الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من الاتحاد الأوروبي إلى غزة.. مخاطر كارثية في التدخل التركي بليبيا

رجب طيب اردوغان
رجب طيب اردوغان

نشر البروفيسور الإسرائيلي، أفرايم عنبار، اليوم الثلاثاء، تحليلا في مجلة "يسرائيل ديفنس" المتخصصة في الشؤون العسكرية، تناول فيه أبعاد ومخاطر التدخل التركي في ليبيا، وآثاره وانعكاساته على الأمن الاقليمي في المنطقة.

في بداية التحليل أشار البروفيسور الذي يعمل رئيسا لمعهد الاستراتيجية والأمن، إلى أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان قام بنقل العديد من الميليشيات السورية إلى الأراضي الليبية حتى تقاتل إلى جانب حكومة فايز السراج أو ما يعرف بحكومة الوفاق، وقدم الدعم الكبير لهذه الحكومة في قتالها ضد الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

ولخص الكاتب الهدف الآني لأردوغان من تحركاته في ليبيا بمساعدة حكومة السراج على البقاء والتقدم نحو مدينة سرت الغنية بالنفط، والتي تطل على البحر المتوسط، لكن على المدى الطويل، فتركيا ترغب في إزاحة خليفة حفتر من على الساحة السياسية،  حيث ستسمح هيمنة حكومة الوفاق في ليبيا بأسلمة للبلاد وتسمح لتركيا التي تنتهج أجندة عثمانية وإسلامية جديدة، بتجنيد الموارد الليبية لخدمة أغراضها الكاذبة.

وبحسب المحلل الإٍسرائيلي، فإن نجاح حكومة الوفاق في الحرب من شأنه أن يؤمن الاتفاق الخاص بتقاسم المياه الاقتصادية في البحر المتوسط، والذي تم التوقيع عليه في نوفمبر 2019 بين أردوغان والسراج، وهو الاتفاق الذي يتجاهل حقوق اليونان وقبرص، ويشكل عقبة في طريق تصدير الغاز من البحر المتوسط إلى أوروبا. وشدد المحلل على أن تركيا ترى في نفسها معبرا للطاقة إلى الغرب، ولا تريد أن يكون هناك أي إمدادات بديلة.

واعتبر عنبار أن وضع ومكانة تركيا في ليبيا، في حال  بقاء حكومة السراج، من شأنها أن تعزز  تأثيرها في قطاع غزة حيث العلاقة مع الحركة التي تعتنق نفس الايديولوجية والتي تسيطر على القطاع الذي يطل على الشاطئ الجنوبي للبحر المتوسط.

ويصاعد الصراع في ليبيا من التوترات داخل حلف الناتو، حيث تتفهم فرنسا وايطاليا واليونان الحساسية الجيوسياسية في الصراع على الشاطئ الجنوبي للبحر المتوسط، حتى أن الاتحاد الأوروبي أرسل سفينة حربية إلى المنطقة بهدف تقليل وتيرة نقل الأسلحة إلى ليبيا، وهي الخطوة التي أدت إلى مصادمات بحرية بين فرنسا وتركيا. 
ويرى المحلل الإسرائيلي أن التواجد التركي في ليبيا والاتفاق على تقسيم شرق البحر المتوسط من شانهما إشعال فتيل الحرب بين تركيا واليونان، العضوتين في حلف الناتو. لافتا إلى أن ليبيا تشكل معبرا للأفارقة الراغبين في الحصول على حياة أفضل في أوروبا، ويجب ألا يستبعد أحد أن يكون هذا الأمر بعيدا عن عقل أردوغان الذي لا يتردد في استخدام قدراته في ضبط الهجرة من الشرق إلى أوروبا.