الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى ميلاد الأستاذ هيكل.. حكايات مؤرخ السياسات مع الرؤساء

محمد حسنين هيكل
محمد حسنين هيكل

"الفاروق دائما"، "عبد الناصر زعيم الأمة"، "السادات بطلا"، "أرى أن مبارك يحكم 3 سنوات أخرى"، "الله يكون في عون السيسي" .. تلك الكلمات التي وصف بها الصحفي الشهير محمد حسنين هيكل ، الرؤساء المصريين الذين عاصرهم هيكل بداية من الملك فاروق وحتى الراحل مبارك، ولم يشهد سوى أعوام قليلة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.


تمر اليوم ذكرى ميلاد الصحفي الشهير محمد حسنين هيكل ، الذي يعد من أشهر الكتاب الصحفيين في القرن العشرين، ولم يكن مجدر صحفي بل ساهم في صياغة السياسة في مصر منذ فترة الملك فاروق حتى وفاته سنة 2016، وكان له دور كبير في تشكيل الشأن السياسي المصري لسنوات طويلة ، بداية من فترة الملكية ، وحتى عهد الرئيس الراحل مبارك.

حسنين هيكل وحياته العملية

70 عام في العمل الصحفي المميز للراحل حسنين هيكل ، منها أكثر من 50 سنة قضاها هيكل في النقد السياسي وتحليل الشأن العربي ، وبحكم عمله الرفيع ومؤلقاته العديدة، كان له شأن كبير في الوسط السياسي.

دخول حسنين هيكل عالم الصحافة

بدأ هيكل العمل الصحفي وهو عمره 19 عاما كصحفي حوادث تحت التمرين، وبعد سنوات حدثت له نقلة نوعية في حياته الصحفية حين وقع عليه الاختيار ليذهب إلى العلمين التي شهدت أشرس معارك الحرب العالمية الثانية، ليصف بقلمه وقائع تلك المعارك، ومرت الأيام ويكبر معها هيكل العمل الصحفي ، ويعلو أسمه أكثر ويتحدث عنه كبار المسؤلين ، حتى أصبح رئيس تحرير جريدة الأهرام .

عمل هيكل لم يكن يقتصر على العمل الصحفي الاعتيادي المعروف عند الصحافة العربية، فهو ناقد سياسي بارز ومؤرخ للتاريخ العربي الحديث بخاصة تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، فقدرته التحليلية والاستراتيجية للأحداث مع علاقاته القوية مع الرؤساء والزعماء السياسيين العرب و الدوليين مكنته من الوصول إلى وثائق وأرشيفات توثيق غاية في الأهمية.

هيكل وعلاقته بالرؤساء

كان هيكل على علاقة قوية جدا بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر ولكن كان على خلاف مع الرئيس السادات نظرا لاحتلافه معه حول النتائج السياسية التي نتجت من وراء حرب أكتوبر وانتهى هذا الخلاف بإعتقاله في عام 1981 .

بعد قيام ثورة 23 يوليو 1956 ازدادت العلاقة قربا بين جمال عبد الناصر وهيكل ليصبح بعد فترة المتحدث الرسمي باسم حركة الضباط الأحرار، وليكون أحد صناع تاريخ مصر بعد ثورة يوليو، وصاحب البصمة الواضحة في تاريخ مصر، وفي تاريخ الصحافة المصرية والعربية، والذي أعطى صحيفة الأهرام شكلها الحالي لتصبح أكبر المؤسسات الصحفية في العالم العربي.

وبعد وفاة جمال عبد الناصر وانتقال السلطة إلى أنور السادات الذي سانده هيكل للتغلب على من أسماهم بمراكز القوى، وبعد حرب أكتوبر 1973 اختلف مع الرئيس أنور السادات حول التعامل مع النتائج السياسية لحرب أكتوبر، واتخذ الرئيس قرارًا بتعيينه مستشارًا، واعتذر عن قبول المنصب وتفرغ للكتابة، وكان كل ما يكتبه ينشر خارج مصر وهو يعيش داخلها، وكان من نتيجة كتاباته أن اعتقله الرئيس السادات ضمن اعتقالات سبتمبر 1981.

خروج هيكل من الأهرام

النصف الثاني من السبعينيات كان هيكل خارج دوائر النفوذ؛ حيث أبعد بقرار رئاسي من الأهرام، فإنه لم ينته صحفيا كما توقع كثيرون وقتها، بل زادت نجوميته مخترقا الحواجز والقيود التي فرضتها عليه القيادة السياسية، ليصبح واحدا من أهم 11 صحفيا في العالم، تترجم كتبه إلى 31 لغة.

في عهد مبارك بدت العلاقة بين هيكل ومبارك عادية لكن مبارك كان يعلم أن هيكل لا يكن حبا له بسبب قربه من السادات واختيار السادات له نائبا فضلا عن أن مبارك اختار أن يبحث عن رجال جدد له وليسوا محسوبين على الأنظمة السابقة، وهو ما يعني أن هيكل لن يكون صحفيا مقربا للنظام الجديد أو له دور استشاري كما كان يرغب مما اضطره أن يبتعد رويدا رويدا وينسحب من الحياة السياسية في عهد مبارك حتى عام 94.