في ظل ما يشهده قطاع غزة من أوضاع إنسانية كارثية جراء الحصار والعدوان المستمر، تواصل مصر أداء دورها الإقليمي والإنساني الراسخ، مؤكدة التزامها التاريخي بدعم الشعب الفلسطيني في محنه وأزماته.
ومن خلال قوافل الإغاثة التي تسيرها تباعا، تسعى القاهرة لتخفيف معاناة الغزيين، وتوفير ما أمكن من احتياجاتهم الأساسية وسط أزمة غذائية غير مسبوقة.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، إن ما نراه اليوم من مواقف مصرية حاسمة ليس وليد اللحظة، بل هو امتداد لسياسة طويلة الأمد، تقوم على قناعة واضحة بأن الحل العادل لـ القضية الفلسطينية هو المدخل الأساسي لاستقرار المنطقة، بما يتوافق مع قرارات الشرعية الدولية.
وأضاف الرقب- خلال تصريحات لـ "صدى البلد": "لم تتخل مصر يوما عن التزاماتها تجاه القضية الفلسطينية، بل كانت ولا تزال حجر الزاوية في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ورفض كل أشكال التهجير القسري أو محاولات تغيير الطابع الجغرافي والديموغرافي للأراضي المحتلة".
وأشار الرقب، إلى أنه منذ عقود، حرصت القاهرة على المشاركة الفاعلة في مختلف المفاوضات والقمم الدولية والإقليمية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.
واختتم: "وكانت في كل المحافل صوتا عربيا قويا، يدافع عن الحقوق الفلسطينية، ويحث المجتمع الدولي على الالتزام بقرارات الشرعية الدولية، وعدم السماح بفرض حلول قسرية لا تخدم السلام العادل والدائم".
ومن ناحية أخرى، قال بشير جبر، مراسل قناة "القاهرة الإخبارية"، إن مصر تواصل جهودها الإنسانية في دعم الشعب الفلسطيني من خلال إرسال طرود غذائية إلى قطاع غزة.
وأوضح في رسالة مباشرة عبر القناة: "هذه هي الكمية الأكبر من الطرود الغذائية التي تصل إلى قطاع غزة حتى الآن.. وقد بدأت اللجنة المصرية بتوزيع هذه الطرود على مستحقيها من العائلات الفلسطينية، في إطار محاولة دؤوبة وجهود حثيثة من مصر لمواجهة المجاعة التي تعصف بـ الفلسطينيين في قطاع غزة".
وأكد جبر أن هذه الدفعة من المساعدات تعد الأكبر، حيث بلغ عدد الطرود الغذائية التي وصلت إلى غزة نحو 100 ألف طرد.. وقد بدأت اللجان العاملة على الأرض، وبآليات توزيع واضحة، في نقل هذه المساعدات المتنوعة إلى مستحقيها في مختلف أنحاء القطاع.
وفي هذا السياق، قال الدكتور وليد مزهر، وهو فلسطيني من قطاع غزة: "ترسل مصر قوافل الخير إلى غزة، محملة بالمعونات، بحليب الأطفال، وبالأدوية، لتمكين الشعب الفلسطيني من الصمود.. نحن في غزة، 2 مليون إنسان جوعى، ومصر تساندهم.. مصر تقدم لنا السند لأنها هي فعلا السند.. أثبتت أنها العمق العربي الحقيقي، وسند لغزة، وسند لفلسطين".
من جانبه، عبر أبو همام الحسنات، مختار عائلة الحسنات في غزة، عن امتنانه الكبير لمصر، قائلا: "هذه المساعدات وصلت في وقت حرج، حيث يمر شعب غزة بمرحلة من أشد المراحل حاجة إلى الدعم الإنساني.. نحن في أمس الحاجة إلى هذه المساعدات القادمة من جمهورية مصر العربية.. ونيابة عن أهالي غزة، نتقدم بالشكر الجزيل لمصر، حكومة وشعبا، رئيسا ومواطنين، ولكل مصري ساهم في تقديم هذه المساعدات".
وفي ختام الرسالة، أضاف بشير جبر: "العمل هنا يجري كخلية نحل، من أجل توزيع قرابة 100 ألف طرد غذائي تم تجهيزها في هذا المكان لضمان وصولها إلى مستحقيها في قطاع غزة.. آلية التوزيع واضحة ودقيقة، بهدف ضمان إيصال هذه المساعدات إلى كل الأسر الفلسطينية، في محاولة حقيقية لكسر المجاعة التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع خلال الأشهر الثلاثة الماضية".