الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

100 عام من حي اللبان لـ العصافرة.. قذافي يكتب أسمه بجوار ريا وسكينة في الإسكندرية

صدى البلد

 بعد مرور قرنا من الزمان على وقوف عروس البحر الأبيض المتوسط شاهدة على واحدة من أبشع جرائم الزمان.. وبالتحديد عام 1920، حين أستخرج البوليس جثث ضحايا ريا وسكينة من أسفل شقة في حي اللبان، ليكشف عن ضحايا أثنين من أهم سفاحى العصور.

وبعد مرور 100 عام، عادت مدينة الإسكندرية مرة أخرى لتقف شاهدة على واحدة من جرائم قذافي فراج "سفاح بولاق الدكرور"، ولكن هذه المرة، كانت قوات الشرطة بمنطقة العصافرة وبالتحديد فى شارع وهران، تستخرج جثة إحدى ضحايا السفاح الذي قام بتمثيل جريمته أمامهم.

داخل مخزن محل أجهزة كهربائية، أستأجره المتهم قذافي كانت جريمته الذي نفذها قبل سنوات، حين قام بقتل فتاة ودفنها أسفل بلاط هذا المخزن، وغادر كالعادة تاركا أياها وباحثا عن ضحية جديدة له.

واعترف بقيامه بقتل هذه الفتاة البالغة من العمر 33 عاما، عاملة بمحل أدوات كهربائية يمتلكه ومقيمة بدائرة قسم أول المنتزه بالإسكندرية والمحرر عن غيابها المحضر إداري قسم أول المنتزه.

حيث اعترف المتهم بسابقة وعده لها بالزواج منها وتحصله منها على مبلغ 45 ألف جنيه "قيمة بيع شقة ملكها" ولدى إلحاحها في استعادة المبلغ أو إتمام الزواج بها قام باستدراجها إلى المخزن المشار اليه سابقا بزعم إعطائها بضاعة بقيمة المبلغ وقام بخنقها ودفنها بملابسها داخل المخزن. 

في شهر ابريل عام 2015 عاد رضا عبد اللطيف من دولة السعودية بعدما أخبر زوجته وشقيقيه اللذين يرافقوه غربته انه بدأ الشك في تصرفات صديقه "القذافي" ولاحظ عدم انتظام الارباح التي يتحصلان عليها من الاستثمار العقاري وايراد سلسلة مكتبات في محافظة الجيزة والتي كان القذافي مكلفا بادارتها وايداع الارباح لصديقه في حساب بنكي وقرر المهندس المغترب حينها العودة الي الاراضي المصرية للقاء صديقه وبيان حقيقة تلك الخسارة المتكررة.

 أخبر المهندس زوجته بوصوله الي مصر قائلا: "هروح اقابله واعرف ايه الحكاية لة لقيت في حاجة غلط زي ما حسيت هفض كل حاجة واخد فلوسي منه وارجع".

بعد ساعات طويلة من محادثة المهندس وزوجته انتظرت اسرته بالجيزة عودته بعد لقاء صديقه لكن طال الانتظار ولم يعد كما اغلق هاتفه فاسرع احد اشقائه الي صديقه في منزله وسأل عنه فقال انه كان بالفعل برفقته وغادر بحوزته مبلغ مالي كبير لشراء منزل في المطرية ولم يعلم عنه شيئا منذ حينها.

مع استمرار اختفاء المهندس رضا لجأت اسرته الي الجهات الأمنية لتحرير محضر باختفائه ورافقهم صديقه القذافي للبحث عنه لنفي اي شبهة حول علاقته بالاختفاء.

استمرت التحقيقات والتحريات ومازال الاختفاء قائما أصاب اليأس أسرة المهندس وباء محاولاتهم المستمرة مع القذافي حول مكانه بالفشل لاصراره علي انكار علمه اي معلومة عنه بعد مغادرة منزله.

بعد 4 اشهر من اختفاء المهندس رضا وفشل محاولات اسرته في العثور عليه فوجئوا بالقذافي يبلغ الشرطة عن اختفاء زوجته "فاطمة" حيث حرر محضر بتغيبها عن المنزل وبدأت رحلة أخرى من البحث عن الزوجة بشك زائد وشبهات حامت حول الزوج فاتهمته اسرتها في محضر رسمي بانه السبب وراء اختفائها.. قال القذافي حينها ان زوجته خرجت من المنزل بمبلغ مالي كبير لايداعه في البنك لكنها لم تعد ما دفعه لابلاغ الشرطة.. لم تصدقه اسرتها وطلبت من النيابة توجيه اتهام له فتم استدعائه حينها والتحقيق معه ولعدم كفاية الادلة حول صلته باختفائها اخلي سبيله وعقب عدة اشهر تم حفظ التحقيقات في القضية.

