الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لمواجهة الفتن والابتلاءات.. على جمعة يوصى بأمرين للفوز بسعادة الدنيا والآخرة

الدكتور على جمعة،
الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء

قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الله -سبحانه وتعالى- بين أن الفتن والابتلاءات لا تكون إلا لتمحيص الناس ومعرفة الصادقين والكاذبين فقد قال -جل وعلا-: « وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) [العنكبوت:3]، وقال سبحانه: (لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا»، [الأحزاب:8].

وأوضح « جمعة» عبر منشور له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك» أنه في سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الكثير من الأحاديث التي تدعو إلى الصدق وتأمر به، فعن عبادة بن الصامت - رضى الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتلا يكتب عند الله كذابًا وعليكم بالصدق فإن الصدق بر والبر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا»، (متفق عليه).

وأضاف عضو هيئة كبار العلماء أن  رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال: «اضمنوا لي ستًا أضمن لكم الجنة اصدقوا إذا حدثتم وأوفوا إذا وعدتم وأدوا إذا ائتمنتم واحفظوا فروجكم وغضوا أبصاركم وكفوا أيديكم»، (صحيح ابن حيان).

وتابع المفتي السابق: وعنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «يطوي المؤمن على الخلال كلها غير الخيانة والكذب»، (مصنف ابن أبي شيبة)، وعن أبي ذر  - رضى الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أول من يدخل الجنة التاجر الصدوق»، (المصنف لابن أبي شيبة).


وواصل: وعن الحسن بن علي -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة»، (المستدرك على الصحيحين).

وأكد الدكتور على جمعة أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- علمنا أن الصدق نجاة وقوة؛ لأن الصادق لا يخشى من الإفصاح عما حدث بالفعل، لأنه متوكل على الله، والكذاب يخشى الناس ويخشى نقص شأنه أمام الناس، لأنه بعيد عن الله.

ونبه: إنما يكذب الكذاب لاجتلاب النفع واستدفاع الضر؛ فيرى أن الكذب أسلم وأغنم فيرخص لنفسه فيه اغترارًا بالخدع واستشفافًا للطمع، وربما كان الكذب أبعد لما يؤمل وأقرب لما يخاف؛ لأن القبيح لا يكون حسنًا والشر لا يصير خيرًا، وليس يجني من الشوك العنب ولا من الكرم الحنظل.

واختتم: نحن نعيش في زمان عجيب كثرت فيه الإغراءات، وإن تخلينا عن أخلاقنا الحميدة وعن الصدق، فسوف نذوب في هذا العالم المتلاطم؛لذلك ينبغي للمسلم أن يتذكر دائمًا ما طلبه الله منه في كتابه وعلى لسان نبيه -صلى الله عليه وسلم -من التزام الصدق والنزاهة حتى يفوز بسعادة الدارين، داعيًا: « جعلنا الله من الصادقين في نياتهم وأقوالهم وأفعالهم».