الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ملحمة السويس


 بعد العبور العظيم والدرس القاسي الذي لقنته القوات المسلحة المصرية للعدو الإسرائيلي وألحقت به هزيمة مذلة وهو الجيش الذي لا يقهر حسب وصف قادته  بعبور خط بارليف، واجتياز أكبر حاجز مائي حاول العدو أن يبدي قدرا من التماسك وبدا في شن هجمات مضادة أكثر قوة وبدا التفكير في الاندفاع شرقا من ثغرة الدفرسوار وكانت المهمة التي أسندت إلي اريل شارون هي الاستيلاء علي الإسماعيلية ثم التقدم باتجاه القنطرة لحصار الجيش التاني وباتجاه الجنوب للسيطره علي السويس وبور توفيق والأدبية لفرض حصار آخر علي الجيش الثالث.

وبالفعل بدا العدو في التحرك نحو مدينة الاسماعيلية لكنه مني بالفشل متكبدا خسائر فادحة علي ايدي ابطال الجيش المصري فكان التحرك مجددا  باتجاه مدينة السويس تداعبهم الاوهام  في حصار الجيش الثالث  بثمن أقل من الذي دفعته في طريقها للاسماعيلية خاصة وان الفرقتين المدرعتين اللتان كانا  يمثلا الاحتياطي الاستراتيجي للقيادة العامة المصرية‏  قد تحركا شرقا لتطوير الهجوم وتعزيزه ولم يتبق سوي لواء مدرع  وبعض القوات المحدودة.
وسرعان ما وصلت القوات الإسرائيلية الي مشارف المدينة ليلة‏23‏ اكتوبر بعد اعلان مجلس الامن وقف اطلاق النار علي خط الجبهة وبدء موعد سريانه ‏‏حتي تخدع العالم  أنها استولت على المدينة دون خرق كبير لاطلاق النار و كنوع من التوزان الاستراتيجي بعد هزيمتهم المهينة  من القوات المسلحة المصرية وحصار الجيشين الثاني والثالث الميداني وقطع كل طرق الامداد عنه وضرب معنوياته وتاكيد ‏قدرتهم علي العودة مجددا لارض المعركة. 
وعندما بدأت طلائع قوات العدو تقتربب في اتجاه مدينة السويس الباسلة كانت الخطة التي تم نفذها ابطال السويس هي منع العدو من اقتحام المدينة باي ثمن‏ وهي الرسالة التي أرسلها الرئيس السادات للمقاتلين بالمدينة‏ لا استسلام والقتال لاخر رجل وقد كان فقد شارك الجميع في الدفاع عن السويس  ودرات معركة كبيرة ورغم عدم تكافئها فقد تمكن ابطال الفرقة19مشاة ورجال الشرطة بمعاونة ابطال المقاومة الشعبية وابناء المدينة  الذين سلحتهم المخابرات الحربية من تكبيد العدو خسائر بشرية ومادية فادحة واضطرت القوات الإسرائيلية إلى الانسحاب  والتمركز خارج السويس.
لتبدا بعدها مرحلة الحصار من26 أكتوبر اول ايام عيد الفطر والذي استمر 101 يوم والسويس شامخة برجالها  الذي لولا صمودهم امام عروض ارييل شارون بفك الحصار لكان لحرب اكتوبر سيناريوهات اخري ادراكها الرئيس الراحل انور السادات ولكنه كان يراهن علي بطولة فدائييها فكان النصر مرة اخري بعد ملحمة العبورالعظيم.    

لذلك أعلن السادات في اول زيارة للمحافظة بعد حرب اكتوبر 4يونيو 74 عن قراراه باعتبار 24اكتوبر عيد قوميا ليس لمحافظة السويس بل  لمصر كلها تعطل فيه الدواواين والمصالح الحكومية  تقديرا للدور الكبير الذي قام به ابطال الجيش المصري وابناء المحافظة الباسلة  كما قطع عهد على نفسه ان يصلي عيد الفطر كل عام في السويس وبالفعل وفي بوعده .

صفحات بيضاء لنضال السوايسة لم تحفظه كتب التاريخ في اخلد صفحاتها فقط  بل ارتسمت على بيوت ومنازل السويس والتي تحمل  اجل معاني البطولة والتضحية والصمود  فلا يكاد يخلو بيت أو شارع من مناضل دافع عن ارضه ضد العدو المحتل والمغتصب وانتصارات وبطولات شكلوا ملحمة من ملاحم الفداء وصفحة مجد جديدة اخري تضاف لصفحات كفاح شعب مصر العظيم .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط