الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا سمي جبل عرفات بهذا الاسم

لماذا جبل عرفات سمي
لماذا جبل عرفات سمي بهذا الأسم

قال الدكتور علي جمعة  مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن العشر الأوائل من ذي الحجة الحرام هى خير أيام السنه، خير أيام خرجت عليها الشمس ، فهو من الأشهر الحرم التي تشتمل علي وقفة عرفات، وما أدراك ما وقفة عرفات؛ إنها محل نظر الله- سبحانه وتعالى- في عليائه ونزول رحماته وتجلياته.

واوضح جمعة عبر صفحته على "فيسبوك"، أن وقفة عرفات صيامه لغير الحاج يكفر الذنوب وينور القلوب ويستجيب الله فيه الدعاء، فعرفات قيل أنها سميت بذلك : "عندما تعرف أدم إلى حواء عندما نزلا إلى الأرض"؛ وكأنها المكان الذي بدأ فيه الإنسان حياته للعبادة والعمارة والتزكية، والحج كما لا يخفي عليكم؛ يعود فيه الحاج ومنه كـ"يوم ولدته أمه" فهو يبدأ حياة جديدة بعد وقفة عرفات التي ترمز إلى هذه الحياة الجديدة.

وأضاف أن رسول الله ﷺ سن لنا صيام التسع الأوائل من ذي الحجة الحرام والعاشر هو يوم العيد وهو عيد الأضحى؛ وهو العيد الذى يذكرنا بما حدث مع سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل عليهما السلام، يذكرنا بهذه المعاني التي يجب أن تعود إلى قلوبنا ؛ ويجب أن نربي عليها ابنائنا من معاني التضحية والإيثار؛ فقد نزعت التضحية من حياتنا للأسف الشديد ؛ويجب علي المسلمين أن يعودوا إليها حتي تكون الدنيا في أيديهم وتخرج من قلوبهم، نري الشباب لا يريد التضحية لا يريد خدمة والديه وإن احتاجوا إليه ، لا يريدوا أن يذهبوا إلى أجدادهم حتي لا يخاطبوهم بأي تكليف؛ ويرون أن هذا ليس من شأنهم، أولئك لم يعلمهم أحد معني التضحية، ولا معني الإيثار ؛ولا معني الكرم ؛ولا معني كيف يؤدي الإنسان حياته لربه وليس خدمة بسيطة يفعلها لوجه الله .

وأشار إلى أن ما حدث مع سيدنا إبراهيم كان مثالًا يحتذي في التضحية فقد شرع في التضحية بابنه، والولد فلذة الكبد وعلي ذلك فإن هذا الذي فعله كان أعلي من أن يضحي بنفسه، لعل أحدنا يضحي بنفسه لحماية لابنه فيجود بروحه قبله، إلا أن سيدنا إبراهيم إمتثالا لهذا المعني وقيامًا به قدم ابنه علي ذلك ،وقدم ابنه علي نفسه تضحية وتربيه للولد الصغير وتعليمًا للأمة من بعده التضحية وهذا الفداء إنما كان من أولئك الذين ربوا أنفسهم علي طاعه الله ؛وعلي المسارعة في الخيرات ؛وعلي أن يكونوا من المحسنين ؛ ومن المتقين.

واختتم الدكتور علي جمعة أن التضحية والفداء رمز يجب أن نحوله إلى برامج تربية ؛وإلى برامج إعلام  ؛وإلى برامج دعوة، وأن نجعل الناس يضحون بأوقاتهم أو بأموالهم أو بجهدهم أو بعلمهم فكل فداء وكل إيثار فإنما هو فلاح من عند الله {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.