الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحل عند هؤلاء.. فمن هم؟!


التصوف هو روح الإيمان وجوهر العقيدة ولذلك نجد كل الديانات لها متصوفوها على اختلاف منطلقاتهم ومناهجهم ولكنهم في الحقيقة لا يختلفون في غايتهم.

لذلك عندما تقرأ في كتب التصوف أو حتى عن أصحاب التجارب الصوفية  في الديانات المختلفة تجد اقترابا شديدا لا أبالغ إذا ما قررت أنه بصل إلى حد التطابق بينهم.

وفي التصوف رسم هؤلاء طريق الحرية الحقيقية التى تصل إليها باكتمال العبودية لله  الواحد الأحد.

تجد ذلك واضحا في متصوفي الديانات السماوية والتى يعود بها هؤلاء إلى أصلها الأول كدين واحد وليس ديانات متناحرة.

ومهما اختلفت مناهج وأشكال وتجارب المتصوفين في الإسلام بين بعضهم البعض وكذلك المتصوفين المسيحيين "الآباء الرهبان" إلا أن حبلا قويا يصل بينهم جميعا كلما تلمست امتداداته وجدته يدور بينهم وعذرا لاضطرارى للإجمال لأن المقام يضيق عن التفصيل ولكنك يمكن أن تقارن بين قيام حركة التصوف المسيحي المعروفة بالرهلنة عند الآباء القديسين كأنطونيوس وبولا وباخوم وبين حركة التصوف الإسلامي في بواكيرها مثل سفيان الثورى وسفيان بن عيينة وإبراهيم بن أدهم

ليس هؤلاء فقط بل حتى فيما يسمى الديانات الشرقية القديمة عندما نراجع حياة مؤسسيها بعيدا عن عما داخلها من إضافات وتحريفات بعدت بها عن مقاصد أولئك المؤسسين مثلما حدث مع بوذا الهندي زرادشت الفارسي وكونفشيوس الصيني.

نجد أن هؤلاء عمدوا إلى جوهر الإيمان الحقيقي سواء في تجاربهم الفردية كأشخاص أو في تنظيماتهم الجماعية كزعماء دينيبن فقد ركزوا على حقيقة الإنسان وطريقة تحريره من قيود حياته اليومية التى تشغله عن نفسه وتعمي بصيرته لبتحول من مجرد كم هش لا وزن له في ذلك الكون الهائل اللامحدود إلى كائن له قيمة حقيقية فتتحول تلك الضآلة الفردية المغموسة في خضم الحياة الأرضية بكل صىراعاتها وشهواتها إلى قيمة كونية تتحول فيها الضآلة السابقة إلى الحياة الأرضية نفسها.

ويمكن أن تسمى تلك التجارب باسم الصوفية أو العبادية أو الفلسفية.. يدها كما شئت ولكن هي تنبيه الغافلين فوق الكوكب الأرضي إلى حقيقتهم التى ستفضي بالضرورة في حال نجاح التجربة عند سالكي الطريق - وما أقلهم- إلى استكناة حقيقة الكون ذاته
فالتصوف يحطم تلك القشور الصلبة التي تغطي بصيرة الإنسان من قيود اجتماعية واقتصادية وثقافية بل ودينية لتكشف له عن أسرار ذاته ومن ثم أسرار الكون ولكن قل من عبر وأجهد الدخول من الباب الضيق إلى براح الوجود العظيم فهؤلاء استحقوا الخلود ولذلك ما كان أقلهم على مر التاريخ.

فالحل الذي سيقرب بين كثير من معتنقى الديانات ويجعلهم يشعرن بمدى تهافتهم في صراعاتهم هو الرجوع إلى المنابع الصافية التى وقف عليها المعلمون الأوائل الذين اتبعوا دينا واحدا وعبدوا إلها واحدا هو رب هذا الكون الفسيح.. ذلك الكون الذي يقدم لنا في أبسط حقائقه عند أبسط تأمل له تجسيدا حقيقيا لفكرة الوجود اللامحدود في الزمان والمكان.

لو فهمناها لارتاحت القلوب واستنارت العقول
وهذا خلاصة تجاربهم هم وقليل ما هم!.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط