الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نترات الأمونيوم لا تنفجر من تلقاء نفسها.. فاجعة مرفأ بيروت بـ "فعل فاعل"

انفجار بيروت
انفجار بيروت

ما يزال التحقيق مستمرا لمعرفة أسباب وملابسات الفاجعة الكبرى التي أصابت لبنان، الثلاثاء الماضي، بانفجار مرفأ بيروت والذي أسفر عن سقوط أكثر من 113 قتيلًا، و4000 جريح على الأقل، بجانب أضرار كبيرة أدت إلى هدم وتصدع المنازل والسيارات في الجوار.

"نترات الأمونيوم" تردد هذا الاسم كثيرا خلال فاجعة بيروت، حيث كان بمثابة الوقود الذي أشعل الانفجار الضخم، والذي كان مخزنا بالمرفأ على مدار 7 سنوات، الأمر الذي يزيد من احتمالات وقوع الانفجار بفعل فاعل وإلا فلماذا صمدت هذه المواد المتفجرة بالمرفأ طيلة هذه السنوات؟

وتعرف نترات الأمونيوم بكونها حبيبات بيضاء عديمة الرائحة مثل الملح، يتم تصنيعها بتكلفة قليلة عن طريق مزج الأمونيا وحمض النتريك، وهي مادة كيميائية صناعية متوسطة الانفجار، أقوى من البارود بأربعة أضعاف، بينما تتفوق عليها مادة "تي إن تي" في قوة الانفجار.

تستخدم هذه المادة بشكل أساسي في صناعة الأسمدة على نطاق واسع لأنها مصدر غني بالنيتروجين للنبات، كما تدخل في صناعة المتفجرات خاصة في مجال التعدين والمناجم، مع العلم أنها غير قابلة للاشتعال ولكنها من المؤكسدات، أي أنها تتيح احتراق مادة أخرى قابلة للاشتعال.

ما قبل الفاجعة
بدأت الحكاية في سبتمبر 2019، عندما توقفت سفينة محملة بـ 2750 طنا من نترات الأمونيوم في المياه اللبنانية، السفينة كانت ترفع علم مولدافيا وكانت مبحرة من جورجيا إلى موزمبيق وتعرضت لعطل أجبرها على الرسو في ميناء بيروت.

بعد أن خضعت السفينة للتفتيش في ميناء بيروت، تم منعها من الإبحار وبعد عدة تعقيدات تخلى مالك السفينة عنها وعدة دائنين تقدموا بدعاوى ضدها، حيث لم يسمح لطاقم السفينة بمغادرتها بسبب تعقيدات الفيزا.

فشلت الجهود الدبلوماسية في حل مشكلتهم فقاموا باللجوء لشركة محاماة لبنانية (هي التي كتبت التقرير) لمساعدتهم، حيث قدمت الشركة طلب بخصوص حالتهم للمحكمة في لبنان تطلب فيه أن يتم السماح لهم بمغادرة السفينة ثم العودة لبلادهم وهو ما تم بالفعل.

وبسبب مخاطر الإبقاء على شحنة نترات الأمونيوم في السفينة، تم تفريغها وتخزينها في مخزن في ميناء بيروت في 2015 بإنتظار أن يتم طرحها هي والسفينة في المزاد، حيث كانت الشحنة في طريقها إلى أفريقيا.

إهمال حكومي
طرحت القصة السابقة، سؤالا مهما هو كيف يتم تخزين هذه الكمية الهائلة من مادة شديدة الانفجار لسبع سنوات في قلب المدينة بين سكانها وقرب صوامعها وكل مرافقها الحيوية؟ خاصة وأن أمر هذه الشحنة لم يكن سرا بل وصل للمحاكم والسفارات، الأمر الذي يدل على إهمال ولا مبالاة واضحة من السلطات اللبنانية تجاه هذا المواد المتفجرة.

يدفعنا ذلك إلى سؤال آخر وهو: هل كان ذلك الإهمال سببا مباشرا في حدوث الإنفجار؟ يمكن القول أنه كان دافعا وفرصة سانحة لوقوع الإنفجار لكنه لم يكن سببا مباشرا وإلا فلماذا لم تنفجر هذه الشحنة طيلة السنوات السبع السابقة ولما انفجرت في هذا التوقيت؟

ارتفاع الحرارة
من ضمن الدلائل التي يستند عليها البعض في انفجار مرفأ بيروت عن طريق ارتفاع درجة الحرارة والتي أدت إلى تحفيز انفجار شحنة نترات الأمونيوم، لكن هل ارتفعت الحرارة هذا العام فقط ولم ترتفع في الأعوام السابقة؟

ووفقا لرواية الخبراء فإن نترات الأمونيوم مواد متفجرة تتفجر بتفجير، أو ما يسمى "صاعق" باللغة العسكرية، لا ينفجر حتى لو تم إشعاله بالنار، وقصة التلحيم بالنار لا يمكن تصديقها، كما لا يعطي هذا الزخم إن لم يكن مخزنا في مكان مضغوط ومقطوع عنه الاوكسيجين.  

فعل فاعل 
"يبدو أن السبب ليس فقط كمية الأمونيوم بل أيضا مواد أخرى كانت موضوعة هناك، وهذه المواد سريعة الانفجار، لذلك علينا انتظار التحقيق" هكذا أرجع العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر -في تصريحه لوكالة المركزية اللبنانية- سبب الانفجار، مشيرا إلى وجود خطأ معينا ارتكبه احد ما، أدّى إلى بداية الانفجار والحريق. 

حتى الآن من خلال المعلومات المتداولة رسميا وفي الإعلام لم يُصنّف الإنفجار عملا تخريبيا او مؤامرة او قصفا اسرائيليا لأن ليس هناك بعد أي دلائل أو مؤشرات تدل إلى ذلك، إلا أن الدلائل السابقة تؤكد أن الانفجار وقع بفعل فاعل.