الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكاية نيفين لطفي.. قصة 3 سنوات ونصف من فيلا أكتوبر لـ حبل المشنقة

صدى البلد

بعد مضى نحو 3 سنوات ونصف على جريمة قتل المصرفية نيفين لطفي، رئيس مجلس إدارة بنك فيصل الإسلامي، أسدلت محكمة النقض الستار على القضية، بعد رفضها طعن كريم صابر، المتهم بالقتل، وتأييدها حكم الإعدام.

في الثاني والعشرين من نوفمبر عام 2016، عثرت الأجهزة الأمنية بالجيزة على جثة مديرة البنك داخل شقتها في كومباوند بأكتوبر، وكشفت التحريات الأولية حينها عن أن الجثة لـ"نيفين. ل"، 64 عاما، وتعمل رئيس مجلس إدارة بنك أبوظبى الإسلامى، مطلقة ومقيمة بمفردها وتعمل لديها خادمة إندونيسية.

وتبين من الفحص الأولي سرقة سيارة المجني عليها، كما تبين سلامة جميع منافذ الشقة وعدم وجود كسر بباب الشقة، وتم تشكيل فريق بحث لكشف غموض الواقعة وضبط الجناة وسبب ارتكابهم الجريمة، وتم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت نيابة أكتوبر أول برئاسة المستشار محمد يسري للتحقيق.

أسفرت عمليات الفحص في مسرح الجريمة، عن أن كاميرات المراقبة بالكومبوند معطلة ولم تسجل شيئًا، وتبين أن كاميرا فيلا المجني عليها، وفيلا الفنان أحمد السقا المجاورة لفيلتها، وكاميرا مدخل الكومباوند معطلة تمامًا، ولم ترصد دخول أو خروج الجاني.

كما تبين أن القتيلة مصابة بـ3 طعنات بالرقبة والصدر، فيما نفت مصادر أمنية العثور علي سيارة المجني عليها المسروقة، وكشفت التحريات أن عامل النظافة وسائق السيارة اللذين يعملان بالفيلا، ذهبا صباح يوم الحادث إلى محل عملهما، ولم يجد السائق السيارة في مكان انتظارها، ما أثار الشك في نفسه، فدخل هو والعامل إلى داخل الفيلا، ووجدا الخادمة نائمة.

وعندما غابت المجني عليها عن موعد نزولها إلى عملها، صعدت الخادمة إلى غرفة نومها لإيقاظها، وبفتح الباب وجدتها ملقاة على سريرها وغارقة في دمائها، مع وجود آثار بعثرة في محتويات غرفته، وتم إبلاغ الأجهزة الأمنية، والتي تحركت على الفور إلى محل البلاغ.

وباشرت نيابة أكتوبر أول حينها تحقيقاتها الموسعة حول جريمة القتل، حيث استمعت لأقوال محسن . م . م . ا 65 سنة، لواء قوات مسلحة بالمعاش والذي اكتشف مقتل المجني عليها وقرر في أقواله أنه اكتشف مقتل شقيقة زوجته بعد صعوده إلي الجناح المنفصل الذي تقيم به بمفردها في الطابق العلوي، مشيرًا إلي أن باب الجناح كان مغلقًا ولم تكن مفاتيحه متواجدة.

وانتقل حينها فريق من النيابة لإجراء معاينة تصويرية لمسرح الجريمة برفقة خبراء المعمل الجنائي لرفع الآثار البيولوجية والبصمات وتبين من المعاينة أن الفيلا 203 بالمنطقة D مسرح الجريمة مكونة من طابقين وملحق بها حديقة مساحتها حوالي 1000 متر، وان جناح المجني عليها عبارة عن غرفة نوم كبيرة ملحق بها دورة مياه خاصة، وغرفتي ملابس .

كما تبين وجود بعثرة بمحتويات الجناح ووجود جثة "نيفين" مسجاة على سرير غرفة النوم وبها طعنة بالذقن وطعنتان أسفل الأذن اليسرى وطعنة بالرقبة وطعنتان أعلى الظهر من الخلف وترتدي كامل ملابسها كما عثر علي آثار دماء على السرير وعدة آثار مدممة على حوائط الغرفة ومفاتيح الإنارة وأرضية دورة المياه وسلامة نافذة الفيلا.

وأوضحت المعاينة أن المتهم قام بسرقة سيارة القتيلة رقم رط ر/384 مصر ملاكي مرسيدس 300E سوداء اللون والتي عثرت عليها قوات الأمن في وقت لاحق بمنطقة "عش البلبل" بالكيلو 4.5 طريق مصر/ إسكندرية الصحراوي أمام شركة أركان اتجاه ميدان الرماية وبها تلفيات عبارة عن تهشم بمقدمتها.

وتم إخطار المعمل الجنائي لإجراء المعاينة اللازمة ورفع البصمات من داخل الفيلا والسيارة لبيان هوية صاحب البصمات في الآاثار المدممة علي الجدران والارضيات.

وواصلت النيابة تحقيقاتها حيث خاطبت حينها شركات الهواتف المحمولة للاستعلام عن المكالمات الصادرة والواردة للقتيلة قبل الجريمة بعد ما رددت الخادمة أنها تلقت اتصالًا هاتفيًا ونشبت بينها وبين المتصل مشاجرة حادة.

وبعد أيام من الحادث ذكر بيان صادر عن وزارة الداخلية أن الأجهزة الأمنية بمديرتى أمن القاهرة والجيزة وقطاع مصلحة الأمن العام تمكنوا من كشف غموض الواقعة، وأشارت المعلومات والتحريات إلى أن وراء إرتكاب هذه الجريمة المدعو كريم ص ع ع " عاطل ومقيم بروض الفرج، سبق اتهامه فى 10 قضايا ( سرقة – مخدرات – ضرب – سلاح أبيض)، محكوم عليه بالحبس 3 أشهر فى قضية سرقة وكان يعمل فرد أمن بالمجمع السكني الذي تقطن به الضحية منذ فترة وكان قد تم فصله لسوء سلوكه ولتعاطيه المواد المخدرة .

وعقب تقنين الإجراءات تبين أن الجانى قام بحجز نفسه بإحدى مصحات علاج الإدمان على خلفية إدمانه للمواد المخدرة فى محاولة منه لإخفاء تواجده خشية ضبطه، وتم إلقاء القبض عليه، وبمناقشته اعترف بإرتكاب الواقعة وقيامه بالتسلل لمسكن الضحية عن طريق تسلق سور الفيلا وقام بكسر نافذة المطبخ وإستل سكينًا ودخل غرفتها بدافع السرقة وحال إستشعار المجنى عليها به ومقاومتها له طعنها عدة طعنات متفرقة أودت بحياتها ثم قام بسرقة (جهاز آى باد – 600 دولار – 145 درهم إمارتى – وبعض متعلقاتها الشخصية ) وعند خروجه من مسكنها اضطلع بسرقة سيارتها للهرب إلا أنه تعرض لحادث سير حيث إصطدم بالجزيرة الوسطى للطريق مما دعاه لتركها وفر هاربًا وتم العثور عليها.

وأدلى المتهم بقتل نيفين لطفي، مديرة بنك أبوظبي الإسلامي، باعترافات تفصيلية حول الحادث، خلال استجوابه أمام فرق المباحث، وقال المتهم "حاجتي للهيروين دفعتني لقتل مديرة البنك بعد أن سرقت منها 6 آلاف جنيه استرليني منذ عامين، ولم تكتشفها فقررت القيام بجريمتي".

وقال "كريم . ص . ع"، في أقواله أمام فريق البحث، إنه كان يعمل منذ عامين في كومبوند "سيتي فيو"، ودفعه تعاطي مخدر الهيروين إلى التفكير في أي طريقة للحصول علي أموال للإنفاق منها علي المخدرات، فقفزت الي رأسه فكرة سرقة فيلا مديرة البنك التي يعلم جيدًا إقامتها بمفردها، فتسلل عبر سور الجنينة ودخل إلى الفيلا من نافذة المطبخ، وتمكن من سرقة 6 آلاف جنيه إسترليني، وانصرف دون أن تشعر به مديرة البنك، ومرت الأيام في الكمبوند، ولم يسمع عن اكتشاف مالكة الفيلا للسرقة.

واستطرد المتهم، قائلًا: إنه عندما ظهرت عليه علامات الإدمان وسوء السلوك وتم طرده من العمل منذ 8 أشهر، وزادت حاجته للأموال من أجل شراء المخدرات، وعندما طلب أموالًا من والديه لم يعطياه، وتشاجر معهما، فوسوس له الشيطان وعادت إليه فكرة سرقة "المرأة الهادئة" في "الحي الراقي"؛ لمعرفته بطريق الدخول الى فيلتها.. وقال إنه يوم الجريمة توجه إلى الكمبوند في ساعة مبكرة وقفز من أعلى السور ثم قفز أعلى سور الفيلا ومر بالحديقة وقام بقطع اسلاك كاميرات المراقبة بفيلا مديرة البنك وفيلا جارها الفنان أحمد السقا، ودخل عبر طريقه المعهود من نافذة المطبخ واستل سكينا، وبدأ البحث عن متعلقات يتمكن من سرقتها فى الطابق الاول واستولى على مبالغ مالية وهاتف محمول.

