الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صاحبة الجلالة تبكي قِبلتها.. كيف تعايش صحفيو العالم مع انفجار بيروت

انفجار بيروت
انفجار بيروت

لطالما حظيت العاصمة اللبنانية بشعبية لدى المراسلين الأجانب ووكالات الأنباء الذين يستخدمونها كقاعدة لتغطية الشرق الأوسط وقبلة لمعايشة أوضاع الدول العربية، الأمر الذي جعلهم يعيشون بين ليلة وضحاها مأساة وصدمة كبيرة عقب الانفجار الضخم الذي وقع في مرفأ بيروت، أمس الثلاثاء، ودمر أجزاء العاصمة اللبنانية، وأسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص حتى الآن وإصابة الآلاف.


وروى العديد من الصحفيين والمراسلين لعدد من وسائل الإعلام ووكالات الأنباء المختلفة، حجم تضررهم المادي والمعنوي من الانفجار، حيث لجأوا إلى مواقع التواصل الاجتماعي للحديث عما دار.


وأعلنت الحكومة اللبنانية، العاصمة بيروت، مدينة منكوبة، فضلا عن الحداد العام وتنكيس الأعلام بعد الانفجار الضخم الذي وقع بالمرفأ، ما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة 5000 آخرين، وفقًا لآخر الإحصائيات.


ونشرت هيئة الإذاعة البريطانية، مقطع فيديو يوضح لحظة انفجار مرفأ بيروت، وتضرر مكتب "بي بي سي" في العاصمة، وذلك خلال مقابلة أجرتها مريم التومي، الصحفية في مكتب بي بي سي نيوز عربي، مع فيصل الأصيل، مدير المشاريع في الوكالة المغربية للطاقة المستدامة. 

وحدث الانفجار في منتصف مقابلة بالفيديو التي كانت تجريها التومي مع الأصيل، لكن بعد ذلك شوهدت وهي تختبئ تحت مكتبها.

فيما شاركت بيل ترو، مراسلة صحيفة "إندبندنت" البريطانية في الشرق الأوسط، صورًا لمنزلها الذي تضرر بشدة جراء الانفجار الذي شهده مرفأ بيروت.

وقالت ترو على حسابها بموقع "تويتر": "صباحًا من بيروت.. مثل الكثيرين.. استيقظت من غفوة لمدة ساعتين أجلس على الأريكة مع رؤية ثقوب في الجدران، أتساءل أين سأعيش.. هناك الكثير من القتلى والجرحى والمفقودين والأماكن المدمرة.. كيف يمكن لهذا البلد أن يصلح هذا الأمر ويعود على قدميه؟".

وأوضحت أنها إنها كانت على بعد بضعة كيلومترات خارج بيروت عندما وقع انفجار المرفأ أمي، لكنها لا تزال ملقاة على قدميها بسبب وطأة الصدمة التي وقعت عليها بعد مشاهدة مقاطع الفيديو  للحادث على وسائل التواصل الاجتماعي.

"لقد كان مشهدًا حقًا لم أره أو أشعر به أبدًا في حياتي المهنية التي امتدت لعقد طويل غطيت فيه الصراعات والحروب والتفجيرات"، بهذا اختتمت ترو روايتها بشأن الانفجار.

وبصرخات على موقع "تويتر"، أكدت الصحفية الهندية ومراسلة الشرق الأوسط أتشال فوهرا أنها أصيبت جراء انفجار بيروت.

وقالت بكلمات تحمل الأسى: "لبنان انفجر.. منزلي انفجر.. أنا أنزف".

وأضافت: "في مستشفى خارج بيروت.. أحضرني صديق لى بعد أن قال لي إن الجروح في الرقبة عميقة وتحتاج إلى رؤية الطبيب".

ومثل حال فوهرا، استغاثت ليلى مولانا ألين، مراسلة شبكة "فرانس 24"، التي أصيبت بجروح خطيرة في قدمها نتيجة للانفجار، مشيرة إلى أن المستشفيات مليئة بإصابات أكثر خطورة من جرحها.

وناشدت أي طبيب في تغريدة على حسابها بموقع "تويتر"، إعطائها إرشادات أو نصحها بالذهاب إلى مكان ما للعلاج.

وفي وقت لاحق، أكدت أن هناك شخصا ساعدها في ربط الجرح، وعلاجه بما يكفى، حتى تتمكن بعد ذلك من العلاج بالغرز في المستشفى عندما يكون لديه القدرة على استيعاب إصابتها.

ومثل أي دولة أخرى، أصبح هناك عدد من مكاتب وكالات الأنباء خالية من موظفيها في لبنان، وذلك في أعقاب اجتياح فيروس كورونا العالم، وعمل الكثير من المنازل.

وهنا نشرت دلال معوض، أحد كبار منتجي التقارير في "أسوشيتد برس"، صورة لمكتب الوكالة في بيروت، ظهر فيها زجاج نوافذ متناثر على الأرض، معلقة عليها: "أنقذنا فيروس كورونا".

أما الصحفية فاطيما عبد الله التي تعمل بجريدة "النهار" اللبنانية، فلا يزال وقع الصدمة عليها جراء الانفجار شديدا، خاصة أن مبنى الصحيفة أصيب بأضرار جسيمة، جراء حادث مرفأ بيروت.

وفي سلسلة تغريدات على حسابها بموقع "تويتر" تحدثت فاطيما عن الحادث المروع، قائلة: "أنا بخير جروح خفيفة وانهيار عصبي. أكلت وهلة بتسوى حياتي. شفت الموت بعيوني وما قلت بطلع عايشة".

وأكدت "ما حدث كان أكتر من مرعب.. ما بعرف كيف زمطنا. الله نجانا ولطف فينا. فاقدة القدرة عالحكي والكتابة. بكرا برد عكل يلي سأل واطمّن. ممنونة. يرحم لراحوا ويشفي الجرحى. حمدالله عكل شي".

وأضافت "خجلانة احكي عن الضرر النفسي، وفي ناس ما بتعرف شي عن مصير ولادها. يا رب قد ما بدي اشكرك رح ضل مقصرة. ما بستاهل هالقد رحمة. ما بدي احكي عن النزيف لأن كتير قليل أمام حجم الفاجعة. بس كل المحلات لجواتي موجوعة لأقصى الوجع. #بيروت تعي لاعبطك ونبكي كتير".

ونشرت صورا لحجم الدمار بالنهار قائلة: "هيدي #النهار. هون كنا لما صار #انفجار_المرفأ. هيدي الجريدة يلي تعوّدت عالدم. كلو بيتعوّض. قد ما كانت الخسارة كبيرة، بتضلها خسارة حجر. يلي ما بتعوّض هوي لراح وضلينا واقفين. واليوم رح نرجع نوقف. رح نقول يا رب ونكمّل. من دموعنا وجروحنا، رسالة صمود إلى أبد الآبدين".