"أهلي يريدوني أن اتزوج رجلًا لا أحبه، فهل عدم طاعتي لهم عقوق؟"، سؤال أجاب عنه الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، خلال فيديو على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك».
وقال « جمعة» إن الرسول- صلى الله عليه وسلم- جعل أمر الرشيدة البالغة بيدها، فجائت فتاة ذات مرة تقول له: " إن أبي يريدوني أن أتزوج مما أكره"، فجعل أمرها بيدها، ونهانا عن إكراه البنات على الزواج، لذلك ليس في هذا عقوق للوالدين.
واستشهد عضو هيئة كبار العلماء بقوله - تعالى-: « وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ..»، ( سورة لقمان: الآية 15)، لافتًا: فأمرنا - عز وجل- في الآية الكريمة بعدم الطاعة والبر أيضًا، وهذا يدل على أن البر ليس في كل طاعة.
وأوضح المفتي السابق أننا نبر أبائنا؛ لأنه من موجبات الجنة ومن محاسن الأخلاق، مشيرًا: إلا أنه لا يتمثل في كل طاعة من كبيرة أوصغيرة، أو خطأ وصواب، أو في إكراه ونحوه، فلا علاقة لهذا بالبر، وهذا حكم الدين.
ونبه أنه في غالب التجربة والأحيان تكون رؤية الوالدين هي الصواب، يعني لا نضيع على نفسنا خير في الدنيا، وإن لم يكن فيه عقوق، فربما ليس فيه حكمة، لذا ينبغي علينا أن نتأمل ما يختاروه لنا، إلا إذا كانت هناك عداوة بين هذه البنت وهذا الرجل، أوعداوة بينها وبين امها وابيها يريده لإغاظة الأم، أو نحو ذلك من الأحوال، مؤكدًا: على كل حال المخالفة لا تقدح في البر.