الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إيمان وهمان تكتب: ظلمت أبنائي

صدى البلد

نشأت في أسرة متوسطة الحال، الأب يشغل منصبا لا بأس به في إحدى الشركات، لها من الإخوة أربعة، وهى الخامسة، كانت على علاقة حب مع ابن الجيران الذى يكبرها بثلاث سنوات، كانت تحلم بيوم ان ينهى دراسة حتى يتقدم للارتباط بها وفعلا بعد التخرج بأيام اتصل بها خ- ابن الجيران - وطلب أن تحدد له موعد مع اهلها طارت من الفرح وهيأت الجو لاستقبال خ.. وبالفعل حضر مع والده وأخبر والد ح أن لديه فرصة للسفر إلى إنجلترا ليكمل دراسته هناك وعليه فإنه يرغب في عقد القران ويسافر هو اولا وبعد ان تستقر الامور وتنهى م دراستها تلحق به ..


وعليه فلا داعى لتحمل نفقات شقة وخاصة أنهم في بداية حياتهما وسيتشاركان سويا في بناء المنزل بعد الزواج والعودة من الخارج إذا عادا .. وبالفعل تم عقد القران في حفل بسيط يضم العائلتين والجيران و عددا بسيطا من الأصدقاء.. حاول الحصول على تأشيرة السفر للدراسة في لندن لكن محاولاته باءت بالفشل فلم يكن له بدلا من المحاولة من جديد للسفر إلى أي دولة أخرى فلم يجد غير فرصة للمحاولة السفر الى النمسا وخاصة أنها كانت متاحة في تلك الفترة وله أصحاب كُثر هناك يعملون ويدرسون في نفس الوقت.


سافر خ وباءت كل محاولاته للبحث عن عمل بالفشل حتى ان كل نقوده نفدت في اول اسبوع ولم يكن أمامه حل غير ان يعود الى مصر محبطا ومهزوما كانت صدمة بددت الحلم الجميل عاد شخص آخر وظل يلاحقها بأسئلته كيف قضت الأسبوع بدونه من قابلت وفى آخر الحوار طلب منها أن تقسم له أنها لم تخنه .. فجأة ومع الضغوط والشك غير الطبيعي أحست استحالة العيش معه وهو بتلك النفسية المعقدة ..  طلبت منه الانفصال وبالفعل تم كل شيء بهدوء تام ضاعت اجمل قصة حب بسبب الشك .


مرت الأيام وعلمت أن خ سافر الى دبى وهى أنهت دراستها وتقدم لها شاب صديق لأخيها الكبير دكتور قادم من أمريكا في إجازة قصيرة للبحث عن عروس على استعداد للزواج والسفر لم يستغرق الأمر منها وقتا طويلا فالموضوع بالنسبة لها زواج تقليدي بالإضافة إلى أن فكرة الهجرة إلى أمريكا كانت مغرية وخاصة أنها تود أن تبعد عن المكان الذى يذكرها ب خ.



كانت تحرص كل عام على زيارة مصر برفقة الأولاد وتقضى إجازة المدرسة شهران في مصر وفى أحد أيام الإجازات قابلت خ صدفة أمام بيت امها  فهم جيران وقف وصافحها علمت أنه تزوج وأنجب طفلين ولكنه هناك مشاكل كبيرة مع زوجته وصارحها بانه ينوى الانفصال عنها .. تغير خ كثيرا اصبح له كرش مع انه كان شابا وسيما رياضيا ضاعت الوسامة في سنين الغربة وبعيدًا عن اللياقة فاجأها وقال لها تغيرت كثيرا أصبحت تشبهين امك وتكادي تكونين في مثل عمرها .. صدمها بكلامه وبادرت هي الاخرى بالرد عليه في حدة الحال من بعضه .. كانت تلك المرة الأخيرة التي رأت فيها ح.


مرت السنون وكبر الأولاد والتحق الابن الأكبر بالجامعة ولحق به الابن المتوسط أما البنات إحداهن في الثانوي والأخيرة مازالت في المرحلة الابتدائية أصبحت حياتها مملة كثرت المشاكل بينها وبين زوجها أصبح يتغيب عن البيت كثيرا وخاصة في عطلة نهاية الأسبوع كانت حياتهما المادية متيسرة اشترى منزلا كبيرا في منطقه راقيه ليسع العائلة الكبيرة لكن العلاقة الزوجية بينهما لم تعد كالسابق فهو يهتم بمظهره جدا ويرتدى أفخر الثياب لكن هي لم تغير فيها أمريكا شيئا وأخيرا علمت من بعض الأصدقاء أن زوجها على علاقة بصديقة له في العمل .. تشاجرت معه وانفجرت فيه قال لها بكل هدوء الحياة بيننا أصبحت مستحيلة علينا انهاء العلاقة بالاحترام اكراما للعشرة وحرصا على اتزان حياة وراحة الأبناء وأنه لن يتخلى عن مسؤولياته تجاههم لكنها رفضت الطلاق في بادئ الأمر خاصة انها لن تحصل الا على اعانة شهريه للأطفال فقط اما المنزل لن يحكم لها به لأنه أثبت أنها لا تعمل طوال فترة الزواج وأن كل شيء باسمه ومن ماله قبل ان يرتبط بها. وبالفعل حكمت المحكمة لصالحه وذلك على حسب قوانين بعض الولايات الأمريكية وعليه لن تقاسمه أي شيء لا المرتب ولا نصف المنزل ولا رصيده في البنك لا بد أن تترك هي المنزل وتنتقل الى شقه اخرى بالأولاد وهو سوف يتحمل نفقة الأولاد الشهرية.

 

لم يعجبها قرار المحكمة حاولت بشتى الطرق ان تحصل على نصف ممتلكاته لكن دون جدوى طلبت منه ان يمهلها حتى ينتهى الأبناء من الدراسة و كالعادة ستأخذهم إلى مصر لقضاء الإجازة الصيفية بالفعل ترك هو المنزل وحلت الإجازة حجز لهم تذاكر السفر لمصر كان الأولاد في صف أمهم على طول الخط ولقد لقنتهم الدرس ان والدهم تركهم من اجل امرأةً اخرى ولم يعد حريصا على وجودهم معه. أعدت كل شيء للسفر ولكنها أضمرت شيئا في نفسها.


وعلى حسب القانون الأمريكي أودعت في الحبس لمدة أسبوعين لانتهاء الإجراءات وفي تلك الأحوال قام البوليس بتوزيع الأطفال على أسرتين إحداهما من باكستان و الاخرى من البوسنة تجمع اهل الخير من المصريين والجيران تبرع كل منهم بمبلغ من المال ليحضروا لها محاميا وبالفعل اخذ المحامي مبلغا خياليا لان القضية كبيره .. في اثناء الحبس تعرضت لإهانات كبيره من الحرس واجبروها على خلع الحجاب .. صارحها المحامي بأنها ستواجه عقوبة السجن لمدة ثلاثين عاما لان رجل المطافئ توفى وان موقفها اصبح سيئا جدا ..نصحها المحامي أن تلصق التهمة بابنتها القاصر لأن المحكمة من الجائز أن تلتمس الأعذار للطفلة ولم يصبح أمامها خيار آخر قبلت الفكرة وقابل المحامي الابنة ولقنها الدرس جيدا وبالفعل ذهبت البنت واقرت انها  احرقت المنزل بسبب المتاعب النفسية التي سببها لها والدها بتصرفاته تجاه أمها واخوتها .


أفرج عنها وتمت محاكمة الابنة وايداعها إحدى دور الرعاية الصحية والنفسية لمدة ثلاثة أعوام مع حرمان الام والاب من الاولاد او الاقتراب منهم لكن منال استأنفت الحكم وتعهدت برعاية الأطفال ونفعها شهادة الاطفال لصالحها وعادت مره اخرى تحتضن أطفالها في شقة صغيرة وألزمت المحكمة الاب بتحمل نفقات الأولاد وحددت له مواعيد ملزمة لزيارة أولاده وقضاء بعض الوقت معهم.. التحقت منال بالعمل في أحد المصانع ومرت الأيام وأنهت الابنة فترة العقوبة واستأنفت الدراسة من جديد بعد ما دفعت فاتورة الحقد والغل الذي تمكن من والدتها.


خسرت  كل شيء بإهمالها لنفسها وزوجها ونفسيتها التي سولت لها أمرًا زاد الطين بلة ولم تستطع للأسف حتى مع طول مدة إقامتها بأمريكا التكيف مع المجتمع الأمريكي فلم يكن لها أي نشاطات إيجابية كذلك الأولاد هزتهم التجربة وفقدوا الثقة في الأب والأم معا .. وأخيرا ومن أعجب النهايات فبدلًا من ان تحاول ان تصلح من نفسها ونفسية وأولادها تقوقعت على نفسها وانعزلت بأولادها وأصبحت أكثر عدوانية حتي مع من ساعدها ممن حولها من الجالية المصرية وأعطت انطباعًا سيئًا عن المرأة والشخصية المصرية والإسلامي.

ولكن كم من مثل هذه النوعيات ويبقي الدين والوطن شامخين يظهران مع معدن الأغلب من أعضاء الجالية الأصيل.