قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

"ياملا زينون" ملاك الرحمة بانفجار بيروت.. تروي لصدى البلد تفاصيل إنقاذها الرضع الثلاثة

https://m.youtube.com/watch?v=b69a34GgDlM&t=130s
https://m.youtube.com/watch?v=b69a34GgDlM&t=130s

في الساعة السادسة مساء من ٤ اغسطس الماضي وقفت "باميلا زينون"، بأروقة مستشفى "القديس جورجيوس"، ببيروت التي دمرت جراء انفجار مرفأ في اوائل أغسطس الحالي ، تتفقد غرف الأطفال بالحضانات، قبل أن يعصف بها الانفجار المدوي ويسقطها أرضا وسط حطام مبنى المستشفى والزجاج المفترش على أرضها.


استطاعت "باميلا" الملقبة بملاك الرحمة، أن تستجمع شتات نفسها وتقف على أقدامها ، رغم الجروح التي إصابتها جراء الانفجار الذي نال من المئات من المنازل ومن ضمنها المشفى التي تعمل بيه، محاولة أن تستجمع قواها وتفكيرها المشوش أثار ما رأته من أهوال، وذلك وفقا لحديث الممرضة اللبنانية " باميلا زينون " لموقع "صدى البلد".


بعد أن استفاقت " زينون"، من صدمتها وحالة الخوف التي انتابتها في تلك اللحظة المفزعة، هرعت إلى غرفة الأطفال حديثي الولادة، وحملت ثلاث أطفال في أحضانها، وهرعت بهم خارج المستشفى وسط الحطام والركام وجثث ضحايا الانفجار ومصابيه، في مشهد يشيب له الرأس، بحسب وصف " زنينون" لصدى البلد.


ظلت تسير الممرضة البطلة" باميلا"، عشرات الأميال وسط دمار وخراب خلفه انفجار لم يستوعب أحد سبب انفجاره، مسخرة تفكيرها في الثلاث أطفال الرضع الذين انتشالتهم " باميلا" من المشفى بعد أن انهارت سقفية المستشفى على أغلب الحضانات الفارغة .


بنبضات قلب متسارعة و أنفاس تحملها الألم والأرهاق، وبعيون شاردة في مصير مجهول، استمرت الممرضة " باميلا" السير في مشهد بطولي وهي تحمل الاطفال الثلاثة، حتى تمكن أحد الأشخاص من مساعدتها وايصالها بسيارته إلى أقرب مستشفى للإطمئنان على الأطفال وفحصهم طبيا، ومعالجتها في أحال إصابتهم في الانفجار الذي أطاح بمعظم معالم مدينة بيروت الجميلة وحولها إلى كتلة من الحطام والرماد تدعسها أقدام أهلها في حزن ودموع .


وفور وصول "باميلا"، إلى المشفى سارع الأطباء في الكشف على الأطفال الثلاثة مكونين من توأم وطفل من أسرة اخرى، وبعد الاطمئنان على الأطفال ظلت الممرضة "باميلا"، ترعاهم وكأنها أمهم التي انجبتهم، حيث عاهدت نفسها على تتحمل مسؤولية هؤلاء الأطفال حتى إن لم تستطع أسرهم الوصول إليهم.


وبعد يومين تمكنت الممرضة من العثور على أسر هؤلاء الاطفال، الذي كاد انفجار مرفأ بيروت أن يطيح بهم ، لتلقى ترحاب و دفئ في مقابلة أسر الأطفال الذين أشادوا بموقفها البطولي و شكروها بشدة على إنقاذ أطفالهم بعد أن كادوا أن يفقدوا الأمل في العثور عليهم مجددا.


بعد أيام معدودة افيقت الممرضة الليبنانية، من صدمتها وأدركت حجم الدمار الذي حل ببيروت ومشفها التي كانت قريبة من مرفأ بيروت المنفجر، لتبدأ هي و الأطباء والعاملين في إخلاء الأدوات والأجهزة الطبية من المستشفى، التي أصبحت هيكل يحاط بيه الدمار .


ترى " باميلا"، أن هذه الواقعة هي الأسوء والأصعب في حياتها حيث لم تتوقع أن تشهد هذا الحجم من الدمار والانفجار المدوي الذي أطاح بيها خارج طابق المستشفى فور وقوعه، من قبل ليظل هذا الحادث راسخ بذهنها طيلة الحياة.


ينتاب الممرضة البطلة حالة من عدم الأمان والثقة جراء مع وقع أمام اعيونها التي يحاوطها الحزن، من انفجار هز أركان بيروت وخلع قلوب سكان المدينة من الكمد والحزن، على ما حل بهذه البقعة الجميلة و سكناها الذين أصبحوا مشردون بلا مأوى