الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

معاني الأضحية ومظاهر تكريم الله لها


الأضحية لفظة تشع نورا وجلالا، وهي كلمة حُبلى بالمعاني السامقة، ذات الوقع الجليل على القلوب والنفوس... كما تعد رمزًا للفداء وصبرًا على البلاء واقتداء بأبي الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام.. ترمز إلى الابتلاء في أسمى معانيه ومبانيه ومراميه.. تعني الامتثال والطاعة.. الرضا والتسليم.. احترام أقدار الله في الخلق والكون والحياة.. وتعني صدق الصبر وصبر الصدق مع اللطيف الجليل... وتعني الفرج والفرح.. الحب والإيثار، والبعد عن الأنانية، والتكافل والرحمة والتوسعة على أصحاب العوز والفاقة.. إنها حقا السعادة والإسعاد بفضل الله..

عزيزي القارئ الكريم عندما يَهِلُّ علينا شهرُ ذي الحجة، تَحِلُّ علينا النفحات والبركاتُ ونتنسم ذكريات غالية، تدفعنا دفعا للتأمل والتدبر في ابتلاءات خليل الرحمن أبي الأنبياء وإمام المبتلين، والاقتداء به في صبره على البلاء العظيم لاسيما ونحن نواجه جائحة تسببت في شل حركة الحياة.. ويحدونا الشوق والحنين إلى زيارة البيت الحرام.. تهفو النفوس وتشتاق القلوب إلى زيارة المصطفى (صلى الله عليه وسلم).

من مظاهر تكريم الله للأضحية:

ومن مظاهر تكريم الله للأضحية ما يلي:

-  أنها ارتبطت بـ: نبيين كبيرين هما: (أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم)، و (أبو العرب سيدنا إسماعيل) عليهما السلام..

-  أن الله تعالى رتب على فعلها أجرًا عظيمًا وحث النبي (صلى الله عليه وسلم) على فعلها ورغَّب فيها.

-   أن الله عز وجل اختار لها أربعة أيام من أفضل أيام العام (عيد الأضحى وأيام التشريق الثلاثة).

-  أنها تأتي عقب عبادة وبعد أيام عظَّم اللهُ فيها أجرَ العبادة وهي العشر الأوائل من ذي الحجة، فعن عبد الله بن عباس (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (ما مِن أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيها أحبُّ إلى اللَّهِ من هذِهِ الأيَّام يعني أيَّامَ العشرِ ، قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ؟ قالَ: ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ، إلَّا رَجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ، فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ)( أخرجه أبو داود في سننه).

دروس من تضحية النبي (صلى الله عليه وسلم) عن الفقراء:

أراد النبي (صلى الله عليه وسلم) أن يجبر خاطر كل فقير ومسكين من أمته لا يستطيع أن يضحي، فضحى عنهم إكراما لهم كما ضحى عن أهل بيته.

فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: (ضحَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بكبشينِ أقرنينِ أمْلَحَيْنِ أحدِهما عنه وعن أهلِ بيتِه والآخرِ عنه وعن من لم يضحِّ من أمتِهِ)( أخرجه الهيثمي في معجم الزوائد).

وفي صنيع النبي (صلى الله عليه وسلم)، دروس ومقاصد تربوية من بينها: تعليم أمته من بعده معاني التضحية، وجبر الخاطر، والإيثار، وإشاعة معاني المساواة، وأن تتسع معالم الرحمة والتكافل في المجتمع لتشمل شتى الجوانب المادية والمعنوية؛ لينعم مجتمع الإيمان بمنظومة القيم البانية التي من شأنها تحقيق المجتمع الصالح. 
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط