الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خالد الشناوي يكتب: نبي تشرفت به العوالم

صدى البلد

إن  الفرح بجناب الرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم أمر به لقرآن الكريم  من قوله تعالى (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا...).
فالله تعالى أمرنا أن نفرح بالرحمة والنبي صلى الله عليه وآله وسلم أعظم رحمة قال الله تعالى
(وما أرسلناك إلارحمة للعالمين) .
فالفرح به( صلى الله عليه وآله وسلم ) مطلوب في كل وقت وفي كل نعمة وعند كل فضل ولكنه يتأكد في كل يوم إثنين وفي كل عام في شهر ربيع الأول لقوة المناسبة وملاحظة الوقت ومعلوم أنه لا يغفل عن المناسبة ويعرض عنها في وقتها إلا محروم. إن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يلاحظ ارتباط الزمان بالحوادث الدينيه العظمى التي مضت وانقضت فإذا جاء الزمان الذي وقعت فيه كان فرصة لتذكرها وتعظيم يومها لأجلها ولأنه ظرف لها.
ويؤخذ من قوله صلى الله عليه وآله وسلم  في فضل يوم الجمعة وعد مزاياه (وفيه خلق آدم).
 تشريف للزمان الذي ثبت أنه ميلاد لأي نبي من الأنبياء عليهم السلام فيكف باليوم الذي ولد فيه أفضل النبيين وأشرف المرسلين ؟
إن المولد الشريف يبعث على الصلاة والسلام المطلوبين بقوله تعالى(إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما).
صلَى عليك الله بارئك الذي
 بك يامشفع خصَنا وحبانا 
مع آلك الأطهار معدن سرك 
فهم سفن النجاة حمانا 
والله ماذكر الحبيب لدى
 المحب إلا وأضحى والهًا نشوانا 
أين المحبون الذين عليهم بذل
 النفوس مع النفائس هانا ؟
لا يسمعون بذكر طه المصطفى
 إلا به انتعشوا وأذهب رانا
اللهم صل على الذات المطلسم والغيث المطمطم والكمال المتمم
لاهوت الجمال وناسوت الوصال طالعة الحق 
كنز عين انسان الازل فى نشر من لم يزل 
من أقمت به نواسيت الفراق فى قاب ناسوت الوصال 
الأقرب الى طرق الحق فصل اللهم به منه فيه عليه وسلم .
...............
النبي الأعظم هو نفس هذا الوجود الذي تتنفس منه المخلوقات نورا ووصالا. 
جميع ذراتُ الكون تتنفس ببركة أنفاس سيد الوجود - عليه الصلاة و السلام-
 
~~
يشرح لنا العارف بالله الشيخ الأحسن البعقيلي (سِرَّ الأنفاس الطاهرةِ) للجوهر الفرد عليه الصلاة و السلام، و تنعـُّمَ العباد كل المخلوقات بها ،قائلا:
{ ...ثم إن ما مِن نفــَس من أنفاسه إلا و وقع سرُّه على جميع ذرات الوجود، ممن تقدم و مَن تأخر ، إلى ما لا نهاية لنعيم الآخرة .
 - تجسَّد جسمُ نفـَسه مع كل زمان وكل مكان وكل جوهر وكل عرَض 
 لأنه (روحُ الموجودات) بأسرها 
- والنفــَس الثاني كذلك، متجسدٌ مع كل ذرة الوجود ، فصدق عليه أنه عبدُ الله في كل نفـَس مع ذرات الوجود و بذرات الوجود 
 فذراتُ الوجود كذلك عبدَتِ اللهَ بألسنة أنفاسه صلى الله عليه وسلم ، و هو سر الصلاة عليه بألسنة العوالم ، فهو الممد بأنفاسه كلَّ ذرة عبدت الله 
 فنفـَسٌ واحد منه له من الصور (بعدد ذرات الوجود) 
 والنفـَس الثاني كذلك ، و سِـــرْ على العدد حتى تعدَّ أنفاسَ عمره من يوم ولادته إلى موته ، فإنك تقف على ما يحــــير الأذهان من (الصور النفسية النبوية) 
 (فببركةِ أنفاسِه قامتِ العبادةُ لله بالله) من يوم أنشأ اللهُ الحقيقة الأحمدية إلى الأبد. 
و هو الذي روعي وجهُه في زمن الأصنام ، فما من دقيقة إلا وفيها كل نفَس من أنفاسه ساجدة لله تعالى. 
 و إذا تنفس عارفٌ  في إقليم (أسعد أهله). 
وقد تنفس في الأكوان كلـِّها ، وهو روحها ، فكيف لا يحيط الكون على السعادة ؟
 وكيف لا تسعد الجواهر والأعراض ؟
 و إنما خلا من سعادة أنفاسه(المبغضون له ولآل بيته) الجاحدون لنبوته ،
 وهو روحهم لما سبق به القلم والقسم الإلهي.
ثم إن كل نفـَس من أنفاسه خلق الله منه صورًا عظامًا من الملائكة يعبدون الله و لا يعصونه. 
 وكل ذلك يُكتب له صلى الله عليه وسلم في صحيفته كما يُكتب عددُ صور الكائنات وثوابُ أعمالهم. 
 فإنه السبب في وجودهم وسعادتهم وبقائهم .
 فكل من عبد الله مِن سائر أجناس الخلائق يُفاض عليه صلى الله عليه وسلم 
 ومن بركة أنفاسه (طابت أنفاسُنا وأيامنا) و لله الحمد ، وهو الطيب، طاب الوجود به من النشأة إلى الأبد الذي لا نهاية له.