الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذبح الفتيات


ظلت تتوسل إليه وهي تجهش في البكاء وقد احمرت وجنتيها وأخذت تنتفض وترجوه ألا يسحبها إلي غرفة الذبح وكان في صوتها نبرة رعب أن يعمل بها مثلما حدث لصديقتها نور عندما ختنوها في غرفة ضيقة في أطراف المنزل وذبحوها بسكين بارد بلا رحمة ولا هوادة.

 وأخذ هو يطمئنها ويؤكد لها أنه لن يضيرها شيئا فيما ينتوي فعله ولكن كان هناك مايشعرها بوجود فخ يريد أن يوقعها فيه وأنها مقبلة علي كارثة بلا شك . 

كانت الفتاة مازالت صغيرة ذكية مليئة بالحيوية قلبها مفعم بالحب وجسمها نحيل لم يكن أبدا مكورا أو حتي يضج بالأنوثة وحتى ثدييها لم يكونا عامرين ..  كل هذا لم يشفع لها عنده حتى يوقف قرار الذبح ويمنعه.
 
كان يسحبها وليس على وجهه أي أثر لأي مشاعر وكأنه وجه من ثلج لا يحس ولا يشعر وكانت كلماته قاسية حادة .
 أما عقله فكان يحدثه أنه سيختن ابنته ليحمي شرفه ويقلل غريزتها ليحميها ويصون عرضها ليظل دائما رافع رأسه بل ويكسر نفسها فالبنت لا يصح أن تكون جريئة متفتحة قوية.
 
لم يشفع لها ماسمعه من شيخ الجامع عندما قال ان الرسول لم يختن بناته ولا كلمات طبيب الصحة الذي أكد أن ختان الفتيات هو تدمير لنفسيتهن ولا علاقة له بالغريزة ولا بالأخلاق أوالعفة والأهم أنه يدمرهن جنسيا وقد يؤدي بحياتهن بلا مبرر.

سحبها لغرفة الذبح و النساء حولها متلفحات بالسواد وكأنهن يخرجن نعشها ووقفت أمها بلاحول ولاقوة تشعر بالمهانة وقلة الحيلة أقتربت عليها وقبلتها وكأنها تشعر أنها القبلة الأخيرة .. أقبلت عليها الداية التي أعتاد أهل القرية تختين الفتيات لديها ليحدث لهم مايحدث .. أقبلت عليها وبداخلها حقد وغل وميراث لعادات وتقاليد تحتقر الفتيات وتقلل من شأنهن ذبحتها بمشرط بارد لتنزف الفتاة وتموت وترتاح إلى الأبد من هذا العالم القاسي الذي لايوجد به رحمة ولا حب ولا حتى منطق 
      








المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط