الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. ضحى بركات تكتب: الأرملة تتزوج فورا

صدى البلد

أثار قلمى ما قرأته من هجوم فى الفيس على أرملة تزوجت من رجل ظنت به خيرا فسرق مالها ومال أولادها بتوكيل كتبته له وكان الهجوم عليها من النساء قبل الرجال وكذلك ما أراه حولى من قصص مؤلمة لأرامل كثيرة أغلبهن لم يبلغن الثلاثين.  لقد وصل الحال بنا فى ظلم  الارملة وكأننا كتبنا عليها الموت مع زوجها . فكم من أرملة لبست السواد سنوات ونسيت الزينة والضحكات لتغلق باب الشبهات. 


إن انتشار أمراض العصر جعل أعداد الأرامل يتضاعف بشكل مخيف يستحق الانتباه ومعظم هذه الحالات لا يكفيها المعاش فتخرج للعمل وتحتك بالرجال وتكون مطمعا لكل من له هوى كما تعانى الكثير من إثارة الاقاويل حولها. نحن اليوم نواجه مشكلة قائمة بالفعل وهى تعنت المجتمع ورفضه  زواج الارملة خاصة إذا كان لديها أولاد والعجب أن يسعى جاهدا لتزويج الارمل بأسرع وقت ..لماذا تعيش الارملة وحيدة  فى مجتمع لا يلتفت لها ولآلامها وإذا أرادت الزواج وهذا حقها يكون أول المعترضين هم أقرب الناس لها وإذا نفذت قاطعها أهلها وربما قرروا حرمانها من أولادها بل وإثارة أولادها  ضدها وكأنها ليست الأم التى حملت ووضعت وأرضعت وربت .. 


لذلك تضطر الارملة إما أن تتزوج" سرا " عرفيا أو رسميا وقد  تقيم علاقة غير شرعية تخسر بها كرامتها ودينها أو تمحو الفكرة وتعيش مضطهدة لا تستطيع أن تفصح عن ألمها تتحمل أعباء الحياة وحيدة فى مجتمع يحاسبها على كل همسة فتنسج القيود حولها لتتجنب ألسنة اللوم حولها وتمر سنوات وهى ساخطة على كل من حولها فتقع صريعة المرض وهى فى أوج عمرها .. وإن تحاملت وتحملت وأكملت مسيرتها وتزوج أولادها عانت الوحدة واستجداء السؤال  من زوجة ابن تتحدى لها أو ابن نسى فضلها وابنة لاحول لها وزوج ابنة لا يعنيه أمرها فيزداد همها وتنهمر دموعها التى لم تصادق فى الحياة غيرها . 


لماذا كل هذا التجنى على المرأة وأين المناديات بحقوق المرأة من هذا الاضطهاد  لحقها. من قال إن الحياة تنتهى عند موت الزوج أو موت أى أحد لابد أن نحيا الحياة بكل معانى الحياة مادام بنا رمق الحياة . لماذا نتخيل أن الأرملة لا حاجة لها فى الزواج حتى ..كبتت رغباتها وسارت على أهوائنا لتتجنب رد فعلنا . لابد من وقفة عادلة ومنصفة.

  
لنعلم المجتمع أن المرأة التى تفقد زوجها أكثر حاجة للزواج من الرجل الذى فقد زوجته فقد خلق الله الرجل من الأرض لتكون حاجته فيها وسعيه بها وخلق حواء من الرجل لتكون فى حاجتها فيه وسعيها إليه وسعادتها فى حمايته لها.. ولا يجعلنا نحيد عن العدل خوفنا ما قد يعانيه الاولاد من زوجها فما يعانيه الأولاد من زوجات الأب أكثر والفيصل هو الاختيار الأمثل للشريك الأكفأ ...وكذلك قدرة الأرمل أو الأرملة على أن يكون عدلا بين الطرفين فلا يميل لأحدهما على حساب الآخر فكفاكم وهما وظلما .


ومن أسباب رفض زواج الأرملة أن تكون إما لفتيات فتكون الخشية عليهن من زوج الأم .. وكأنها لا تعلم  أن ابنتها ربيبة محرمة على زوج أمها.. والذئاب التى لا تحترم التحريم نراها فى الأب مع بناته والأخ مع أخواته والعم والخال وغير ذلك .. إن الفيصل هو الدين ومعيار الاختيار لأن هذا زوج أم ...فلا يحرص على بنات زوجته من زوجها الأول .. إن التقوى هى الميزان لتلك العلاقات وليس درجة القرابة ، ولنثبت شدة حاجة الأرملة للزواج  شرعا :


أولا : وعد الرسول الأرملة دون الأرمل  بأن تكون من السابقين إلى الجنة، إن حبست نفسها على أولادها  أكبر دليل على أن الامر ليس بهين بل بلغ من الصعب والصبر مداه أن تتحمل امرأة ما يتحمله رجل وامرأة فى مشوار الحياة وليست كل امرأة تقدر على تحمل ذلك وقد قال تعالى فى وصف جنسها  ( أومن ينشأ فى الحلية وهو فى الخصام غير مبين ) .


ثانيا: الشهوة عند الرجل والمرأة لا تختلف كثيرا والحاجة للجنس لا فرق فيها بينهما والدليل على ذلك المساواة بينهما فى الحد فى حالة الزنا الجلد للبكر والرجم للثيب.. ثالثا : الأمر بغض البصر وإحصان الفرج كان للمرأة والرجل على حد سواء لأن الهوى لدى الطرفين والانجذاب إلى الجنس الآخر متساويان  .. رابعا : إن عدل الاسلام حكم بعدة الارملة أربعة اشهر وعشرا ولم يحدد للارمل عدة .. لاستبراء الرحم و لأسباب طبية لكى ينسى جسمها بصمة السائل المنوى  لزوجها المتوفى .وهذا تم اكتشافه فى أحدث الأبحاث الطبية وليس رغبة فى حبسها وظلمها.


خامسا : لابد أن يعلم الجميع أن المرأة تتحكم بعاطفتها بنسبة 75% وبعقلها 25% لذلك فهى اكثر حاجة للحب والحنان لأنها النهر الذى يروى أولادها من هذا الحب فهل يوجد نهر بلا منبع وهل يكون المنبع إلا  زوجا يحمل معها أعباء الحياة ويمسح عنها آلامها ...فليس الجنس هو كل الحياة وإلا كانت العاهرات أسعد النساء وهذا غير صحيح ...سادسا: أن المرأة هى دفء الحياة لأولادها  فهل يعقل أن يهب الدفء من حرمه؟. لماذا تحمل كل العبء وحدها وإذا طالبت بحقها فى شريك يعينها نالها منا ما يجعلها تندم على البوح بألمها واحتياجاتها وهل تكون الأرملة بعد كل هذا الظلم إنسانة سوية تربى أجيالا سوية تصلح المجتمع وتنتمى له وترفع راية العدل والحب والعطاء والايثار والتفانى فى أداء الواجب. 
 

أيها الإخوة أيتها الأخوات.. عودة الرحمة والعدل وارفعوا معى شعار  الأرملة تتزوج شرعا.. إن جاءها كفؤ لها.