مع استمرار مطاردة اسرتي المهندس رضا وفاطمة للقذافي واتحادهما سويا لمعرفة مصير ذويهما قرر القذافي الهرب من المحافظة بأكملها وفي أوائل عام 2016 توجه الي الاسكندرية منتحلا اسم وصفة صديقه المهندس ببطاقة شخصية مزيفة وعاش حياة اخرى مرفها بأموال صديقه التي استولى عليها.

استغل المتهم القذافي فرج ثقة صديقه المغترب به واتاحة الفرصة كاملة له للتصرف في امواله فدفعته كثرة الارباح والسيولة المالية للطمع في اموال صديقه فبدأ في الاستيلاء علي ارباح المكتبات التي يديرها وايجار الشقق التي يمتلكها صديقه ويودع في حسابه بالبنك اموال قليلة وعندما ساله صديقه حول سبب قلة الارباح كان يردد له دائما: "المكتبات بتخسر".

 انتاب الصديق المغترب الشك في تصرفات صديق طفولته وقرر لعودة لايام قليلة والتوجه اليه وما ان التقاه قال له" عايزين نتحاسب.. كان المتهم يشعر باقتراب كشف خيانته لصديقه لعب الشيطان برأسه واستقرت في ذهنه فكرة التخلص منه للأبد خاصة انه عاد لاسترداد أمواله ويمنع عنه مكاسب طائلة يحصل عليها شهريا فوضع خطته كاملة.. استدعى صديقه للجلوس معه في شقة جزء منها يستخدم مكتبة في شارع ترعة عبد العال بفيصل بولاق الدكرور وجلس معه بعدما أعد طعام العشاء ومشروبات مدعيا الترحيب بصديقه العائد بعد فترة غياب طويلة.. "ب 10 جنيه سم" أنهى القذافي حياة صديقه بعدما دس السم له في الطعام والشراب وما ان سقط المهندس رضا أرضا مفارقا الحياة حمله المتهم ليضعه داخل مقبرة أعدها مسبقا بإحدى غرف الشقة ويعيد البلاط مرة اخرى كان شيئا لم يكن.

عقبة اختفاء صديقه استطاع المتهم الافلات منها بذكاء مجرم عندما شارك اسرته في البحث عنه.

بعد أشهر من الجريمة الأولى بدأت الفكرة تراود المتهم مرة اخرى لكن للتخلص من زوجته التي زادت مطالباتها له باعادة المبالغ المالية التي جمعتها من مواطنين واوهمها بتوظيفها لها مقابل ارباح لكنها عندما لم تأخذ منه ارباح طلبت منه رد أصول المبالغ ومع مماطلته لها وعلمها بتحدثه في الهاتف مع سيدات أخريات زادت الخلافات بينهما خاصة أنه كانت عقد قرانه على سيدة اخرى ويرغب في اتمام زواجه منها دون علم زوجته او مشاكل فقرر تكرار الخطة التي اتبعها مع صديقه وبنفس الخطوات وضع سم الفئران لها في الطعام ولكن تلك المرة في شقة الزوجية وعندما انتهى الأمر كما خطط قام بنقل الجثة للشقة الأخرى وكان اعد مسبقا مقبرة أخرى في غرفة مجاورة للتي دفن بها صديقه وقبل أن يدفن بها زوجته وضع الجثة لفترة في "فريزر" منعا لانبعاث رائحتها بسرعة لحرارة الجو فاعتمد طريقة لتجميدها قبل دفنها.

كنت المجني عليها واحدة من 7 سيدات تزوجهن المتهم حيث انجب من الزوجة الاولى 5 اطفال وتركهم جميعا وكان يتزوج من كل سيدة وينجب منها ويطلقها ليتزوج من خرى بعد الاستيلاء علي اموالهن.

