الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل يجوز للمقيم في السعودية أن يحج عن غيره؟.. البحوث الإسلامية يجيب

هل يجوز للمقيم في
هل يجوز للمقيم في السعودية أن يحج عن غيره؟

قالت لجنة الفتوى الرئيسية بمجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف، إن الأصل في الحج أنه عبادة بدنية ومالية يقوم بها المكلف بنفسه عند القدرة، لقوله- تعالى-: «ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا»، (آل عمران 97)، والسبيل هو الزاد، والراحلة، والصحة، وأمن الطريق، بل والحصول على التصريح بالحج.

وأضافت « لجنة الفتوى» في إجابتها عن سؤال: « شخص يقيم في السعودية يريد الحج عن أبيه الصحيح المقيم في مصر؛ لأن أباه لا يستطيع السفر للحج لتوقف الطيران؛ فما الحكم؟»،  أنه بمعنى آخر عدم وجود مانع حقيقي أو حكمي يقوض القدرة على القيام بفريضة الحج، فقد روى أنس -رضي الله عنه- قال: قيل يا رسول الله: ما السبيل؟ قال: "الزاد والراحلة" ،(رواه الدارقطني). 

وأوضحت فتوى البحوث بالأزهر أنه يلاحظ أن الفقهاء قد تحدثوا عن الشخص المستطيع بغيره، كأن ينيب عنه من يقوم بالحج عنه،  بسبب كونه عاجزا عن الحج بنفسه لمرض ميؤوس منه، أو مانع آخر، ومعه مال يدفعه لمن يحج عنه، فإنه يلزمه الحج إن وجد من يقوم به نيابة عنه، وقد قال بذلك الثوري، وأبو حنيفة، وأحمد، بينما قال مالك بعدم وجوب الحج عليه، لأن الاستطاعة المشترطة تكون في خاصة نفسه وليس وكيلا عنه، (المغني ج 5 ص 19، حلية العلماء ج 1 ص 398).


وتابعت أن الفقهاء  تحدثوا حول حكم وشروط النيابة في حج الفرض، فقال الأحناف بجواز الوكالة في حج الفرض فقط في حالتين فقط، وهما: النيابة في حق الميت، وفي حق من لا يقدر على السفر لمرض ميؤوس منه، وقال الإمام أحمد أن المريض إن كان أمل في شفائه لم يجز له أن يستنيب (المغني ج 5 ص 19 : 22، سبل السلام ج 2 ص 260، حلية العلماء ج 1 ص 402)، لقوله -صلى الله عليه وسلم- للمرأة عندما سألته فقالت: يا رسول الله: إن فريضة الله على عباده الحج، أدركت أبي شيخا كبيرا لا يثبت على الراحلة، أفأحج عنه؟ قال: "نعم" ، وذلك في حجة الوداع، (رواه البخاري).

وواصلت: كما اشترط غالب الفقهاء أن يكون الوكيل قد أدى الفرض عن نفسه، لقوله صلى الله عليه وسلم: "احجج عن نفسك، ثم حج عن شبرمة"، فضلا عن اشتراط الإذن بالحج إن كان الشخص حيا. (الماوردي ج 5 ص 25، المغني ج 5 ص 27)، منوهًا: أنه بناء على ما سبق فإنه لا يجوز الحج نيابة عن الأب الصحيح الذي منعه توقف الطيران عن الذهاب بنفسه، لأن المانع هنا يرجى زواله في أعوام قادمة، وهذا ما ذهب إليه الشافعية والحنابلة، بينما ذهب الأحناف إلى أنه لو حج عنه ننتظر، فإن قدر مستقبلا وجب عليه الحج مرة أخرى، وإن ظل المانع ولم يقدر حتى مات أجزأه ما قام به النائب، فقد جاء في المغني ج 5 ص 22 "ومن يرجى زوال مرضه، والمحبوس ونحوه، ليس له أن يستنيب، فإن فعل لم يجزئه، وإن لم يبرأ ... ".


جدير بالذكر أنه في ظل الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار فيروس كورونا تم الاقتصار في أداء الحج هذا العام على المقيمين داخل المملكة العربية السعودية تقليلًا للأعداد والتزاحم، وكذا إجراءات مشابهة بالنسبة للعمرة، مما جعل النفوس تتوق إلى البيت الحرام لما وضع الله في القلوب من الحنين والرغبة في الحصول على الثواب الكبير الذي ينتظرهم، لكن الرسول - صلى الله عليه وسلم- أرشدنا إلى أعمال تعدل في  ثوابها الحج والعمرة، وهذا من فضل الله علينا. 

وفي هذا السياق، كشف مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية التابع للأزهر الشريف عن 4 أعمال تعدل في ثوابها الحج والعمرة، عبر صفحته الرسمية بموقع « فيسبوك».

