الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عثمان كافالا.. حكاية رجل أعمال يرعب أردوغان.. القضاء برأه وديكتاتور تركيا سرق عمره بلعبة سياسية غير مفهومة

عثمان كافالا
عثمان كافالا

تصدر هاشتاج #FreeOsmanKavala اليوم الاثنين تريند تويتر في تركيا في حملة عاتية تطالب سلطات الرئيس رجب طيب اردوغان بالافراج عن "عثمان كافالا" الذي يقبع خلف القضبان منذ 1000 يوم 

عثمان كافالا .. المسجون في تركيا منذ ما يقرب من ثلاث سنوات دون إدانه محددة بارتكاب أي جريمة، هو رجل أعمال سخي ومحسن، يقول مؤيدوه إنه استخدم ثروته بلا كلل لمساعدة فقراء مجتمعه.

لم يكن معروفًا للجمهور من قبل، ولكن تم تمييزه من قبل السلطات تحت حكم الديكتاتور أردوغان باعتباره تهديدًا خطيرا للدولة في أعقاب محاولة الانقلاب المزعومة عام 2016.

تقول زوجه كافالا، آيس بوجرا في إحدى الصحف على الإنترنت: "لقد سرقنا 1000 يوم من حياتنا ... والدة زوجي تجاوزت التسعين من عمرها ولا تعرف ما إذا كانت سترى ابنها مرة أخرى"


واخفت السلطات التركية قسريا عثمان كافالا البالغ من العمر 62 عامًا عندما سمح تشريع أبريل الماضي بإطلاق سراح آلاف السجناء كإجراء أمان ضد تفشي فيروس كورونا في تركيا.

وبعد تبرئته من قبل المحكمة في فبراير؛ بسبب الاحتجاجات المناهضة للحكومة لعام 2013، احتجزت الشرطة التركية كافالا بتهمة منفصلة، وزعمت أن له صلات بمحاولة الانقلاب الفاشل.

ويواجه كافالا اليوم تهم السعي للإطاحة بالنظام الدستوري والتجسس.

وقال محامي كافالا إلكان كويونكو، في تصريحات السبت الماضي، إنه لا يوجد "دليل" يثبت أن رجل الأعمال ارتكب أي جريمة.

وتخرج كافالا ، المولود في باريس عام 1957 ، من جامعة مانشستر بعد دراسة الاقتصاد وبعد وفاة والده عام 1982 ، تولى رئاسة أعماله.

لكنه كان دائمًا يدعم المشاريع الفنية، وساعد في بناء الجسور وتحويل الأفكار إلى حقيقة من خلال تمويلها.

يقال عن كافالا في تركيا أنه متواضع ولكن عنيد ومهذب ومباشر ، وفقا لما وصفه به أصدقاؤه.

وقال المدير العام لثقافة الأناضول ، أسينا جونال ، لـ "وكالة فرانس برس" أفضل أن أصفه بأنه زميل بدلًا من رئيس

كافالا هو رئيس ثقافة الأناضول، التي تروج لحقوق الإنسان من خلال الفن - بما في ذلك مع أرمينيا المجاورة، التي لا ترتبط تركيا بعلاقات دبلوماسية معها.

وتابع جونال في تصريحات من مركز ديبو للفنون في منطقة توفان الراقية في اسطنبول: "لم يتباهى أبدًا بثروته ولكن لديه شخصية متواضعة تشعر بالحرج من أي شيء يمتلكه"

واستطرد: كان قد حل مستودعًا سابقًا للتبغ - ورثه عن والده وتم ترميمه في عام 2008 إلى مركز للثقافة والفنون.

وأصبح كافالا، الذي كان موجودا في سجن سيليفري شديد الحراسة في ضواحي اسطنبول، رمزًا لما يقول النقاد إنه حملة على المجتمع المدني.

وقال أوميت كيفانج، المؤلف الذي تعود صداقته مع كافالا إلى أكثر من 40 عامًا، أنه المحسن الذي أسيء فهمه من قبل العلمانيين وندد بالعلامات التي تصفه بأنه رجل غني يعيش حياة برجوازية.

واضاف "إنه رجل يعمل من أجل العدالة في العالم. توفي والده وتولى العمل، ولا يعيش حتى حياة برجوازية، وما يتعرض له من كل معسكر (سياسي) ... غير عادل"

وقضت محكمة تركية في فبراير بعدم وجود أدلة تثبت أن كافالا مول احتجاجات 2013 ضد خطط الحكومة لتحضير مساحة خضراء نادرة في قلب اسطنبول.

وكان كافالا الوحيد من بين تسعة متهمين ظلوا في السجن طوال المحاكمة.

وبعد فترة وجيزة من تبرئته، واجه كافالا مذكرتي اعتقال جديدتين، بما في ذلك تهم التجسس، التي اعتبرت "أكثر سخافة من الاتهامات السابقة"  في رسالة من زنزانته في مارس

وحسب أصدقائه، عمل كافالا من أجل تركيا دون تمييز ضد أي شخص في وقت ينقسم فيه المجتمع بشدة.

وقالت إيما سنكلير ويب من هيومن رايتس ووتش: "لطالما رأى عثمان كافالا قيمة مشاركة المواطنين بنشاط في مبادرات مدنية سلمية من أجل الصالح العام وليس فقط لصالح جزء واحد من المجتمع"

وأضافت إنه آخر شخص يمكن ان يدعم أي محاولة انقلاب، ومن المذهل حقًا أن نراه مستهدفًا كما هو الآن، في لعبة سياسية غير مفهومة.