الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زكي رستم أبرز سكانها.. عمارة يعقوبيان تاريخ شاهد على تحولات المجتمع.. والرواية والفيلم حولاها لنجمة

صدى البلد

تتميز القاهرة الخديوية بطراز معمارى خاص يأسر قلوب روادها سواء من المصريين أو السائحين من الأجانب، لما تتميز به بنايات القاهرة الخديوية من طراز معمارى فريد يتمتع بأنواع متناسقة من الزخارف المعمارية المنقوشة بعناية شديدة، جعلت منها باريس الشرق كما يطلقون عليها، وهو الأمر الذى انتبهت له الحكومة المصرية ودفعها لبذل جهود كبيرة لحماية وصون القيمة الجمالية والتاريخية لمبان وشوراع القاهرة الخديوية.

 

ومن أبرز معالم القاهرة الخديوية "عمارة يعقوبيان" التى بناها عميد الجالية الأرمينية فى مصر هاغوب يعقوبيان عام 1937، والتى تعتبر تحفة معمارية ضمن تحف المعمار القاهرة الخديوية، إلا أن هذه العمارة اكتسبت أهمية خاصة منذ عام 2002 تحديدا بعد كتابة الروائى الكبير علاء الأسوانى رواية تحمل اسمها "عمارة يعقوبيان"، والتى تتحدث عن تاريخ مصر والتحولات والتغيرات التى طرأت عليه من خلال تناول تاريخ العمارة وتاريخ سكانها، إلا أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد فاكتسبت العمارة شهرة أوسع وكانت على موعد مع شهرة أوسع نطاقا بعد تحول الرواية إلى فيلم سينمائى تم إنتاجه عام 2006 من بطولة الفنانين الكبار عادل غمام ونور الشريف ويسرا وإسعاد يونس وهند صبرى وخالد الصاوى.


عمارة يعقوبيان تقع على مقربة من ميدان طلعت حرب، وكانت  تضم منذ تشييدها سكانا من ديانات وأعراق مختلفة ولكن بعد ثورة يوليو 1952 تحولت ملكية الشقق إلى ضباط الجيش وتحول سطحها إلى مساكن للفقراء، وهو الأمر الذى رصدته الرواية بدقة شديدة، كما رصدت التحولات الاجتماعية التى ارتبطت بهذه الحقبة التاريخية، وانعكاسها على البناء أو المكان الذى يعتبر هنا هو العمارة نفسها.

 

وكان الروائى الكبير علاء الأسوانى شرع فى كتابة روايته الأشهر "عمارة يعقوبيان" بعد أن شاهد ذات مرة عملية هدم لعمارة تاريخية بجاردن سيتى وطرأت له فكرة أنه كيف لهذا المكان أن يكون شاهدا على أحداث وذكريات وحكايات كثيرة، وهو مقاله نصا فى أحد حواراته الصحفية السابقة: "كنت أسير بأحد شوارع جاردن سيتي وشاهدت عمارة يتم هدمها بجوار السفارة الأمريكية، فشاهدت جدرانًا منهارة كانت تخفي وراءها متعلقات أناس عاشوا هنا منذ سنوات، ولهم فيها ذكريات، وحكايات، ومع تركيزي في التفكير فيما شاهدته، كان قراري بالبدء في كتابة رواية محورها العمارة السكنية التي تشارك بدورها في الأحداث وتعبر عن التغيرات التي قد تطرأ علي جماعة من البشر".


ويعد من أبرز سكان عمارة يعقوبيان اللذين لم تطرق لهم الرواية أو الفيلم السينمائى، الفنان الكبير زكى رستم، الذى كان يسكن بمفرده في شقة بعمارة يعقوبيان بشارع 26 يوليو ولم يكن يؤنس وحدته سوى خادم عجوز قضى في خدمته أكثر من ثلاثين عامًا وكلبه الوولف الذي كان يصاحبه في جولاته الصباحية.