الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علموا أطفالكم أن يكونوا متفائلين


نقابل يوميا مئات من البشر بحكم طبيعة عمل كل منا، سواء جيران، أو فى الطريق العام، والبعض يحتك بالناس فى المواصلات العامة وأروقة المكاتب، ونجد أن هناك بعض البشر عندما تحتك بهم تصاب بعدوى التشاؤم والنظرة السوداء لما هو حالى وما هو أتى فى المستقبل، وتتوقف درجة إصابتك بالعدوى حسب أسلوبك فى نظرتك للحياة وجهاز مناعتك النفسي، هل  أنت مدرب نفسك بشكل جيد على النظرة الموضوعية للأحداث من حولك، هل أنت نظرتك إيجابية لتقييمك للمواقف والظروف التى تتعامل معها بشكل يومى، فنظرة الإنسان منا للمواقف والأحداث وتعامله معها تتوقف على درجة التشاؤم والتفاؤل التى تدرب عليها منذ تنشئته فى البيئة الأسرية.

 

ونجد أن هناك بعض الأسر تعانى من زوج نكدى متشائم طوال الوقت، ناقد لكل تصرفات من حوله، يتصيد الأخطاء، يرى كل من حوله من وراء النظارة السوداء، يعبر بأسلوب ساخر، يحرم على نفسه النظره الايجابيه للحياة وعلى المحيطين به، عابث طوال الوقت كلماته نابية، حكمه على الأمور والأحداث والمواقف والأشخاص تشاؤميه سلبية.


وكما نجد أيضًا الزوجة النكدية، المتشائمه طوال الوقت، وتسعى لنشر روح التشاؤم والنظرة السلبية لكل أعضاء الأسرة، تشكى وتنعت سوء الحظ، طاقتها منهكة ومتعبة، نظرتها سوداء للحاضر والمستقبل يسيطر عليها الخوف والقلق والحزن، تتوقع الأسوء دائمًا.


وعلى الجانب الآخر نجد أن هناك أسرا تتميز بالنظرة الإيجابية الموضوعية لتناولها للمواقف والأحداث التى تدور من حولها، تتعامل مع المشكلات بأسلوب علمى وتعمل على وضع البدائل، تتفائل فى نظرتها للحاضر وتتوقع الإيجابي فيما هو أتى، تبث روح الطمأنينة لدى أعضاء الأسرة، تشجع أفراد أسرتها، تستمع إليهم، تشاركهم أحلامهم وطموحاتهم، أسرة قادرة على اللعب مع بعضهم البعض، والضحك ، والتعبير عن المشاعر الإيجابية فيما بينهم.

 

وهنا نجد أن الأب والأم المتفائلان، ممن يتمتعون بنظرة إيجابية للأمور، ويتمتعون فى ثقتهم بأنفسهم، ولديهم القدرة الإيجابية فى التعامل مع المشكلات والأحداث التى تمر بهم بشكل موضوعى وبناء والقدرة على مواجهة تلك المواقف بروح بناءة وقوية.

 

نجد أن تلك الأسر لديها القدرة على تنشئة الأبناء ليكونوا متفائلين فى تعاملهم مع البيئة المحيطة بهم.

 

كل منا لديه رؤية وتنبؤ لمعرفة من الأطفال داخل الأسرة سوف يكون متفائلا ومن سيكون متشائما فى نظرته وتعامله مع المواقف والأمور من حوله، وهناك علامات تنبؤية تستطيع الأم أن تجدها فى أطفالها تشير إلى أيهما سينمو متفائلًا وسعيدًا وواثقاُ من نفسه.

 

وهنا سؤال هام يطرح نفسه علينا، هل نستطيع معاونت الأطفال بفاعليه على أن يكونوا أكثر تفاؤلاُ وثقة بأنفسهم وسعداء تجاه تعاملتهم ونظرتهم للحاضر والمستقبل؟

 

نعم بمقدور كلًا منا أن يدعم من يحبهم لكى ينظروا نظرة تفاؤل وتعامل بإيجابية مع متغيرات الحياة سواء أكانوا أطفالك أو زوجك أو شريك الحياة أو صديق.


بمقدور كل منا إذا كان هو فى الأساس يجيد النظرة الإيجابية والتفاؤل فى تعاملاته أن يؤثر بشكل قوى على الآخرين من خلال عدوى التعامل كنموذج يحتذى به فى التفاؤل والنظرة الإيجابية للأمور والمواقف من حوله.


بمقدور أى منا مساعدة الآخرين أن يكونوا متفائلين عندما ينطبع تفاؤلك عليه من خلال تأهيل إيجابي لذهنك أن يفكر بشكل إيجابي، أيضا التركيز فى حوارك وأسلوب حديثك المؤدى للتفاؤل ومشاعرك الإيجابية خاصة تجاه أهدافك ورؤيتك الملهمة.

 

كما أن تصرفاتك اليومية تظهر للمحيطين بك أنك شخص إيجابي من خلال توقعك للأفضل، ثباتك وتصميمك على تحقيق كل ما هو أفضل للوصول لأهدافك وتصوراتك، المرونة فى التفكير والاعتراف بالخطأ لكى تصل إلى أساليب أفضل لإنجاز الأمور والتعامل معها، الثناء والمكافأة والمديح للآخرين على نجاحهم، تواصل بشكل جيد مع الأطفال والمحيطين بك من خلال المشاعر الإيجابية ولغة الجسد والابتسام والضحك، كن طاقة مبهجة لمن حولك فالمشاعر تنتقل بالعدوى سواء إيجابية أو سلبية، لا تركز على السلبيات والمشاكل بل اجعل تركيزك الأساسي على إيجاد الحلول والبدائل والتصميم على الوصول للحل السليم.


أظهروا لأطفالكم الحب والتفهم والمشاعر الإيجابية، لخلق جيل متفتح الذهن يترقب دائما ما هو أفضل، يشارك داخل المنزل وخارجه من خلال تعلمه للدور المنوط به، ولنعلم جيدًا أن الثقة والتعاون من المكونات الأساسية لخلق جيل متفائل واعى محصن ولديه مناعه ضد التشاؤم والإنهزام الذاتى والسلبية والانسحاب من المواقف. 


جيل لديه القدرة على التحدى والمواجهة والتغلب على الصعاب والتحلى بروح التفاؤل والنظرة الإيجابية والثقة بالنفس، وللحديث بقية.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط