الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد رحيله.. 17 ساعة يوميا في علاج الفقراء بـ10 جنيهات للكشف.. تفاصيل الصورة الثلاثينية لطبيب الغلابة قبل شقائه

محمد مشالي
محمد مشالي

غيب الموت في الساعات الأولى من فجر اليوم الثلاثاء الدكتور محمد مشالي استشاري الباطنة  المعروف إعلاميا بـ"طبيب الغلابة" عن عمر يناهز ٨٢ سنة إثر تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة بعدما قضي أكثر من 50 عاما في أداء رسالته كـ طبيب في خدمة الفقراء ومحدوي الدخل من غير القادرين .


ورصد موقع "صدي البلد" ، صوره للطبيب الراحل "مشالي" في شبابه، عندما لم يتجاوز الثلاثين من عمره، عقب حصوله علي الدراسات العليا والزماله من كليه الطب قصر العيني، واحتفاله بزواجه وبمولوده الاول "عمرو" داخل منزل العائله القائم باول شارع النحاس وسط مدينة طنطا بمحافظة الغربية .

مصادر مقربة من أسرة طبيب الغلابة الراحل أشارت إلى أنه كان يعمل في عيادته الخاصة لأكثر من ١٧ ساعة؛ من أجل علاج الآلاف من المرضي الذين يتوافدون من محافظات الدلتا وصعيد مصر لإجراء الكشف الطبي على يديه.

وأوضحت المصادر أن الطبيب الراحل كان يحرص علي مداعبه أحفاده والجلوس معهم لساعات داخل منزل الأسرة من وقت لآخر، فضلا عن إصراره في التنبيه علي أبنائه، بإحضار الأحفاد معهم من القاهرة خلال إجازات الأعياد والعطلات الرسمية للهو معهم والاستمتاع بقراءة القصص وشراء الحلوي لهم .

كما افادت المصادر أن طبيب الانسانيه عشق قراءة القصص والروايات وكانت حياته اليوميه يتخللها قراء الصحف الورقية ومتابعه الأحداث الجاريه والايمان بدور رئيس الجمهورية الأسبق جمال عبد الناصر في حسم مستقبله الدراسي والمهني طوال فتره حياه تجاوزت أكثر من ٨٠ سنه ".

وكان المرضى في حياة الطبيب الراحل يفترشون  ساحات السلالم حتى أبواب العيادة مصطحبين أطفالهم التى تتراوح أعمارهم السنية ما بين "5 – 12 " سنة فى ظل أجواء من السعادة الغامرة على وجه الطبيب "العجوز " الذي يزاول نشاط عمله يوميا فى اداء رسالته تجاه للمرضي طوال ما يزيد عن 50 سنة من عمره أفناه فى تقديم الرسالة الطبية.

بينما باحدى غرف العيادة تقع قطعة خشبيه معلق عليها جاكتين أحداهما رصاصي اللون والأخر ناصع البياض يرتديه الدكتور الإنسان " مشالي " طوال فترة عمله اليوميه والتى تنطلق من الساعة 10 صباحا حتي 5 مساءا وعقب الانتهاء من تناول الإفطار فى منزله  برفقه أسرته ومعاودته إلى العمل فى عيادتيه الخاصه بقريتي شبشير ومحلة روح.

"الحمد لله أنا أديت واجبي طوال أكثر من 50 سنة راعيت العمل ورسالتي فى الحياه التى توراثتها من أبويا وأمي وتخرجت من كليه الطب بالقصر العيني بالقاهرة وحاز على المرتبه الأولي بتقدير عام 99.3%"..  بتلك الكلمات عبر "مشالي" قبل شهر من وفاته عن رسالته وعمله العلاجي لخدمة الآلاف من المرضى من نطاق قري مركز طنطا ومحافظات الدلتا وعلي رأسها كفر الشيخ والدقهلية والمنوفية والشرقية.

وأضاف "مشالي" أنه حرص طوال فترة حياته على ممارسة عمله بكل ضمير، قائلا: "أنا لا أملك سيارة لاستقلالها ولكن ربنا كرمني بصحتي وعلى الرغم من دخول فى نهاية العقد الثامن من عمري نحو 80 سنة ولكنني أحرص على الذهاب الى عياداتي فى قريتي شبشير الحصة ومحلة روح بسعر تكلفة الكشف 10 جنيها لكل مريض".

وتابع الطبيب المبتسم وهو يردد عبارة: "المرضي غلابة ولازم أقف معاهم وأساعدهم طول ما حياتي فيهم النفس وربنا بيعيني على خدمتهم ودعائهم لي هو الكنز الذي امتلكه طوال حياتي وعملي منذ تخرجي من كلية الطب البشري".

وقال : "اكتشفت بعد تخرجي أن أبي ضحي بكل ما يملكه فى حياته من أجل الإنفاق على مصاريف تعليمي فى كلية الطب بالقصر العيني طوال 5 سنوات والحمد لله سعادتي فى قضاء أوقاتي فى رمضان مع أحفادي وزوجتي وأبنائي تزوجوا وعايشين فى القاهرة وربنا فضله عظيم ودايما بسعي أقضي أوقات حياتي فى قراءة كتب الأدب والثقافة".