الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكاية الأنبا صموئيل.. أسقف الكنيسة الذى استشهد في حادث المنصة بجوار الرئيس السادات

المتنيح نيافة الأنبا
المتنيح نيافة الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة

مثلث الرحمات نيافة الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة بالكنيسة القبطية، ربما تأتى ذكرى أكتوبر دون أن ينتبه أحد لأسمه وسط  الاحتفالات التى تقام كل عام، وربما لحجم الفاجعة التى وقعت في السادس من أكتوبر عام 1981 والتى شهدت واقعة الاعتداء على الرئيس الراحل أنور السادات بما عرف بـ"حادث المنصة".


نيافة الأنبا صموئيل كان حاضرا يومها الاحتفال بانتصارات أكتوبر المجيدة ممثلا عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية التى لم تغب أبدا عن المشهد الوطنى، وكان الأنبا صموئيل أحد شهداء الاعتداء الأثم على المنصة، حيث فاضت روحه الطاهرة متأثرا بإصابته بالرصاص الذى أطلق أثناء العرض العسكري.


أقرأ أيضا ..

مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وسفير الولايات المتحدة بالقاهرة يزوران الكنيسة المعلقة 

اليوم .. البابا تواضروس يلقى عظته الأسبوعية من الكنيسة المرقسية بالإسكندرية


ويقول القمص المتنيح صليب سوريال في كتابه "أحداث كنسية عشتها وعايشتها" إن الأنبا صموئيل واسمه في الميلاد سعد عزيز ولد في 8 ديسمبر 1920 بمدينة الزقازيق ونشأ في أسرة متدينة وكان جده القمص عبد المسيح من الكهنة الموقرين الأغنياء، ففتح بيته للجميع وتفاني في خدمة الفقراء وتقديم الطعام لهم، وكانت أمه امرأة تقية تخدم الجميع


وبدأ  الأنبا صموئيل خدمته بنشاط ملحوظ، وفي فترة وجيزة استطاع بمواهبه الممنوح إياها من الله التقدم بوداعة علي كل الصفوف، وكان يبذل جهدًا جبارًا في الخدمة والإفتقاد، بل كان ينتظر جدول خدمة أطفال القري الأسبوعي، وكانت القرية البعيدة الصعبة التي تتطلب وقتًا وجهدًا في مواصلاتها والسير علي القدمين ربما أكثر من ساعة، يتلقفها بفرح، وأصبح معروفًا بالخادم الذي يُحب الخدمة الصعبة.


ويضيف القمص صليب سوريال أنه تمت سيامة سعد راهبًا بيد ابونا مينا البراموسي (البابا كيرلس السادس)، بأسم الراهب مكاري، وبقي معه بدير مارمينا بمصر القديمة ما يقرب من ثلاث سنوات، في خضوع وطاعة لرجل الله المتوحد، الذي وضع فيه كل ثقته وأحبه وأحاطه بأبوته وحبه ودربه علي حياة الرهبنة بكل ما فيها من اختبارات وصعوبات، وارسله ابونا مينا إلى دير الأنبا صموئيل، ثم إلى دير السريان، وكان البابا كيرلس هو معلمه الأول، ورائده في حياة الرهبنة وأباه في الإعتراف، وقد سامه اسقفًا باسم الأنبا صموئيل، وكان يوكل إليه المهام الصعبة، ويأتمنه علي مباشرة المسائل الدقيقة التي لا يستطيع غيره القيام بها.


ورثاه قداسة البابا شنوده الثالث البطريرك الـ117 من باباوات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في خطاب ارسله إلى الأنبا اثناسيوس قائلًا : "لقد حزنت نفسي عليه جدًا، وبكيت كثيرًا، كان طيب القلب، خدومًا، وشعلة من نشاط، وكنا نعمل معًا بكل تعاون، وبكل إخلاص، وكان معي في كل أسفاري، وقد انتقل دون أن اودعه، نيح الله نفسه في فردوس النعيم، ولقد اقمت قداسًا علي روحه الطاهرة السابع من أكتوبر 1981، حقًا من يستطيع أن يملأ الفراغ الذي تركه الأنبا صموئيل؟".