عندما انهى المتهم جريمتيه سافر الي الاسكندرية هربا من ملاحقت اسرة زوجته واخلاء النيابة سبيله واستغل تواجد صورة من بطاقة صديقه المهندس وانتحل صفته وعمل مشروع حضانة متمما زواجه من السيدة التي كان عقد قرانه عليها وانجب منها ثم انفصل عنها وتزوج من طبيبة صيدلانية واستمر زواجهما عدة سنوات حتى اخبرت السكرتيرة في الحضانة زوجته الطبيبة بعثورها على صورة بطاقة شخصية بصورة زوجها واسم اخر وعقد زواجه من سيدة اخرى لتحدث خلافات بينه وبين الطبيبة ليقرر المتهم العودة الي عالم الجريمة لينتقم من زوجته واسرتها التي تشاجرت معه.. ارتدى نقاب وتوجه لمنزل حماه سرق منه مبلغ مليون جنيه وفر هاربا الا ان تحريات الاجهزة الأمنية حينها ومراجعة كاميرات المراقبة كشفت هويته والقي القبض عليه وحبسه لكن باسمه المزيف بصفته المهندس رضا.

بعد 5 سنوت من يأس أسرة المهندس رضا في العثور عليه أو معرفة مصيره فوجىء شقيقه بشخص يخبره أن شقيقه المختفي محبوس في قضية بالاسكندرية ليسرع افراد الاسرة بحثا عن الغائب وكانت المفاجأة باكتشافهم ان القذافي هو المحبوس باسم شقيقهم.. والد الزوجة المختفية ما ان علم بما حدث اسرع الي نيابة الاستئناف وقدم تظلم على حفظ القضية وطلب اعادة فتح التحقيقات لتخاطب النيابة نيابة الاستئناف بالاسكندرية وتم استخراج المتهم من محبسه وعرضه علي نيابة الهرم التي استجوبته واعترف بتفاصيل جرائمه كاملة.

استمرار التحقيقات مع المتهم كشف عن جريمتين جديدتين ارتكبهما حيث ارشد عن جثتين دفن احداهما في شقة ببولاق الدكرور واخرى في الاسكندرية. 

كشفت تحريات قطاع الأمن العام بقيادة اللواء علاء الدين سليم مدير قطاع الأمن العام بالتنسيق مع مباحث الجيزة بقيادة اللواء محمود السبيلي مدير الادارة العامة للمباحث واللواء عاصم ابو الخير مدير المباحث الجنائية التفاصيل الكاملة للجريمتين اللتين اعترف بهما حيث تبين من التحريات أن المتهم قذافي. ف. ع   49 سنة مالك مكتبة مقيم المريوطية المودع بسجن الاستئناف على ذمة قضيه جنح قسم سيدي جابر بالإسكندرية "سرقة" لتنفيذ عقوبة الحبس لمدة سنة والذي سبق واعترف بقتل صديقه المهندس رضا عبد اللطيف 49 سنة وانتحال اسمه وكذا قتل زوجته 34 سنة ربة منزل" ودفن جثتيهما منذ 5 سنوات بشقة بدائرة قسم بولاق الدكرور اعترف بارتكاب جريمتي قتل اخرتين. 

أسفرت جهود مفتشي قطاع الأمن العام بمشاركة ضباط الإدارة العامة لمباحث الجيزة من خلال تطوير مناقشة المتهم المذكور وفحص حالات الغياب في أوساط الأشخاص المرتبطين به عن اعترافه في أوساط الأشخاص المرتبطين به عن اعترافه بقيامه بقتل كل من فتاة 25 عام عاملة بمكتبة خاصة به ومقيمة دائرة قسم الأهرام "شقيقة إحدى زوجاته حيث قرر المتهم بسابقة ارتباطه في غضون شهر فبراير عام 2015 بعلاقة  بالمجني عليها قبل زواجه من شقيقتها إبان عملها طرفه ومع اقتراب موعد عقد قرانه على شقيقتها هددته بفضح أمره فعقد العزم على التخلص منها وقتلها، أضاف المتهم بقيامه باستدراج المجني عليها إلى شقة مواجهة للشقة السابق دفن جثتي "زوجته , صديقه" بها وقام بخنقها ودفنها بملابسها بإحدى غرفها وأوهم أهليتها بهروبها والسفر خارج البلاد مع أحد الأشخاص للعمل بمجال التمثيل والإعلانات فلم يقوموا بتحرير محضر بغيابها.