الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انغام الجناينى تكتب: هل أصبحت مشكلات الصعيد جنسية ؟

صدى البلد

 اعتادنا على لمة العائلة ودفء احتوائها وبمحافظات الصعيد والتي تشتهر بالعادات والتقاليد التي تفرض المبادئ والأخلاق الحميدة على جميع أفراد المجتمع الصعيدي، حتى أصبحت أخلاقهم حسنة أمام الأخرون وسيئة بذات أنفسهم؛ كي يتماشون كما أراد مجتمعهم.

فيصبح المجتمع مريض ويعجز الطب عن علاجه والقانون عن إيقافه عما هو عليه، فالقانون يُعاقب من يُخالفونه ويقفونهم عند حدودهم جيدًا، ولكن كيف يستطيع القانون أن يُحاسب شخصًا يخترق قانون الله وفروضه ولا يهتم لأمر الدين فل يستطع القانون رد هؤلاء إلى عقولهم ودينهم؟

مع انتشار المواقع الاباحية التي دخلت كل منازل المصريين عن طريق الهواتف الذكية التي أصبحت في متناول كل شاب وفتاة قاصرة وفي حكم القانون اطفال، أصبح يُعاني المجتمع الصعيدي اليوم من إنعدام الأخلاقيات والخلق واُسس الدين، في ظل غياب الوعي الأسري وانشغال الوالدين بأعمالهم اليومية، وإعطاء ابناءهم الثقة الزائدة التي ما هي إلا مُدمر قويًا لهم، اضحى الأطفال يفعلون ما يرغبون من أخطاء.

لا يجب أن نضع اللوم على الأبناء هنا فهم كالصلصال تُشكل عقولهم وأفكارهم كما تشاء أيدي أهاليهم، إذن يقع اللوم على الأباء الذين يستهينون بايضاح مشكلاتهم الزوجية أمام اطفالهم دون مراعاة لشعورهم، والأمهات المنشغلات بأعمالهن والتاركات ابناءهن دون رعاية وتوعية بما هو يجب فعله ورؤيته وسماعه وما هو يتعارض مع الاديان السماوية ومبادئ مجتمعنا المصري الشرقي وأخيرًا الصعيدي.

شهدت محافظة سوهاج بعام ٢٠٢٠ الكثير من جرائم الشرف وهتك العِرض وسط صمتًا تامًا من الأهالي وتعتيمًا من وسائل الإعلام؛ بهدف تخبئة الأمر وعدم إشاعته لوقف انتشاره، ولم يكن ذلك هو الحل، عندما تواجه محافظة بجنوب صعيد جمهورية مصر العربية مشكلة تسبب في تحطيم أسرة كاملة وتتكرر بمختلف الأحداث في أكثر من مركز ومنطقة داخل مدينة واحدة إذن يجب التحدث لإيجاد حلًا جذريًا.

نستعرض لكم اولًا بعض المشكلات التي واجهت ٣ أسر في اسبوعًا واحدًا بمركزين بسوهاج ثم نتعرف على مقترحات الحلول سويًا:-

شهد أحد مراكز سوهاج واقعة انتحار أب بإلقاء نفسه أمام قطار؛ بسبب اكتشافه هتك عِرض طفلته البالغة من العُمر ١٧ عامًا، لمدة تسعة سنوات من قِبل شقيقها الذي يكبرها بعشرة أعوام، والذي حاول اغتصاب شقيقته الكبرى ووالدته قبل ذلك كما أنه يمارس أعمال البلطجة باستمرار على أفراد أسرته جميعًا، وبروح الأبوة لم يريدون حبسه أملًا منهم في تغيير سلوكه.

كما تفاجئت أم بولادة طفلتها البالغة من العُمر ١٦ عامًا، حيث كانت الفتاة حامل لتسعة أشهر وسط عائلتها بشقة واحدة ولم تشعر الأم بأي تغيير في جسد ابنتها، أي أم هذه التي لا تشعر أن نجلتها أخطئت مع ابن جيرانهم وحملت منه وظلت طيلة فترة الحمل صامتة حتى وقت الولادة؟

كما شرع خال في قتل ابن شقيقته بعدما علم بعلاقته الغير شرعية بزوجته، حيث وصلت له بعض المعلومات عن تواجد ابن شقيقته في منزله باستمرار حال عدم وجوده، فقرر أن يختبأ بسطح المنزل حتى يراه أتى وينزل لهما ليكشف سرهما، لتكن صدمته بأن يراهما عاريان على فراشه، واليوم يحمد الرجل الاربعيني ربه أنه لم يتمكن من قتلهما ولم يُضيع ما تبقى من عمره في الحسرة على تلويث يديه بدماءهما، وحمل طفلته البالغة من العُمر ٣ سنوات وذهب بها إلى القاهرة؛ كي لا تعلم عن ماضي والدتها شيئًا.

هل أصبحت مشكلات المجتمع الصعيدي بسوهاج جنسية؟ واتباع العادات والتقاليد والأخلاق ما هي إلا قناع يرتديه كل شخص ليكن بنظر الجميع شيخًا فاضلًا وهو كالحيوان يُريد الفرصة لينهش بفريسته وقتما يُتيح الوقت ذلك.

المشكلات التي نواجهها اليوم يكمن حلها في عودة انتشار الوعي الديني، والحملات التوعوية للأباء والأمهات وبالأخص الأميين منهم؛ كي يتمكنوا من رعاية ابناءهم خير رعاية، لا يجب إئتمان الشاب على شقيقته وتركهما سويًا دون راعي، ليس لقلة الثقة بل زيادة في الحرص، فالنفس أمارة بالسوء والشيطان حاضر بينهما بوسوسته.

كما يجب مُصاحبة الابناء بكل وقت وعدم إخافتهم من الوالدين كي يُصارحوهم بكل ما في أنفسهم، يجب توعيتهم بالفكر الجنسي كي لا يبحث احدهم على الانترنت عن ذلك فلا يستفاد شيئًا بل تُفسد أخلاقه وتسبح به ذاته في عالم يُريد الدخول به بأي وسيلة دون علم منه ما هو الخطأ والصواب، ويظل يبحث عن فرصة كي يُشبع رغباته.

فعندما تتحدث الأم مع ابنتها أو الأب مع نجله، يعلمان جيدًا ما الذي يجي أن يعرفونه بمختلف أعمارهم وما الذي لا يجب معرفته بتلك الوقت، كما يستطيعون اقناعهم بأن هذا متاح وذلك غير متاح لعدة أسباب ويضعون لهم الأسباب الصحيحة التي تُزيد من وعيهم واقناعهم.

تربيتهم منذ الصغر على التقرب من الله وخشيته، ألا يدعون الفضيلة خشية من البشر، وألا يستخدمون الهواتف الذكية إلا وقتًا قصيرًا في وجود عينًا رقيبة دون وعي من صغارهم بذلك.
  :