الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بسبب التعنت الإثيوبي| أمريكا تقرر وقف مساعدات خارجية لـ أديس أبابا.. محللون سياسيون: أحد أوراق الضغط القوية.. مصر فتحت عدة قنوات تفاوضية لإنهاء أزمة سد النهضة.. وجهات دولية مانحة ستحذو حذو أمريكا

سد النهضة
سد النهضة

أمريكا تقرر وقف مساعدات خارجية إلى إثيوبيا تصل لــ 130 مليون دولار 

ردا على التعنت الإثيوبي.. باحث سياسي يكشف دلالات وقف مساعدات إمريكية لأديس أبابا

أستاذ علوم سياسية: 

وقف المساعدات الأمريكية الإثيوبية دليل نجاح مصر فى كسب التأييد


بسبب التعنت وعدم إبداء مرونة خلال مفاوضات سد النهضة أعلن وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو موافقته على خطة لوقف مساعدات خارجية أمريكية ‏لإثيوبيا، فى الوقت الذى تحاول فيه إدارة ترامب التوسط فى النزاع مع مصر والسودان بشأن ‏بناء سد النهضة على نهر النيل.

وبحسب تقرير نشرته فورين بوليسي الأمريكية التي نقلت عن مسئولين في الإدارة الأمريكية والكونجرس، فإن القرار يأتى ردا علي التعنت في ملف سد النهضة وقد يؤثر القرار، الذي تم اتخاذه هذا الأسبوع، على ما يصل إلى 130 مليون دولار من ‏المساعدات الخارجية الأمريكية لإثيوبيا ويؤجج توترات جديدة في العلاقة بين واشنطن ‏وأديس أبابا، حيث تنفذ خططًا لملء سد النهضة، وحذر المسؤولون من أن تفاصيل ‏التخفيضات لم يتم تحديدها بعد، وأن الرقم النهائي قد يصل إلى أقل من 130 مليون ‏دولار.


اقرأ أيضًا:

إثيوبيا لا تعترف بالتاريخ.. 12 اتفاقية تضمن حقوق مصر في مياه النيل وتبطل بناء سد النهضة


وأضاف المسئولون أن البرامج ستتأثر من هذا الخفض هي المساعدة الأمنية ومكافحة الإرهاب والتعليم والتدريب العسكري وبرامج مكافحة الاتجار بالبشر وتمويل المساعدة الإنمائية الأوسع.


وتهدف هذه الخطوة إلى محاولات حل المشاكل العالقة بين إثيوبيا والدول الأخرى التي تعتمد على مجرى نهر النيل والتي عارضت بناء مشروع السد الضخم المسمى سد النهضة. 


وفى هذا الإطار قال جمال رائف الباحث السياسي المتخصص في الشأن الدولي، إن قرار الولايات المتحدة الأمريكية بوقف مساعداتها المقدمة لاثيوبيا، يأتى ردا علي التعنت الإثيوبي حيال التفاوض بشأن سد النهضة خاصة بعد انسحاب الجانب الإثيوبي من مفاوضات واشنطن في اللحظات الأخيرة، لافتا إلى أن تلك الخطوة الأمريكية تعد أحد أوراق الضغط القوية التي تحاول من خلالها ادراة ترامب الدفع بأديس ابابا للانخراط في إتفاق يرضي كافة الأطراف.

وتابع الباحث السياسي المتخصص في الشأن الدولي، فى تصريح خاص لصدى البلد، إن موقف أمريكا إتجاه إثيوبيا يعد الورقة الأكثر تأثيرًا خلال هذه الفترة في ظل التوترات الداخلية وتراجع شعبية حزب الإزدهار الذي كان يعول عليه رئيس وزراء إثيوبيا ابي احمد في الانتخابات التي كانت من المفترض ان تجري خلال هذا الشهر ولم تجري بحجة كورونا رغم تواضع أرقام الإصابات في اثيوبيا ، ومن ثم تدهور العلاقات الإثيوبية الأمريكية يضاعف من الازمة الداخلية التي يعاني منها حزب ابي احمد .


وأضاف رائف توقيت القرار الأمريكي بوقف المساعدات لإثيوبيا يتزامن مع رفع التقرير النهائي للمفاوضات التي ترعاها جنوب أفريقيا كرئيس للاتحاد الأفريقي مما يحث أثيوبيا علي نحو تقديم تقرير يتضمن الرغبة والإرادة السياسية المفقودة لحل الأزمة، مؤكدا أن إعلان أمريكا فى هذا التوقيت يعد دليلا على رغبتها في استكمال دورها كقطب عالمي كبير يرعي المفاوضات وانجز بها شوطا كبيرا.


وفيما يخص حالة استمرار التعنت الإثيوبي قال رائف إن تلك العقوبات ستؤثر علي الكثير من المنح والمساعدات الاخري المقدمة من جهات دولية مثل البنك الدولي ،كما سينعكس هذا القرار ايضا علي اداء الممولين لعملية بناء السد وهو ما ظهرت بوادره بالفعل بعد انسحاب اثيوبيا من مفاوضات واشنطن مما دفع الحكومة الإثيوبية لإعادة حملات التبرعات الداخلية لتعويض نقص التمويل.


وأكد الباحث السياسي إن مصر فتحت عدة قنوات تفاوضية لإنهاء الأزمة وهي المباحثات الثلاثية بين مصر وأثيوبا والسودان، اما المسار الثاني فهو المتعلق بمفاوضات واشنطن والمسار الثالث هو مجلس الامن الأمر الذي يؤكد براعة المفاوض المصري وقدرته علي فتح آفاق مختلفه للتفاوض ليحقق نجاح المهمة التفاوضية، مشيرا إلى أنه:" فقط علي اثيوبيا ان تتمتع بالرغبة الحقيقية في إنهاء التفاوض بشكل إيجابي عبر اي من تلك المسارات".


من جهته قال الدكتور باسم رزق أستاذ العلوم السياسية بكلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة، إن خطة وقف المساعدات الخارجية الأمريكية ‏لإثيوبيا بسبب سد النهضة تعد أحد مجالات الضغط خاصة في وقت الإعداد للانتخابات الأمريكية.


وتابع أستاذ العلوم السياسية بكلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة، فى تصريح لصدي البلد إن القرار الأمريكي اتجاه أثيوبيا يدل على شعور الجانب الأمريكي بالاحراج السياسي نتيجة انسحاب أثيوبيا وعدم توقيعها على وثيقة واشنطن بشأن سد النهضة.


وتابع رزق إن دلالات موقف أمريكا ينم على التحول في منظومة المصالح المشتركة بين مصر وأمريكا ونجاح الادارة المصرية في كسب التأييد وثقل مصر السياسي والاقتصادي والبترولي.