وجاءت الأعمال كالآتي: 
 
1- النية الصادقة والعزم على الحج والعمرة متى تيسر: وذلك من الأعمال التي يعدل ثوابها ثواب الحج والعمرة لقوله - صلى الله عليه وسلم-: «.. إِنَّمَا الدُّنْيَا لِأَرْبَعَةِ نَفَرٍ، عَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا وَعِلْمًا فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَيَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا، فَهَذَا بِأَفْضَلِ المَنَازِلِ، وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ عِلْمًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالًا فَهُوَ صَادِقُ النِّيَّةِ، يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالًا لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلَانٍ فَهُوَ بِنِيَّتِهِ فَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ، وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ عِلْمًا، فَهُوَ يَخْبِطُ فِي مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ لَا يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَلَا يَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَلَا يَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا، فَهَذَا بِأَخْبَثِ المَنَازِلِ، وَعَبْدٍ لَمْ يَرْزُقْهُ اللَّهُ مَالًا وَلَا عِلْمًا، فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالًا لَعَمِلْتُ فِيهِ بِعَمَلِ فُلَانٍ فَهُوَ بِنِيَّتِهِ فَوِزْرُهُمَا سَوَاءٌ». [أخرجه الترمذي]

والمعنى: أن العبد بنيته الصادقة يحصل ثواب العبادة التي لم يستطع أداءها، أو حال بينه وبين أدائها حائل، والحج والعمرة من جملة هذه العبادات.
 
2- بر الوالدين: فثواب بر الوالدين والإحسان إليهما كثواب الحج والعمرة؛ فقد أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: إِنِّي أَشْتَهِي الْجِهَادَ، وَإِنِّي لَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: «هَلْ بَقِيَ أَحَدٌ مِنْ وَالِدَيْكَ؟» قَالَ: أُمِّي، قَالَ: «فَاتَّقِ اللهَ فِيهَا، فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ فَأَنْتَ حَاجٌّ وَمُعْتَمِرٌ، وَمُجَاهِدٌ، فَإِذَا دَعَتْكَ أُمُّكَ فَاتَّقِ اللهَ وَبِرَّهَا»،  [أخرجه البيهقي في شُعب الإيمان].
 
3- جلسة الضُّحى بعد صلاة الفجر في جماعة: فقد بين النبي - صلى الله عليه وسلم- ثواب جلسة الذِّكر والقرآن بعد صلاة الفجر إلى شروق الشمس، وصلاة الضحى بعد الشروق بثلث ساعة تقريبًا، وأخبر أن ثوابها كثواب الحجة والعمرة، فقال - عليه الصلاة والسلام-: «مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ، ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ، وَعُمْرَةٍ، تَامَّةٍ، تَامَّةٍ، تَامَّةٍ»، [أخرجه الترمذي]، ولكن مع أخذ كافة التدابير الوقائية من فيروس كورونا، والمحافظة على مسافات تباعد آمنة.


4- أداء الصلاة المكتوبة في المسجد: قَالَ - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّرًا إِلَى صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْحَاجِّ الْمُحْرِمِ، وَمَنْ خَرَجَ إِلَى تَسْبِيحِ الضُّحَى لَا يَنْصِبُهُ إِلَّا إِيَّاهُ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْمُعْتَمِرِ، وَصَلَاةٌ عَلَى أَثَرِ صَلَاةٍ لَا لَغْوَ بَيْنَهُمَا كِتَابٌ فِي عِلِّيِّينَ»، [أخرجه أبو داود]، ولكن مع أخذ كافة التدابير الوقائية من فيروس كورونا، والمحافظة على مسافات تباعد آمنة.


في السياق ذاته، كشف الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، عن حكم تعليق الحج والعمرة بسبب أزمة فيروس كورونا.

وقال «علام»، خلال حواره مع الإعلامي حمدي رزق ببرنامج «نور النبي» على قناة «صدى البلد»، إن دار الإفتاء المصرية أصدرت فتوى أكدت أن الظروف الراهنة تستدعى الحفاظ على النفس الإنسانية، وأن قرار السعودية بتعليق الحج والعمرة يتفق مع مقاصد الشريعة.

وأضاف مفتي الجهورية: "قد يصيب بعضنا الحزن بسبب تعليق الحج والعمرة لكن المعذور مأجور، وأمامنا أوجه عديدة لتخصيص أموال الحج والعمرة في الإنفاق عليها لنيل الثواب ومنها خدمة العمالة اليومية".

واختتم مفتي الجمهورية: "فلنكن جميعا في تعاطف وتراحم وتكاتف للنهوض من الحدث الاستثنائي الذي ألم بنا".