الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أردوغان يقدم السوريين كبش فداء في كل حروبه

أردوغان
أردوغان

أصبحت الأعمال العدائية الأخيرة بين أذربيجان وأرمينيا حول منطقة ناغورنو كارابخ المتنازع عليها حدثًا دوليًا، حيث وضعت تركيا ثقلها وراء باكو بينما تمسكت يريفان ضمنيًا بتفاهمها مع روسيا عبر منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وفق ما ذكر تقرير منشور لمركز أوبسيرفير ريسيرش فونديشن. 

قال التقرير، إن المقاتلين الأجانب الذين استأجرتهم تركيا عبر مقاولين خاصين، هم للعمل كـ حرس حدود وكخط خلفي مهم لدعم الجيش الأذربيجاني.

وتعد أزمة ناجورنو كاراباخ، مثالًا واضحًا للتدخلات التركية في دولٍ أخرى، بعملها على الإنفاق على تسليح دولة أخرى هي أذربيجان وعدم التدخل بشكل مباشر عبر جيوشها.

في الانقسام الأذري - الأرميني، يتم دعم جانبي الصراع من جهتين مختلفتين، حيث يتم دعم الأذربيجانيين، الذين يشكلون أكثر من 80 ٪ من سكانها من الشيعة من قبل تركيا، بينما تدعم إيران أرمينيا، وهي دولة مسيحية ذات أغلبية مسيحية، وتدعمها روسيا كذلك.

ويقدم هذا المسرح المستمر لمحة مثيرة للاهتمام عن دور الأهداف الإستراتيجية والتكتيكية في مواجهة المصالح، حيث تتمتع الأخيرة بصدى أقوى في السياسة الخارجية.

حماية "المصالح" التي قد يكون من الصعب تحديدها بأفكار الدولة القومية الحديثة غالبًا ما تجبر الحكومات على اللجوء إلى حرب موازية أو "بالوكالة" ، وليس الانخراط بشكل مباشر في المواجهة العسكرية ولكن خوض صراع جيوسياسي بشكل غير مباشر ، في بعض الأحيان على أرض طرف ثالث. 


ومنذ عام 1964، عرف عالم السياسة كارل دويتش الحرب بالوكالة، على أنها "صراع دولي بين قوتين أجنبيتين، يتم خوضه على أرض دولة ثالثة ؛ متنكرا في شكل صراع على القضية الداخلية لذلك البلد؛ وباستخدام بعض القوى العاملة والموارد في ذلك البلد كوسيلة لتحقيق أهداف واستراتيجيات خارجية.

واستخدمت تركيا المقاتلين القادمين من سوريا لخدمة مصالحها، ففي حين أن أولئك الذين يقاتلون نيابة عن تركيا في ليبيا هم على الأرجح الميليشيات المتشددة التي ترى أن صورة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كزعيم سني مستساغة، وتقوم بذلك دعمًا لمناورات أنقرة الجيوسياسية الإقليمية والتي حلت أخيرًا في أذربيجان.


أما المقاتلين السوريين الذين قُتلوا في ناغورنو كاراباخ في بعض الحالات ينتمون إلى رجال من عائلات عادية دون أي تاريخ في التحالف مع الجماعات الإرهابية، وما أخرجهم هو العوز المادي الذي وفره نظام الرئيس التركي رجب أردوغان لهم، لكي يخرجوا ويخدموا أهدافه ويقتلوا دون أن يكلفوه شيئا محليًا من جنوده، فإذا مات المقاتلون ماتوا دون أن يموت جنوده.