الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.فتحي حسين يكتب: يوسف والي .. رجل الأرقام الخيالية!

صدى البلد

لم يكن رحيل د.يوسف والي وزير الزراعة الأسبق مجرد خبر منشور في الصحف بل هو إعلان وفاة لمسئول في الدولة يمثل علامة بارزة في بلادنا ،فقد عاصر والي نظام مبارك لمدة 23 سنة عندما تولي حقيبة الزراعة واستصلاح الأراضي وموقع الأمين العام للحزب الوطني الحاكم والذي كان يترأسه الرئيس الأسبق حسني مبارك! وهو أول وزير زراعة يصعد إلي درجة نائب رئيس الوزراء وقد اتهم بأنه جلب المبيدات المسرطنة الي البلاد وتعرض لاتهامات غير مسبوقة بتلويث الغذاء بالمبيدات المسرطنة والتي ساعدت علي انتشار أمراض السرطان والفشل الكلوي غذت أجساد العديد من المواطنين في فترات التسعينات!


علاوة علي كون الراحل يوسف والي سجل أرقاما قياسية في عدد القضايا التي تردد فيها اسمه شاهدا أو متهما أثناء شغله المناصب الوزارية والحزبية وعقب ثورة يناير ٢٠١١ وبالرغم من تعدد الاتهامات ضده إلا أنه استمر في منصبه لمدة ٢٣ عاما وحاز علي ثقة مبارك الذي قرر بقاءه في منصبه وكان في كل مرة تنشر ضده اتهامات وحملات صحفية وتشهير كان رده الصمت والسكون والإبتسامة أمام الكاميرات! 


وكان والي بالرغم من منصبه ومكانته في نظام مبارك الأسبق إلا أنه كان متواضعا وبسيطا وودودا في لقاءاته بالصحفيين والإعلاميين ، إلا أن الفساد كان في وزارته للركب كما نشر في بداية الألفية الثالثة!


قبل وفاته وتركه لوزارة الزراعة بقي والي لسنوات طويلة بعيدا عن الأضواء والكاميرات والصحافة واستمر هكذا بعد ثورة ٢٥ يناير وأكد في حوار اخير له في إحدي الصحف الخاصة  أن خريطة العالم ستتغير في ظل كورونا لأن شغل العالم سيكون عن الأمن الغذائي! 


وشدد على ضرورة استعداد مصر لمرحلة ما بعد كورونا ودعا الي التوسع في زراعة الذرة الشامية  والحبوب الصيفية.


ويعتبر يوسف والي هو أكثر الوزراء تعرضا للهجوم والنقد والتشويه حتي قبيل وفاته وهو في سن ٨٩ عاما ! بعد معاناته لمدة شهر من التهاب شديد في الرئتين وظل متابعا لحالته الصحية في منزله ! علي الرغم من أنه قدم للبلاد الكثير والكثير في مجال الزراعة واستصلاح الأراضي علي مدار أكثر من عقدين إلا أن الانتقادات والاتهامات كانت تلاحقه من وقت الي آخر وحملات التشويه التي كان البعض من اعضاء الحزب الوطني الأسبق يقومون بتسريبها للصحافة والإعلام لنشرها كيدا فيه ..ولكنه كان يقابل كل ذلك بابتسامته المعهودة والتي كانت تظهر أكثر مما تبطن،علي الرغم من أنه كان مقربا من السلطة ولديه في خزائن أسراره الكثير إلا أنه فضل الصمت وعدم كتابة مذكراته ..رحم الله يوسف والي ورحم الله كل المصريين !