الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دراسة: سم نحل العسل يقتل خلايا سرطان الثدي العدوانية

صدى البلد

أظهرت دراسة مختبرية أن المكون النشط لسم نحل العسل تمكن من سرعة قتل نوعين من خلايا سرطان الثدي التي يصعب علاجها، وبشكل حاسم، ترك السم الخلايا السليمة دون الإصابة بأذى.

فمنذ آلاف السنين، استخدم البشر العسل والبروبوليس والسم من نحل العسل الأوروبي Apis mellifera كأدوية، وفي الآونة الأخيرة، اكتشف العلماء أن سم نحل العسل ومكونه النشط "ميليتين" سام لمجموعة واسعة من الأورام، بما في ذلك سرطان الجلد، وسرطان الرئة، والمبيض، والبنكرياس.

وفي الاختبارات المعملية، يعد الميليتين هو الجزيء الذي يخلق الإحساس المؤلم بلسعة النحلة، ومع ذلك، لا يفهم العلماء تماما كيف يقتل الخلايا السرطانية.


لأول مرة، حقق الباحثون في تأثير سم المليتين وسم النحل على مجموعة من سرطانات الثدي، بما في ذلك نوعان من أكثر الأنواع عدوانية وصعوبة في العلاج، ويعد سرطان الثدي هو السرطان الأكثر شيوعا بين النساء، ويوجد نوعان عدوانيان معروفان باسم سرطان الثدي السلبي الثلاثي وسرطان الثدي المخصب بـHER2، ويرتبطان بأسوأ النتائج، ويميلان إلى تطوير مقاومة للعلاجات الحالية.

وتوصل العلماء في معهد هاري بيركنز للأبحاث الطبية وجامعة أستراليا الغربية في مدينة بيرث بأستراليا إلى أن سم المليتين وسم النحل يقتلان هذه الأنواع من السرطانات بسرعة، مع تأثيرات ضئيلة على الخلايا الطبيعية.

وقالت الدكتورة سيارا دافي الأستاذ في المعهد والتي قادت البحث: "كان السم قويا للغاية، ووجدنا أن الميلتين يمكن أن يدمر أغشية الخلايا السرطانية تماما في غضون 60 دقيقة".

وأظهرت الدراسة أيضا أن سم النحل - الذي لا يحتوي على ميليتين - لا يقتل الخلايا السرطانية، حتى بتركيزات عالية.

وأضافت "يمكن أن يقتل جزيء الميليتين الخلايا في أقل من ساعة واحدة عن طريق إحداث ثقوب في غشائها الخارجي، ومع ذلك، في غضون 20 دقيقة من التناول، فإنه يعطل أيضا مرور الرسائل الكيميائية التي تحتاجها الخلايا للنمو والانقسام"؛ وتابعت الدكتورة سيارا دافي: "نظرنا في كيفية تأثير سم نحل العسل وجزيء الميليتين على مسارات إشارات السرطان، والرسائل الكيميائية الأساسية لنمو الخلايا السرطانية وتكاثرها، ووجدنا أنه تم إغلاق مسارات الإشارات هذه بسرعة كبيرة".

وتوصل العلماء إلى أن الميليتين يقوم بذلك عن طريق منع تنشيط مستقبلات عوامل النمو في غشاء الخلايا، ويكمن أحد أسباب نمو الخلايا السرطانية المخصبة بـHER2 وبعض سرطانات الثدي ثلاثية السلبية بشكل لا يمكن السيطرة عليه في أن لديها أعدادا كبيرة من هذه المستقبلات، ومن خلال منع إشارات النمو هذه من الوصول، يوقف الميلتين تكاثر الخلايا.

ورحب البرفيسور بيتر كلينكين كبير العلماء في غرب أستراليا بالنتائج المتوصل إليها، قائلا: "هذه ملاحظة مثيرة بشكل لا يصدق أن الميليتين - وهو مكون رئيسي لسم نحل العسل - يمكن أن يثبط نمو خلايا سرطان الثدي القاتلة، وخاصة سرطان الثدي الثلاثي السلبي"، ونظرا لأن الميليتين يخلق ثقوبا في أغشية الخلايا، فقد يسمح أيضا لأدوية العلاج الكيميائي الموجودة باختراق الخلايا السرطانية وقتلها.

ولاختبار هذا الاحتمال، عالج الباحثون نموذجًا لأنثى فأر لديها سرطان الثدي الثلاثي السلبي بمزيج من ميليتين وعقار يُسمى "دوسيتاكسيل"، حيث ثبت أن هذا أكثر فعالية في تقليص الأورام من "الدوسيتاكسيل" أو "الميليتين" وحدهما، كما يمكن للأطباء استخدام هذه الاستراتيجية لزيادة الفعالية أو تقليل جرعة أدوية العلاج الكيميائي، وبالتالي تقليل الآثار الجانبية الضارة.


وقد لاحظ العلماء أن سم نحل العسل رخيص نسبيا ويمكن الحصول عليه بسهولة، مما يجعله خيارا جيدا لعلاج السرطان في البلدان التي تعاني من ضعف الخدمات الصحية.

ولا يزال هذا الخط من البحث في مهده، مع قيام الباحثين بإجراء تجارب سريرية على البشر لتقييم سلامة وفعالية الميليتين في علاج سرطان الثدي.

وعلى الرغم من أن هذه الدراسة الخاصة لم تجد أي دليل على ضرر الخلايا غير السرطانية، إلا أن دراسات أخرى تشير إلى خلاف ذلك، لذلك، قد يحتاج المتخصصون في الرعاية الصحية إلى توجيه الميليتين بعناية إلى الأورام لمنع الأضرار الجانبية للأنسجة السليمة.