الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تأملات في مفهوم السياسة المتغير


لا أدعى من قريب أو بعيد أننى أقدر الناس للحديث عن السياسة ومفاهيمها المتغيرة، ولكن وجهات النظر المتعددة في عالم السياسة تجعلنى أتداخل بشكل مباشر وقوي لأعلن عن وجهة نظرى التى بالأساس لا تعبر عن أى فكرة سوى الأفكار التى تدور فى رأسى وحدى، وقد تتسق هذه الأفكار وتتطابق مع أفكار آخرين لديهم القدرة في تحديد الصواب من الخطأ، ولديهم القدرة في وضع كل الأمور ــ أو على الأقل معظمها ــ فى نصابها ومكانها الصحيح والتى لا تقبل التأويل فى عالم يتسم فى الأساس بكل عوامل التأويل والتأرجح والتشتت والتذبذب والخوف من المستقبل دون داع.


ويجب أن نعترف فى البداية أن مصر تسير الآن بشكل منظم وقوى ومحدد الملامح، كما تسير فى مرحلة البناء الحقيقي الذي افتقدناه على مدار عقود طويلة، فالدولة تعيش الآن أفضل أيامها وأفضل عصورها على الإطلاق، ولا أحد ينكر قوة الدولة المصرية فى ذلك الوقت، إلا جاحد يريد البلبلة والتشويش، ومجنون فقد عقله، ومشوه لا يعشق الجمال، وضعيف لا يريد القوة وتائه فى ضلال لا يريد لنفسه ولا لبلده الوصول الى الطريق السليم، وخائن لا يثق حتى فى نفسه، ومريض لا يريد العلاج.


المفاهيم السياسية فى زمن الإصلاح يريد بعض الذين يدعون الفهم السياسي تشويهها، لأسباب كثيرة ومنها، الخيانة والعمالة: والذين يتسمون بهذه الآفة قلة قليلة يدركون الحقيقة ويسعون لتشويهها ويدركون الواقع ويعملون بالخيال، ويدركون الصواب ولا يعملون إلا بالباطل قصدا وعندا، وهناك بعض الذين يتحدثون فى السياسة ولا يتمتعون إلا باللسان الطويل ولا يعون ولا يدركون ماهية ومعنى المفاهيم السياسية ولا يرتقون إلى الحديث بالمنطق، بل لا يرتقون الى الحديث بالأدب والاحترام نفسه .. ليس لديهم من البراعة وليس لديهم من الخبرة ولا يجدون ما يعوض السفه الطاغى على عقولهم وقلوبهم إلا بالمعارضة من أجل المعارضة فقط ودون شىء آخر.


وهناك البعض من الذين أقحموا أنفسهم فى عوالم السياسة لا يجيدون إلا التحالفات والمؤامرات وتعارض المصالح ويطلق عليهم القوى المتصارعة ذات الأهداف المتناقضة، وهم فى الأساس ينتمون الى قوى النظام الاستغلالى الفاسد ويدركون أنهم لا يملكون مقومات البراعة السياسية ولكن لديهم مقومات إحداث صداع لدى السياسيين الحقيقيين، والأهم أنهم يريدون عرقلة مسيرة التنمية والبناء والتشييد الذي تقوم به الدولة.


واستكمالا لحالة الفوضى السياسية ستجد بعض الذين يصنعون مشاهد مشوهة ويتصدرونها، لأنهم في الأساس لا يجيدون صنعا، بل إن البعض يعمل فى سرية ويحرض ضد الدولة ومؤسساتها والبعض الأخر يهرب ويجلس على "شيزلونج" ليشوه بحجة أنه لا يستطيع أن يدافع من الداخل ـ هؤلاء هم الخونة ـ الذين باعوا بلادهم وأوطانهم وديارهم من أجل حفنة من الأموال التي ستنفذ ولن يبقى إلا عنوان خيانتهم، لدرجة أن البعض لا يريد للدولة أن تسير فى طريقها الصحيح المرسوم، عن طريق محاولات مستمرة لتعطيل الدستور والقانون.


كما يجب أن نعترف أن العالم العربى كله لديه مشاكل في المفاهيم الثقافية وأسئلة مثيرة وأيديولوجيات مختلفة وصراع دائم بين الأجيال في الاستقطاب العقائدى، بالإضافة الى المفاهيم العلمانية والليبرالية، كما أن هناك إشكالية دائمة عند المعظم، تلك الإشكالية تتلخص في تغيير المحتوى الثقافى والوصول إلى المعرفة الكاملة أو على الأقل المعرفة التي تقود صاحبها إلى الاستنتاج والتحليل وإصدار النتائج لتلافي الإخفاقات المتوالية فى عالم السياسة عند الأفراد العاديين والأحزاب وأصحاب الرؤى المختلفة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط