الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«الاستحراش».. ظاهرة جديدة تفوق التحرش


لا ينكر أحد وجود تلك المخلوقات المشوهة نفسيا وتربويا بأعداد كثيرة، مباشرة تحاول إثبات كذبة ذكورة كاملة وحقيقة رجولة ناقصة بمضايقة الإناث وهتك حيائهن في كل مكان بداية من تلك النظرات الذئبية، وتعمد النطق بالألفاظ البذيئة ونهاية بهتك جسد الأنثى بفعل مادي بشكل جريمة هتك عرض كاملة المعالم.

وكثير من السيدات الفضائيات يفضلن الصبر على كثير من تلك الأفعال الدنيئة وكثيرات منهن يثرن ويلقن ذلك الرجل الناقص درسا عمليا بفضحه على رؤوس الأشهاد، ولكن القليل هو الذي يصل إلى أقسام ومراكز الشرطة ومن ثم النيابة فالمحكمة، ولكن هناك معضلات في التعامل القانوني مع تلك الحوادث التى تحدث عادة  بعيدا عن أنظار الشهود ولا يبقى غير الطرفين الجانى والمجنى عليها.

وغالبا لا يكون كشف الطب الشرعي مجديا بل ويستحيل معه إثبات وقوع جرائم هتك العرض إذ لا تترك الملامسة لجسد الأنثى أثرا يمكن الاعتماد عليه في إثبات الاتهام، لجرائم هتك العرض المعروفة إعلاميا ومجتمعيا ب"التحرش" وهي غير جرائم الاغتصاب والتى لا بد من أن تترك أثرا على جسد الجاني والمجنى عليها، ففي كثير من بلاغات التحرش لا يلقى قائما في نهاية التحقيقات إلا الادعاء بلا دليل يمكن أن تطمئن إليه جهات التحقيق أو هيئة المحكمة أو  شهود ولا يكفى الاستناد إلى قرائن أو تحريات لجهات البحث الجنائى ما لم تؤيد بدليل مادي أو اعتراف أو شهود، لذا فمصير كثير من بلاغات التحرش سيكون في النهاية إما حفظ التحقيق في النيابة العامة أو البراءة في المحكمة لعدم كفاية الأدلة.

تلك هي العقبة التى لا مفر من مواجهتها والحقيقة التى يهرب منها الجميع حتى لا نجد أنفسنا محبطين مع آخر مشهد آخر حلقة من مسلسل بلاغات التحرش التى بدأت تتوالى على أقسام ومراكز الشرطة والنيابات.

كما أن هناك مشكلة أكثر إحباطا من ذلك وهي ما أطلق عليه هنا "ظاهرة الاستحراش" فكما توجد هناك شخصيات مشوهة نفسيا من الرجال فهناك أيضا - وإن كان بنسبة أقل لأسباب عدة -  نوعيات مشوهة نفسيا من النساء ولابد من الاعتراف بذلك وإلا ستقع في فخ التمييز على أساس الذكورة والأنوثة وهو ما يرفضه الضمير الإنساني، فاحتمال وقوع الاستحراش من أنثى تجاه رجل للانتقام أو الابتزاز أو لأي أسباب أخرى مازال قائما
وكلا من التحرش أو الاستحراش لا ينتظر أطرافهما عقوبة من جهة قضائية مثل العقوبة الاجتماعية والتى لا تقل وطأة بل قد تزيد.

فيكفي ما سينتج عنها من فضائح ستشكل حتما وصمة كبيرة لمن وجهت له التهمة ويكفي أنها ستلحق به عارا أبديا ليس وحده بل وبأسرته وعائلته ودائرة أصدقائه ومعارفه حتى من قد يستشعر براءته منهم!

ففى مقدور أي سيدة تريد الانتقام ومن رجل أن تصرح باى وسيلة بأنه تحرش بها بأي شكل وساعتها سيتعاطف معها وسيقف بجانبها الجميع، فجريمة الاستحراش التى لم ينص عليها القانون بعد ويصعب إثباتها كالتحرش تماما كان وسيكون لها ضحايا سيقف أمامها الضمير عاجزا لإثبات وقوع جريدة تحرش رجالى أو استحراش نسائي، يدفع كلا الطرفين فيها ثمنا باهظا من سمعتهم ويقع البريء منهما تحت ظلم لا أظن أن ضميرا يمكن أن يتحمل تبعات الإدانة فيه دون دليل يستحق به الجانى أن يلقى بها العقوبة الاجتماعية مثل الجنائية تماما وهو بريء أو يحكم ببراءته وهو مدان.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط