداته وآرائه الشخصية.


ولم يتوقف الأمر عند عدم تقبل رأى بعضنا البعض ، إلا أن الأمر امتد إلى أن أصبحت نغمة التخوين فى مجتمعنا أمرا سائدا لمجرد اختلاف أى شخص فى الرأى مع شخص آخر ، على الرغم من قيام هذا الشعب بثورتين فى 25 يناير و30 يونيو ، كانتا كفيلتين بأن تشكل الوعى السياسى لدى الشعب من جديد وتجعله يؤمن بمبادئ الديمقراطية التى تعطى الحق لعرض الرأى والرأى الآخر.


ولذلك كنت أنأى بكل من هاجم الفنان يوسف الشريف بأن يتقبلوا رأيه بكل بساطة ، وألا يشنوا كل هذا الهجوم ضده لأننا لسنا فى معركة ، خاصة وأن كل الفنانين فى مصر يسعون لتقديم فن هادف يعبر عن مجتمعنا المصرى بعاداته وتقاليده الشرقية التى تربينا عليها ولا نقبل المساس بها بأى حال من الأحوال ، وفى نفس الوقت يجب أن نقدم كل الشكر للفنانين التى تفهموا تصريحات الفنان يوسف الشريف واحترموا رأيه وموقفه.


فى النهاية أؤكد أننى كنت مستاء مما وصلنا إليه فى مجتمعنا من عدم تقبل الرأى والرأى الاخر ، فإذا كنا نؤمن بالديمقراطية فعلينا أن نتقبل كل الآراء وألا نحجر على رأى لمجرد أنه يتنافى مع معتقدات الآخر.