الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. ياسر جمعة يكتب: قضايا ذوي الإعاقة

صدى البلد




فى لحظة ما سوف يستوجب عليك أن تضع نفسك مكان أى شخص ذى إعاقة ؛ لكى تشعر بما يشعر ، وتحس بآلامهم ، ونيرانهم المكتومة ، فى تلك اللحظة ستجد نفسك تضع قضايا أساسية أمام الساسة والمسئولين ليضطلعوا بواجبهم تجاه ذوى الاعاقة ؛ لكى يعيشوا بكرامة وعزة أقرتها الكتب السماوية والقيم الأخلاقية والقوانين والدساتير .

وأولى تلك القضايا وأهمها أنه يجب أن يكون ذوى الاعاقة قادرين على العيش بشكل مستقل فى منازلهم وبيوتهم الخاصة ، وليس في دور أو جمعيات أو مؤسسات حتى لا يصبحوا سلعة لكل من يريد أن يتاجر برعايتهم ، أو بالشفقة أو العطف عليهم ‘ فذوى الاعاقة بحاجة إلى (مصدر دخل ثابت) حتى لا يتعرض للمهانة والذل لكى يحصل على إحتياجاته الاساسية من مأكل وملبس ومكان للمبيت ، أو يتعرض لمضايقات وإيذاء من أى نوع جسدى أو معنوى ، وأن يمتلكوا الحرية لكسب المال بتوفير مزيد من الأعمال الادارية والتى تتناسب وتتلائم مع قدراتهم ، وبالتالى فيجب أن يكون ذوى الاعاقة في مأمن من الأذى الجسدي وما هو أسوأ. 

وأخيرًا وليس آخرا لابد من تصميم وتنفيذ سياسات وبرامج الإعاقة من قبل أشخاص يفهمون حقًا احتياجات وأولويات الأشخاص ذوي الإعاقة .

هذه كلها مبادئ راسخة ، واعتقد أن البدء فى إصدار قانون (دمج المعاقين) هو الطريق المباشر لكى يكون (حرية الفرد ذى الاعاقة والعيش بإستقلالية) خيار حقيقى وليس (حبر على ورق) بمعنى (أن الفرد ذى الاعاقة اذا كان بحاجة للمساعدة للنهوض من الفراش ، أو الاستحمام ، أو ارتداء الملابس ، أو الذهاب إلى المرحاض ، أو طهي وجبة ، أو الحفاظ على نظافة منزله ، فيجب أن يكون قادرًا على الحصول على هذه المساعدة دون الحاجة إلى الانتقال إلى دور الرعاية أو المؤسسات أو الجمعيات ، وكأن (حقوقهم الشخصية) لا يمكن أن تحدث إلا في مبنى خاص !!! 

إن حق الفرد ذى الاعاقة في العيش في منزله واتخاذ قرارات حياته الخاصة أمر حثت عليه الديانات السماوية والقيم الأخلاقية .