الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حوار| دون سامرز رئيس عمليات شركة «فينترسال ديا» الجديدة: مصر عصب قطاع الغاز الطبيعي في الشرق الأوسط.. ومن أفضل 5 شركاء لنا بالعالم.. ونملك خططا طموحة للاستثمار بها

دون سامرز رئيس عمليات
دون سامرز رئيس عمليات شركة فينترسال ديا

حصلت شركة "فينترسال دِيا" على خدمات المهندسة دون سامرز Dawn Summers، والتي ستشغل منصب رئيس عمليات الشركة، حيث ستشرف على أعمال الشركة في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.


وتمتد مسيرة "دون" المهنية إلى 25 عامًا في قطاع النفط، منها 20 عامًا في شركة "بي بيBP، إضافة إلى شركات "جينيل إنرجي Genel Energy"، و"أوريجن إنرجي"Origin Energy ، و"بيتش إنرجي"Beach Energy.


وخلال الحوار التالي، تستعرض "دون سامرز" عبر موقع "صدى البلد" الإخباري الأولويات والتحديات التي تنتظرها في منصبها الجديد، وإليكم نص الحوار:

- في البداية ما الذي جذبك للعمل في "فينترسال ديا"؟ وعقب تولي مهامك ما هي التحديات والفرص الأكثر حماسًا لديكِ؟
تنتشر فروع فينترسال ديا في 13 دولة بطواقم عمل وموظفين ينتمون إلى أكثر من 50 دولة، وهي شركة تتسم بالتنوع ومواكبة المستقبل، وإنه لأمر يثير الحماس للغاية أن تكون جزءًا من فريق ملتزم برسم مستقبل الطاقة، وتلبية الطلب المتزايد عليها بطريقة مستدامة تحت مظلة شركة مستقلة رائدة في مجال الغاز والنفط في أوروبا.



وإذ يستحوذ الغاز على نحو 70% من محفظتنا، إلى جانب الاستثمار المركّز في التكنولوجيا والابتكار المدعّم بالكفاءات البشرية، من خلال الخبرات والقدرات موظفيها الفنية، فإن هذه العناصر جميعها تشكّل عوامل جوهرية في إنتاج مواردنا بالطريقة المثلى على مستوييّ الطاقة والمناخ.




وأعتقد أن لدينا فرصة كبيرة لنضيف بصمتنا الخاصة في "اللوحة الفسيفسائية" التي ترسم غدًا أكثر إشراقًا للعالم؛ كي يكون مكانًا أفضل لنا ولأسرنا ولأجيالنا القادمة من خلال توفير الطاقة وفقًا لأعلى معايير البيئة والسلامة.


بصفتك عضو مجلس الإدارة المسئول عن عمليات شركة "فينترسال دِيافي" مصر.. ما أولوياتك في هذا بلادنا؟
فينترسال دِيا لها تاريخ طويل في مصر، فعلى مدار أكثر من أربعة عقود كنا مستثمرًا مستقرًا وشريكًا موثوقًا به في البلاد، وإلى جانب روسيا وألمانيا والنرويج والأرجنتين، تعد مصر واحدة من أهم 5 مناطق لدينا، فقد وصل متوسط إنتاجها إلى 38 ألف برميل من النفط يوميًا في عام 2019.




وتتلخص أهم أولوياتي في مصر في الاستمرار بصفتنا شريكًا موثوقًا به، وتعزيز أواصر علاقاتنا القائمة على الثقة المتبادلة بيننا وبين أطياف المجتمع الذي نعمل فيه.


وسيشهد عام 2020 استمرارنا في ضمان عمليات آمنة وفعّالة، وتحقيق أكبر قيمة من أصولنا العاملة في دسوق وخليج السويس، وفي الوقت نفسه، سنواصل دعم شريكنا شركة "بي بي" أثناء تطويرها حقل "رافين Raven"، الحقل الأخير في مشروع غرب دلتا النيل البحري، علاوةً على ذلك، نتطلع أيضًا إلى بدء نشاط الاستكشاف في عامنا الجاري 2020، حيث نخطط للبدء بالحفر الاستكشافي في شرق دمنهور؛ وهو برنامج حفر أولي يمتد على مدار 3 سنوات، ويشمل من 5 إلى 7 آبار.




