الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قصة ليلة قضاها فريد شوقي تحت السرير والبوليس يبحث عنه

صدى البلد

في حياة عمالقة الفن مواقف ونوادر لا يمكن ان تمحى من ذاكرتهم، كتلك الليلة التي قضاها الفنان الراحل "فريد شوقي" تحت السرير، فقد ظلت تفاصيله محفورة في ذهنه، وأقر بها في مذكراته. 

لم تكن الليلة كباقي ليالي طفولته فقد كانت أكثر إثارة وترقب، عندما انبطح أسفل سرير حبيبته ابنة الجيران بينما صعد والدها على السرير وتمدد مستعدًا للنوم، فيحكي في مذكرته:" كنت الهث من الخوف والفزع.. أيه الواقعة السودة دي". 

ثبت في مكانه دون أي حركة تمامًا، وكتم أنفاسه حتى ليكشف عن وجوده أسفل مرقد والد الحبيبة، " لم أكن أقدرأن أقوم بأي حركة خوفًا من ان يسمع والد حبيبتي الصغيرة فاشتبك معخ وتصير مصيبة.. وما كان علي سوى تمالك انفاسي منتظر اللحظة التي اسمع فيها شخيره  فأنجو بجلدي واستعيد حريتي". 

لكن النوم لم يحل على أعين الوالد، فظل "فريد شوقي" طريح الأرض، فيسرد:" على ما يبدو أن والد البنت ليس من هواة النوم، ولم يهوى الشخير فتركني في حيرة خائف على نفسي وعلى حبيبتي".

ظل الوضع هكذا حتى قطع حبل أفكاره بندائه لأبنته بلهجته البلدي، وهو يقول  لها:" ما تجيبي فنجان شاي يا بت"، انصرف الأب عن فكرة النوم وأصر على ابنته ان تجلب له كوب الشاي رغم محيالته له بالنوم وصوتها مرتجف ولكن الأب تعصب على الفتاة الصغيرة وبدأ يتعايش في غرفته ويشغل الراديو ويغني مع وصلة ام كلثوم  ويتناول الزبيب على انغام الموسيقى. 

كل تلك الأحداث تدور و"فريد شوقي" تحت السرير ينتظر الفرج، فقد انتصف الليل عليه ولم يعد إلى منزله فطلبت والدته الشرطة  للبحث عنه في كل مكان، ولكنها لم تجده. 

يغوص الليل اكثر ووالدة "شوقي" تصرخ "الواد راح فين؟"، ويكمل "شوقي":" القاهرة تبحث عني فقد انتصف الليل ولم أعد إلى المنزل  واستغرب اهلي غيابي ولفوا على الحي بيت بيبت.. وزاوية زاوية وعندما لم استعصى عليهم العثور علي خيل إليهم أنني تعرضت لحادث ما فاتصلوا ببوليس النجدة  وبلغوا الشرطة عن غيابي عن المنزل فعممت أوصافي فورًا وبدأ البحث عنب من كل الجهات". 


قفز إلى عقله ومخيلته الكثير من التخيلات عن عائلته وأصدقائه، حتى حان الوقت وظن أنها لحظة الانطلاق  من حيث جاء العاشق، فقد انتقل الأب إلى الغرفة الثاني وبينما يحاول هو الخروج من تحت السرير عاد الأب مع زوجته ليعود "شوقي" جحره. 

وصلة من المغازلة بين الاب والزوجة حتى غطى في نوم عميق وأعلنت صفارات اللحمية أن وقت الفرار قد أتى ،ليخلص "شوقي" نفسه من تلك الورطة متجهًا إلى البيت الممتلىء بالجيران ورجال الشرطة، وقد قص عليهم قصة من خياله عن عصابة قامت باختطافه وكيف خلص نفسه منهم، لينجو "فريد شوقي" من عقاب الأهل واصدقته الشرطة.