فقد العالم الإسلامي منذ ثلاثة أيام ركنا وقامة كبيرة في مجال القرآن الكريم وعلم القراءات، وهي الشيخة سميعة بكر البناسي والتي عوضها الله تعالى بنعمة البصيرة عن نعمة البصر حيث كانت مكفوفة.
وهبت الشيخة سميعة العابدة الزاهدة التقية النقية الورعة حياتها كلها لله تعالى ولخدمة القرآن الكريم، حتى عزفت عن الزواج للتفرغ لكتاب الله وخدمته حتى فاضت روحها الطاهرة إلى بارئها.
وتعد الشيخة سميعة بكر البناسي، أقدم محفظة للقرآن الكريم، وهبت حياتها للقرآن الكريم وتحفيظه للآخرين بعدما ولدت فاقدة لبصرها، وأتمت حفظ القرآن الكريم وعمرها لم يتجاوز 11 عاما.
نشأتها
ولدت الشيخة سميعة بكر البناسى 18 مايو 1930 بقرية أبنهس التابعة لمركز قويسنا بمحافظة المنوفية، وتعلمت الشيخة سميعة بكر البناسى القراءات على يد الشيخ مصطفى العنوسى.
بدأت الشيخة سميعة تحفيظ القرآن عام 1950، وفى عام 1957 بدأت في الإقراء، فمنحت إجازات قرآنية لعشرات النساء والرجال في الإجازات الثلاث (حفص- ورش- حمزة).
وكان يفد إليها طلاب القرآن الكريم من داخل وخارج مصر ليتعلموا على يديها، واستمرت على ذلك حتى وافتها المنية عن عمر ناهز 90 عاما.
شيخ الأزهر ينعي
ونعى الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الشيخة سميعة بكر البناسي، أقدم محفظة للقرآن الكريم.
وقال شيخ الأزهر، في منشور عبر صفحته على «فيسبوك»: «رحم الله الشيخة سميعة بكر البناسي، أقدم محفظة للقرآن، كانت نموذجًا لامرأةٍ أخلصت النية، ولاقتْ ربها بعد أن كرَّست حياتها لخدمة كتاب الله».
وأضاف شيخ الأزهر: «اللَّهم اجعل القرآن شفيعًا لها، وعاملها بفضلك وكرمك، يا أرحم الراحمين».
وتوفيت الشيخة سميعة، منذ عدة أيام وكانت من حفظة القرآن الكريم وأجازت الكثير من الرجال والنساء في القراءات المختلفة وكان يفد إليها الطلاب من كل مكان.
نعي مشيخة عموم المقارئ
ونعت مشيخة عموم المقارئ المصرية برئاسة الشيخ محمد حشاد ونقابة محفظى وقراء القرآن الكريم، إلى الأمة الإسلامية والعربية، الشيخة سميعة بكر البناسى، وقالت في بيانها: «الراحلة عوضها الله تعالى بنعمة البصيرة عوضا عن نعمة البصر(مكفوفة)، تلك العابدة الزاهدة التقية النقية الورعة التي وهبت نفسها وحياتها كلها لله تعالى، ولخدمة القرآن الكريم، مما جعلها لا تتزوج، حيث فاضت روحها الطاهرة إلى بارئها اليوم بعدما نطقت الشهادة».
وقال الشيخ محمد حشاد، شيخ عموم المقارئ المصرية والقائم بأعمال نقيب القراء: «لقد كانت الراحلة الكريمة من أعلم حفاظ القرآن وعلم القراءات في مصر والعالم، ويحسب لها أنها أجازت عشرات من الرجال ومن النساء، في الإجازات الثلاث (حفص- ورش- حمزة)، وكان يفد ويأتى إليها طلاب العلم من الرجال والنساء والحفظة من داخل مصر وخارجها ومن الدول العربية والأسيوية والأوروبية ليتعلموا على يديها وينالوا من علمها».