الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قصة ملهمة.. «خديجة أبو بكر» تمتلك 3 جنسيات عربية وتسعى إلى التأثير عالميًا

خديجة أبو بكر
خديجة أبو بكر

التأثير الإيجابي في البشرية يأتى من أصحاب القصص الملهمة التي تدفعك لتترك أثراً طيباً ويبقى اسمك مخلدًا بحروف من نور تتناقله الأجيال جيلًا بعد جيل، ومن أصحاب هذه القصص فتاة مصرية فلسطينية سودانية تدعى « خديجة أبو بكر» دفعها حبها وشغفها في تعلم الإنجليزية والاحتكاك بأصحاب اللغة في العمل الأكاديمى إلى التغيير الإيجابي ونقل الصورة الصحيحة عن معتقدات وأفكار عربية نُقلت بصورة خاطئة وتشويهً لما عليه العالمين العربي والإسلامي. 

تروى خديجة قصتها لـ «صدى البد» قائلةً: « ولدت في مصر لأم فلسطينية وأب سوداني وجدة مصرية - أخذت عنها الجنسية-، وعاشت عائلي منذ صغرها في أحد أحياء مدينة القاهرة، وتتكون من أب يعمل كطبيب جلدية، وأم تعمل في مجال المحاسبة، وأخت معلمة للرياضيات، وأخ يعمل معلم للغلة الإنجليزية». 

تعلمت خديجة في مدارس خاصة في المرحلتين الابتدائية و الإعدادية، وفي الثانوية العامة انتقلت إلى مدرسة حكومية واختارات الدراسة بشعبة «علمي علوم»، حيث كان حلمها أن تصبح جراحة مشهورة، لكن لم يحالفها الحظ؛ لحصولها على مجموع 96.8٪، وهو أقل من تنسيق كلية الطب وقتها بفارق 2%، ليسوقها القدر إلى أن تدرس ما تحب دون تردد - وهي اللغة الإنجليزية-، فالتحقت بكلية الألسن جامعة عين شمس.

استغلت خديجة مرحلة الجامعة لتطوير نفسها فى اللغة ذاتيًا قدر المستطاع خاصة في السنة الدراسية الأخيرة؛ فاستغلت تميزها في حسن الاستماع بكثرة متابعة الأفلام الإنجليزية، وكانت لا تستمع إليها فقط، لكن تنصت وتترجم، فاكتسبت من خلال ذلك حصيلة لغوية كبيرة، كما كانت تظهر في فيدوهات على مواقع التواصل الخاصة بها تعرف فيها " طلابها الأعزاء" كما تطلق عليهم المصطلحات اللغوية والمهارية. 

"وقفت مع نفسي وقررت الاحتكاك بأهل اللغة والماهريين فيها" كانت هذه الجملة هي الدافع الحقيقي لتستمر خديجة في تحقيق المزيد من الإنجازات، فالتحقت بأحد الأماكن الذي يُدرس بها أجانب بمصر، وتعلمت منهم الكثير، وعملت معهم لفترة لا بأس بها أثناء الدراسة لتكسر بذلك أي حاجز للخوف، ثم عملت لمدة عام «كول سنتر» في أحد شركات الإتصالات البريطاني في مصر.


توضح الفتاة البالغة من العمر 30 عامًا أن العمل في هذه الشركة أعطاها طلاقة في اللغة من كثرة الاحتكاك بالأجانب والاستماع إليهم هاتفيًا، لكن لكثرة الإرهاق من العمل وقلة النوم وعدم الأكل الصحي أصيبت خديجة بتعب جسدي شديد واكتئاب حاد لفترة من الزمان، واستمر لمدة 6 أشهر إلى أن وجدت إعلان عبر موقع « الفيسبوك» لأكاديمية مصرية تدرب المعلمين وتؤهلهم للأفضل، وعنها تقول خديجة " دا أكتر مكان أتعلمت منه وبدأت أقف لساعات أتكلم مع الطلاب بالإنجليزي دون توقف".

استمرت خديجة في العمل بهذه الأكاديمية 4 سنوات إلى أن أغلقت بسبب خلافات بين الشركاء، لكن الفتاة أردات أن تتقدم أكثر وأكثر فالتحقت بالجامعة الأمريكية، وحصلت على شهادة أساسيات تدريس اللغة الانجليزية الـ «FELT» بتقدير ممتاز، وبعدها حصلت علي شهادة تدريس اللغة الإنجلزية للكبار الـ « CELTA» من جامعة كامبريدج بتقدير ممتاز- لا يحصل عليه سوى 2% فقط  من المتقدمين للشهادة علي مستوي العالم-.

كما تجاوزت خديجة اختبار اللغة الإنجليزية الدولي«IELTS»، وهو أحد أكثر الامتحانات اعتمادًا في العالم لفحص مقدرة الشخص وتمكنه من اللغة الإنجليزية، كما تفوقت في امتحان« TOEFL iBT» وهو اختبار في اللغة الإنجليزية لغير الناطقين بها لقياس درجة اتقانهم، وحصلت  في الاثنين علي مستوي متقدم يعادل الامتياز في لغتنا الدارجة. 

بعدها حصلت علي منحة فولبرايت «FLTA» وسافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمدة سنة دراسية كاملة ٢٠١٩-٢٠٢٠، والتي كانت نقطة تحول في حياة خديجة، لتمكنها من تغير مفاهيم خاطئة عن معتقدات عربية وإسلامية عند الأجانب من خلال النشاطات العامة المرتبطة بتعليهم اللغة العربية، إضافة إلى تطوير مهارتها اللغوية من خلال  دراسة 4 مواد، الأولى: خاصة بالتكنولوجيا المساعدة لأصحاب الاحتياجات الخاصة، والثانية: خاصة بالمؤهلات اللازم توافرها في تدريس كل مادة تعليمية، والثالثة عن تاريخ الناسوية الأمريكية،  والرابعة عن العائلات والمجمع الأمريكي.


كان أكثر الفعاليات التي أثرت في تصحيح الكثير من المفاهيم عن «الحجاب»، واختارت خديجة التحدث عنه مع طلاب من دول العالم المختلفة أمثال إيطاليا، ألمانيا، فرنسا.. إلخ، بسبب كونها شخص مختلف عنهم منذ حيث الملبس منذ دخولها إلى جامعة سكرانتون بولاية بنسلفانيا الأمريكية، فكان الجميع ينظر إلي اختلاف ملابسها، وفي ذات الوقت فرضت احترامها عليهم؛ لأنها كانت ذات أثر طيب، وفي هذه الفعالية أجابت عن كل الأسئلة التي يمكن أن تختر على بالهم بخصوص الحجاب، مثل: ( لماذا فرض علينا، وهل نحن مجبرين عليه...)، وفي النهاية فرحوا بتجربة ارتدائه، وكانت الفعالية ذا صدي جيدًا جدًا عندهم.

بسبب فيروس كورونا المستجد عادت خديجة أبو بكر بعد مرور مدة من الوقت إلى مصر لتستكمل آخر3 أسابيع من الدراسة «أون لاين»، وتحلم صاحبة الـ 3 جنسيات عربية أن تصبح شخصية مؤثرة عالميًا، ومثلها الأعلى « الكسندرا اوكاسيو» أصغر نائبة في الكونجرس الأمريكي، كما ترغب مستقبلًا في إنشاء ملجأ للمشردين من البشر والحيونات الأليفة، إضافة إلى استمرارها في تعليم اللغة الإنجلزية بشكل احترافي لجميع الفئات العمرية من ١٧ لـ ٦٠ عامأ.