EN 
يبدو أن الحكومة المصرية جادة فى استمرار قرار إغلاق المحال التجارية والورش فى التاسعة مساء، والمطاعم والمقاهى فى العاشرة، مع استثناء بعض الأنشطة مثل السوبر ماركت والصيدليات والمخابز، حتى بعد جائحة كورونا، وهو ما أكده المستشار نادر سعد، المتحدث باسم مجلس الوزراء، فى أكثر من برنامج عبر الفضائيات المصرية..
وأوضح الدكتور نادر سعد، أن الحكومة وضعت دراسة مكتملة لتنفيذ القرار، وقد تختلف ساعات الاغلاق فى الصيف عن فصل الشتاء، ومن محافظة إلى أخرى، خاصة فى المدن السياحية، مؤكدًا أن الظروف الحالية، والتى سمحت بإغلاق المحال فى مواعيد مبكرة، هيأت للدولة اتخاذ هذا القرار والسعى إلى تطبيقه خاصة أن المواطن بات مستقبلًا للأمر بصدر رحب.
من جانبى أؤكد أن هذا القرار من أعظم وأقوى قرارات الحكومة المصرية، وبصراحة تطبيقه فى الوقت الحالى مهم جدًا لإعادة الهيبة والانضباط للشارع المصرى الذى ضربته الفوضى والعشوائية والضوضاء من كل جانب، وخاصة من بعض المحال التجارية والمقاهى التى تعمل طوال 24 ساعة، وحولت حياة المواطنين إلى جحيم.
مواعيد غلق المحال مبكرًا موجودة فى جميع دول العالم وتتراوح بين الثامنة والعاشرة مساء، وبصراحة ليس من المعقول أن نجد فى مصر محلات ومقاهى وورشا مقلقة للراحة تعمل 24 ساعة، دون رادع، وتسبب العديد من الأضرار الاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية والبيئية، ولهذا فإن قانون المحال التجارية الجديد، الذى تم إقراره من مجلس النواب، يتضمن فى أحد بنوده تحديد مواعيد فتح وغلق المحال بصفة عامة.
وتتعدد فوائد ومزايا إغلاق المحال والورش مبكرًا، منها ما يتعلق بصاحب العمل، حيث زيادة إنتاجية العاملين، وتخفيض فواتير استهلاك الطاقة، وبالتالى تقليل تكاليف التشغيل، وفوائد تتعلق بالمستهلكين حيث سيجعل قراراتهم التسويقية مدروسة، تتركز على شراء الاحتياجات الفعلية، مما يساعد الأسر والأفراد على توفير المبالغ التى كانت تُصرف على الكماليات والأشياء غير الضرورية.
وفيما يتعلق بالأثر الإيجابي للإغلاق المبكر على العاملين، فإنه سينهى السلبيات المترتبة على عمل العمال لساعات طويلة تؤدى إلى تغيبهم عن عائلاتهم وأولادهم، كما يساعدهم على تنظيم حياتهم اليومية ومواعيد نومهم ويقلل بشكل كبير من سهرهم لساعات متأخرة.
كما تتعدد الفوائد، منها الصحية التى لا حصر، فالنوم مبكرًا وبساعات أطول يقوى من مناعة الجسم، بجانب الفوائد الاجتماعية التى تتمثل فى عودة الترابط الأسرى، والفوائد الأخلاقية التى تتمثل فى القضاء تمامًا على مشاهد سهر بعض الشباب فى المقاهى حتى الصباح، والأجمل إضفاء مزيد من الهدوء والسكينة للمواطنين.
وأؤكد ان قرار الدولة مفيد للجميع سواء صاحب العمل، أو المواطنين، أو العاملين، قرار يعيد انضباط الشارع المصرى، ويقضى على الفوضى التى حولت حياة المواطنين إلى جحيم، فالقانون والدستور يكفلان للمواطن الحق فى المسكن الملائم والآمن والصحى، بما يحفظ الكرامة الإنسانية ويحقق العدالة الاجتماعية.
نطالب بتنفيذ القرار بكل دقة على الجميع، دون استثناء، وأن تكون هناك عقوبات رادعة ضد المخالفين من أصحاب المحلات والمقاهى والورش، خاصة أن معظمها يعمل بلا ترخيص، يقابلها فى نفس الوقت عقوبات واضحة وصريحة تقع على الموظف المتقاعس عن تنفيذ القرار ضد المخالفين.