وأضاف المتهم، خلال التحقيقات، أنه صعد إلى الطابق العلوي ودخل الجناح الخاص بالمجني عليها، واستولى على جهاز "اي باد" ومبلغ مالى 600 دولار و145 درهمًا إماراتيًا، ثم شاهد حقيبة يد خاصة بالمجنى عليها بالقرب من سريرها وأثناء تفتيشها، استيقظت الضحية، وأمسكت بيده، وحاولت الاستغاثة، فعاجلها بـ 6 طعنات قاتلة، ولم يكتف بما استولى عليه، فشرع فى البحث عن اى متعلقات أخرى، حتى استولي على مفتاحي سيارة، احدهما لسيارة BMW ، والأخرى لسيارة Mercedes .

وتابع: أنه خرج هاربا واستقل السيارة ماركة Mercedes، وأثناء سيره بالسيارة ومحاولة التخلص من أداة للجريمة بالصحراء اصطدم بالجزيرة الوسطي بمنتصف الطريق، فترك السيارة ومضى فى طريقه مستقلا تاكسي.

وأكد في أقواله أنه توجه إلى منطقة بولاق ابو العلا، واجرى عملية استبدال للعملات التى استولى عليها، واشترى ملابس وبدل ملابسه، وقصد مدخل أحد العقارات وبدأ فى تعاطي مخدر الهيروين.

وأوضحت التحقيقات، أن الأهالي شاهدوا المتهم وهو يتعاطى الهيروين بمدخل العقار، وطاردوه وحاول الهرب منهم تاركا الهواتف المحمولة التى استولى عليها، حتى تمكنوا من القبض عليه واعتدوا عليه بالضرب، حتى حضرت أسرته وأودعوه بمصحة علاج نفسي بالحي الثالث بأكتوبر بعد دفع ألف جنيه للحجز بالمصحة في محاولة لإخفاء تواجده في مسرح الجريمة.

وأشارت التحقيقات إلى أن إحدى كاميرات المراقبة المثبتة بالفيلا لم ينقطع عملها بعد محاولة قطع المتهم أسلاكها ووثقت الواقعة، والتقطت صورة له فتم عرضها على جميع الأفراد العاملين بحي "سيتي فيو"، وتعرف عليه أحد أفراد الأمن، وقال إنه كان بالأمن التابع للحي وتم فصله لسوء سلوكه، وقرر انه يعلم مكان إقامة ابن خالته بمنطقة الوراق.

وتابعت التحقيقات: أن قوات الشرطة رافقت ابن خالة المتهم إلى منزل أسرته بمنطقة الوراق، ثم إلى منزل المتهم فى روض الفرج، حيث قررت أسرته انهم أودعوه بمصحة بالحي الثالث بأكتوبر، وتم ضبطه بها وإحالته الى النيابة العامة التي أجرت معه تحقيقات موسعة حول الجريمة.

وفي الأول من ديسمبر عام 2016، أحالت نيابة أكتوبر، المتهم في القضية إلي محكمة الجنايات بعد ورود تقرير الصفة التشريحية للمجني عليها وتقرير الأدلة الجنائية حول فحص مسرح الجريمة بعد إنهاء التحقيقات مع المتهم.

وسجلت اعترافات المتهم بالصوت والصورة كما قام بتمثيل الجريمة بمسرح وقوعها وانتهت النيابة من سماع أقوال الشهود وشقيقة المتهم.

وتضمن قرار إحالة كريم صابر عبد المعطي، الذى عمل موظف أمن بالكمبوند الذى يضم فيلا القتيلة وتركه قبل جريمته بعدة أشهر للمحاكمة عن توجهه إلى مسكن المجني عليها بـ 6 أكتوبر وتسلل إلى غرفتها وعندما استيقظت أسرع وكمم فمها وعاجلها بـ 7 طعنات نافذة في رقبتها وصدرها بواسطة سكين استولى عليها من المطبخ.

وفي الثامن والعشرون من يناير عام 2018، أحالت محكمة جنايات الجيزة، المنعقدة فى شمال القاهرة، المتهم إلى المفتي، وأكد المحامي مصطفي أحمد علي، وكيل أسرة المجني عليها، في مرافعته أن المتهم سبق واعترف بجريمته ثلاث مرات، اثنان منها فى تحقيقات النيابة والثالثة خلال جلسة تجديد حبسه أمام القاضي الجزئي.

وفي الثالث والعشرون من أبريل عام 2018، قضت محكمة جنايات الجيزة المنعقدة بمحكمة شمال القاهرة، برئاسة المستشار مجدى مرسى خليل، بالإعدام شنقا لكريم صابر، المتهم بقتل نيفين لطفي، رئيس مجلس إدارة بنك أبوظبى الإسلامي.

وفي نهاية وقائع القضية، قضت محكمة النقض برفض الطعن المقدم من المتهم كريم صابر، وآيدت حكم الإعدام.