تواصل فرق الإنقاذ في العاصمة اللبنانية بيروت عمليات البحث وسط أنقاض أحد المباني بحثًا عن ناجٍ محتمل من الانفجار الهائل الذي هز البلاد الشهر الماضي وسط تقارير تشير إلى احتمالية وجود شخص ما على قيد الحياة، وأفادت أحدث التقارير الإخبارية حول هذه الواقعة بأن إشارة النبض، التي يُعتقد أنها دقات قلب لشخص مازال على قيد الحياة في منطقة "مار مخايل"، انخفضت إلى سبع نبضات في الدقيقة.
يشار إلى أنه قد تم إرسال أجهزة استشعار متخصصة إلى هذه المنطقة في أعقاب ورود أنباء غير مؤكدة حول رصد نبضات قلب تحت ركام المبنى الذي دمره انفجار مرفأ بيروت؛ وقد بدأت عمليات البحث بعد ظهر يوم الخميس، إثر رصد كلب بوليسي تابع لفريق البحث والإنقاذ التشيلي شيئًا ما أثناء مرور الفريق بحي "الجميزة" واندفاعه نحو أنقاض المبنى المنهار.
وجاء في تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية "BBC"، أن بداية الواقعة كانت مساء يوم الأربعاء الماضي، أثناء مرور أعضاء فريق الإنقاذ بالمبنى، حيث أعطى كلبهم آنذاك إشارة تفيد بوجود شخص ما على قيد الحياة هناك، وعند عودتهم يوم الخميس توجه الكلب إلى نفس المكان وأعطى نفس الإشارة.
وفي أعقاب ذلك، استخدمت المجموعة ماسحًا في محاولة لرصد أي دقات قلب أو أنفاس صادرة من بين الركام، وجاءت أيضًا بمعدات للتنقيب وسط الأنقاض؛ وانقسم رجال الإنقاذ إلى مجموعات مكونة من سبعة أفراد لنقل الحطام قطعة تلو الأخرى خوفًا من إحداث المزيد من الأضرار، وبين كل حين وآخر كانت هناك مطالبات بالصمت كي يتمكن الفريق من الاستماع جيدًا ورصد أي أنفاس.
يذكر أن فريق الإنقاذ التشيلي كان قد وصل إلى لبنان في الأول من سبتمبر الجاري، ويوجد لدى هذا الفريق معدات خاصة يمكنها رصد الأنفاس على عمق 15 مترًا، وفقًا لتقرير "BBC".
وبعد ساعات من عمليات البحث، توقف العمل لفترة وجيزة بعد غروب الشمس قبل وصول بعض المتظاهرين إلى موقع المبنى المنهار بزعم أن الجيش اللبناني طلب من الفريق التشيلي إيقاف البحث؛ وقد بدأ المتظاهرون في البحث بأنفسهم حتى وصل فريق تابع للدفاع المدني بعد منتصف الليل بساعة واستأنفوا العمل.
وأصدر الجيش اللبناني بيانًا الجمعة يفيد بأن الفريق التشيلي أوقف عملية البحث قبل منتصف الليل بنصف ساعة خوفًا من خطر انهيار أحد الجدران المتصدعة في المبنى مما يشكل خطرًا على حياة أعضاء الفريق؛ وأضاف البيان أن خبراء من الجيش فحصوا موقع المبنى المنهار وتم إحضار رافعتين لإزالة الجدار وتأمين المبنى، قبل أن تستأنف فرق البحث والإنقاذ العمل.
وعلى الرغم من أنه لم يتم على الفور التعرف على أصل أو مصدر إشارة النبض، إلا أنها كانت سببًا في انطلاق عملية بحث مكثفة وبث أمل جديد في نفوس المواطنين اللبنانيين بعد كارثة انفجار مرفأ بيروت.
وفي السياق ذاته، أشار تقرير لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية إلى أنه على الرغم من أن العثور على ناجين بعد شهر من الانفجار، والذي هز العاصمة اللبنانية وتسبب في خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات، يعد أمرًا مستبعدًا، إلا أن أحد المتطوعين في الفريق التشيلي أفاد بأن معداتهم ترصد الأنفاس ونبضات القلب من البشر وليس من الحيوانات، وقد رصدت مؤشرًا على وجود إنسان.
وكذلك أشار عامل الإنقاذ "فرانشيسكو ليرموندا" إلى أنه من النادر، لكن ليس من غير المعروف، أن يعيش شخص ما تحت الأنقاض لمدة شهر.
كلب فريق الإنقاذ التشيلي "فلاش":
بعد الإعلان عن رصد الكلب المرافق لفريق الإنقاذ التشيلي، وهو من سلالة "بوردر كولي" ويطلق عليه اسم "فلاش"، لمؤشر يفيد باحتمالية وجود شخص ما على قيد الحياة تحت الركام، ضجت منصات التواصل الاجتماعي بصور للكلب، ليتحول إلى "بطل" في نظر العديد من المواطنين اللبنانيين، كونه كان سببًا في بث أمل جديد، وإن كان ضئيلًا، باحتمالية العثور على مفقودين تحت الأنقاض، وقد أدت الإشارة التي رصدها إلى إطلاق عملية مكثفة للبحث عن ناجين محتملين.
وتفاعل عدد لا يُحصى مع المتابعين مع هذه الأنباء عبر موقع "تويتر"، وانهالت التغريدات التي أعرب من خلالها الرواد عن أملهم في حدوث معجزة في أعقاب هذه الأزمة العصيبة التي ضربت بلادهم.