أما فيما يتعلق بالمستقبل، فإن شرق المتوسط هي منطقة واعدة لاستكشاف حقول غاز جديدة وتطويرها، وتشكّل مصر العصب الرئيسي فيها، انطلاقًا من ذلك، فإن "فينترسال دِيا" تدعم خطط مصر لتكون مركزًا إقليميًا لتجارة وتداول الطاقة، لا سيما أنها عضو نشط في اللجنة الاستشارية للصناعة التابعة لمنتدى غاز شرق المتوسط.


كيف أثرت جائحة "كوفيد-19" الراهنة وأسعار النفط غير المستقرة على فينترسالدِيا عمومًا، وعلى عملياتها في مصر خصوصًا؟
إن أولويتنا القصوى دومًا هي أمن وسلامة موظفينا، وكجزء من مجابهة جائحة "كوفيد-19"، قمنا بتطوير وتنفيذ مجموعة من الإجراءات الاحترازية التي قللت من المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها موظفونا ومزوّدو الخدمات المعونة، وفي الوقت نفسه، مكنتنا هذه الإجراءات من الاستمرار في توفير الطاقة للسوق، لقد بذلنا كل ما في وسعنا، وسنواصل جهودنا لمنع انتشار هذا الفيروس.


ومع أن الفترة التي قضيتها في الشركة قصيرة، إلا أن ذلك لا يمنعني من أن أكون فخورة جدًا ومعجبة بما تقدمه شركتنا من إنجازات في مصر هذا العام، إذ على الرغم من الأوقات الصعبة التي نواجهها، قام فريقنا بعمل رائع في التكيّف مع طرق العمل الجديدة والاستمرار في أداء مهامه بأمان وكفاءة، إنها ليست مهمة يسيرة، وهي تعكس القيادة المتميزة والعمل بروح الفريق والثقافة المؤسسية الداعمة، كما تثبت أيضًا فاعلية الاستثمار المسبق الذي قامت به "فينترسال دِيا" لاعتماد العمليات "الذكية" والرقمية وتطوير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات.


بعد توقيع اتفاقية الامتياز لشرق دمنهور في فبراير.. ما خططكم للتقدم في عمليات الاستكشاف؟
سُعِدنا بتوقيع اتفاقية امتياز مع وزير البترول والثروة المعدنية، المهندس طارق الملا، لاستكشاف منطقة شرق دمنهور في دلتا النيل البرية، بالقرب من مشروعنا الحالي في دسوق، فشركتنا تعرف المنطقة جيدًا، ولدينا بنية تحتية قريبة منها، ما يعني أننا في وضع جيد لتطوير أي كميات مكتشفة مهما كان حجمها.


كما ذكرت سابقًا، يتضمن برنامج الحفر الأولي الذي سيمتد على مدار 3 سنوات العديد من الآبار التي نخطط لبدء الحفر فيها في وقت لاحق من هذا العام، وإذ تشكل منطقة شرق دمنهور أولوية لدينا في مصر، فإننا نتطلع إلى البدء بعملياتنا هناك.


هل لديكم المزيد من خطط النمو في مصر؟
ينصب تركيزنا الحالي على ضمان استمرار عملياتنا بشكل آمن وفعّال في خليج السويس ودسوق، ودعم شريكنا "بي بي" لبدء تشغيل آمن لحقل "رافين"، والشروع ببرنامج الحفر الاستكشافي لشرق دمنهور.


أما فيما يتعلق بالمستقبل، فكما قلت، نرى منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط التي تشكّل مصر قلبها منطقةً واعدة لتطوير حقول الغاز الجديدة، كما ندعم تطوير مركز إقليمي للطاقة بوصفنا عضوًا فاعلًا في اللجنة الاستشارية الصناعية لمنتدى غاز شرق المتوسط.


وعلى المدى البعيد، نتطلع نحو النمو وبالطبع سنستغرق وقتًا لإيجاد الفرص التي تقدم أفضل مردود، والتي تتواءم مع محفظتنا واستراتيجيتنا.


