الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من صانع سلام إلى سلطوي.. ماذا تغير بعد عام على فوز آبي أحمد بجائزة نوبل؟

رئيس وزراء إثيوبيا
رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد

لم يمر سوى عام واحد على حصول آبي أحمد، رئيس وزراء إثيوبيا، على جائزة نوبل للسلام، حيث مثل صعود ذلك الشاب للسلطة آمالا لإنهاء عقود من القمع المتجذر في هذا البلد، لكن ما الذي تغير خلال 12 شهرا فقط.


تعد التقارير المتعلقة بعمليات القتل خارج نطاق القانون والعنف المسلح، فضلا عن امتلاء سجون إثيوبيا بالمعارضين السياسيين وقطع الإنترنت لفترات طويلة، أبرز معالم الأشهر الماضية، وفقا لصحيفة "تايمز".


اقرأ أيضا:


وخلال هذه الفترة، يبدو أن صانع السلام آبي أحمد، تحول إلى قائد سلطوي، حيث ينذر الخلاف مع خصومه السياسيين بأن إثيوبيا قد تكون على شفا حرب أهلية يمكن أن تمزق البلاد.


لماذا حصل آبي أحمد على الجائزة؟
فور انتخابه للسلطة في إثيوبيا في مارس 2018، بذل آبي أحمد أنشطة في عديد من الملفات منها الحريات السياسية وتهدئة الصراع مع إريتريا، وتوسطه لاتمام اتفاق انتقال السلطة بالسودان.


أفرج آبي أحمد عن مئات المعتقلين السياسيين والصحفيين، معلنا رفضه نهج القمع والتعذيب القائم، حيث فتح صفحة للحوار مع قوى المعارضة في الداخل والخارج.


وبخلاف الإصلاحات الداخلية ومحاولات تحسين الأوضاع، أعلن رئيس وزراء إثيوبيا ورئيس إريتريا  أسياس أفورقي انتهاء الصراع الممتد بين البلدين لأكثر من 20 عاما.


ووضع اتفاق السلام نهاية للخلاف بشأن النزاع على السيادة حول منطقة حدودية بين البلدين، وهو أبرز أسباب ترشيح آبي أحمد للحصول على نوبل للسلام.


علاوة على ذلك، توسط آبي أحمد بين المجلس العسكري الانتقالي في السودان وتحالف قوى الحرية والتغيير، لإتمام اتفاق تقاسم السلطة.


ماذا تغير خلال هذا العام؟
بعد أسابيع فقط من فوز آبي أحمد بجائزة نوبل للسلام في أكتوبر 2019، عادت الاحتجاجات والمشاكل الأمنية إلى إثيوبيا بقوة.


اتهمت الحكومة الإثيوبية الناشط السياسي جوهر محمد والحليف السابق لآبي، بتدبير هجوم ضده ومحاولة انقلاب، ما أثار احتجاجات ضد آبي أحمد أسفرت عن أعمال عنف خلفت عشرات القتلى في إقليم أوروميا.


أثارت الواقعة شرخا بين آبي أحمد وأبناء قوميته من الأورومو، ما دفعهم لاتهامه بأنه يعاد مصالحهم ويشن حملة قمعية مقصودة ضد أبناء قبيلته.


وقبل أشهر قليلة، قتل المغني الإثيوبي هاشالو هونديسا برصاص مجهولين، وهو من أبناء أورومو أيضا، ما أثار مزيد من الاضطرابات التي أودت بحياة نحو 200 شخص في أوروميا وأديس أبابا.


وعلى خلفية هذا الحادث، مارست السلطات عملية قمع واسعة النطاق باعتقال أكثر من 9 آلاف شخص بما في ذلك قادة المعارضة مثل جوهر محمد وبيكلي جيربا.


واحتجاجا على حملة الاعتقالات، نزل المعارضون للشوارع ما دفع السلطات الأمنية للتعامل بعنف مع المتظاهرين وقتل 13 شخصا على الأقل في أوروميا.


أما الإصلاحات السياسية التي يتبناها آبي أحمد، فتواجه هي الأخرى مشاكل طاحنة، خاصة بعدما أصر إقليم تيجراي بإجراء انتخابات محلية منفصلة، تعتبرها الحكومة غير دستورية.


وبينما قرر آبي أحمد تأجيل الانتخابات العامة في البلاد بحجة أزمة فيروس كورونا "كوفيد-19"، عقد إقليم تيجراي انتخابات وانتخب حاكما إقليميا، ما أحدث شرخا في النظام الإثيوبي.


ويقول مسئولون إن تيجراي ينظرون الآن إلى آبي أحمد كزعيم غير شرعي، نظرا لانتهاء ولايته التي تم تمديدها بسبب جائحة كورونا.


وحال فشل آبي أحمد في معالجة هذه الأزمات السياسية والصراعات الإثنية، سيواجه رئيس الوزراء الإثيوبي أسوأ كابوسا يمكن أن تواجهه البلاد قبل إجراء الانتخابات المؤجلة، ما ثؤثر على فرص استمراره في السلطة.