استنادًا إلى خبراتك الطويلة.. ما هي انطباعاتك عن قطاع البترول والغاز في مصر؟
يمكنني أن أصف انطباعاتي الأولية عن مصر بالإيجابية، وقد تشكلت هذه الانطباعات عن بُعد نظرًا لقيود السفر التي فرضتها جائحة "كوفيد-19"، فالإصلاحات الاقتصادية الأخيرة، وبرنامج تطوير قطاع التنقيب والاستكشاف تقدم لنا مثالًا على ذلك، وأعتقد أيضًا أن هذه الإصلاحات والبرامج التطويرية جاءت ثمرة جهود مشتركة بين القطاعين الخاص والحكومي، وقد قام مع وزير البترول والثروة المعدنية المهندس طارق الملا بالكثير من أجل الدفع بعجلة القطاع نحو الأمام.


وتلعب "فينترسال دِيا" دورًا إيجابيًا في قطاع البترول، فعلى سبيل المثال، تم اختيار سامح صبري، نائب المدير التنفيذي والعضو المنتدب في مصر، رئيسًا للجنة الفنية للبترول والغاز في مصر، وهذا الخبر السعيد يتوافق إلى حد كبير مع رغبتنا في أن يكون لنا دور في دعم هذا القطاع في مصر بشكل عام.




برأيكم، ما الدور الذي يمكن أن يلعبه مستقبلًا إنشاء مركز إقليمي للطاقة في منطقة شرق المتوسط؟
في الواقع خطة مصر للتحول إلى مركز إقليمي لتجارة وتداول الطاقة تشكّل سببًا آخر للتفاؤل، من الواضح أن مصر لديها الموقع والبنية التحتية والإرادة السياسية لتشكيل هذا المركز، فضلًا عن امتلاكها موارد طاقة مهمة لم يتم تطويرها بعد، نحن ندعم هذا التطوير، ونلعب دورًا فاعلًا في اللجنة الاستشارية الصناعية لمنتدى غاز شرق المتوسط، وتعد إمكانية الاستفادة من مصر كقاعدة أساسية لأنشطة متعددة في المنطقة مثيرة للاهتمام بشكل فائق.


وعلى الرغم من صعوبة التنبؤ بكيفية انعكاس الأزمة الحالية في مصر وتأثيرها على تطورها المستقبلي، ولكن ما يمكننا قوله إن الأساسيات متوافرة فيها لتكون مركزًا اقليميًا لتجارة وتداول الطاقة.


تم تكريم فينترسال دِيا في مؤتمر ومعرض مصر الدولي للبترول (إيجبس 2020) بوصفها من أفضل الشركات التي حققت الشمول والتنوع.. هل تسعين شخصيًا لتعزيز هذا النهج ودعم وجود النساء في قطاع الطاقة والمراكز القيادية؟
أناصر بقوة هذا النهج، ولدي اعتقاد راسخ أن الشركات التي تضع التنوع والشمول بمعناه الأوسع على رأس أولوياتها هي حتمًا من الشركات التي تمتلك قوة عاملة أكثر فاعلية وتشجع الابتكار وتحقق نتائج عملية أفضل، ومن هنا، يسرني جدًا تكريم فينترسال دِيا بصفتها شركة تحقق هذا المعيار المهم جدًا، مع دعمها القوي لعمل النساء في مجال الطاقة.


أخيرًا.. هل يمكنك أن تقدمي لنا بعض الملامح العامة عن شخصية دون سامرز.. بصفة مجردة لا بصفتك المهنية كرئيس عمليات؟ ما الأشياء التي ترينها مهمة خارج المكتب؟
عائلتي هي أهم أولوياتي، ويأتي بعد ذلك السفر الذي يستهويني جدًا، إذ يمنحني الفرصة لاستكشاف أماكن جديدة والتعرف إلى ثقافات مختلفة، وبصفتي مهندسة أعتبر نفسي محظوظة جدًا لكوني جزءًا من صناعة مكّنتني من زيارة أماكن كثيرة، والعمل في مناطق مختلفة من العالم،


كما أنني أحب الهواء الطلق وعلى وجه الخصوص الإبحار، حيث إن وجودك في المياه يمنحك إحساسًا رائعًا بالحرية والانطلاق وأنا أفضل الاستمتاع بالإبحار في المياه المتموّجة؛ لذا ربما أكون محظوظة الآن بتجربتي الجديدة التي أخوضها بصفتي رئيس عمليات للغاز والنفط.